أمير مكة المكرمة: «التقليص» ضمان لسلامة المعتمرين وتسهيل سير مشاريع توسعة المسجد الحرام

تحركات لإدراج أبناء الجالية البرماوية في التعليم العالي

الأمير خالد الفيصل خلال مؤتمر صحافي عقد في مكة المكرمة أمس (تصوير: أحمد حشاد)
TT

أوضح الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أن قرار تقليص أعداد المعتمرين يضمن تسهيل سير المشاريع المنفذة في المسجد الحرام، مؤكدا أنه «لا يهم كمية الأعداد وكبرها بقدر أن يصل الحاج المعتمر إلينا بكرامة ونودعه بكرامة».

وقال الأمير خالد الفيصل إن «هذا القرار مهم جدا، ونحن بحاجة إليه نظرا للمشاريع التنموية المنفذة حاليا في المسجد الحرام، وذلك حفاظا على سلامة القادمين إلى مكة المكرمة، وتسهيلا لتنفيذ تلك المشاريع في أوقاتها المحددة، بما يضمن تقديم أرقى الخدمات للمسلمين، حيث إن أهم ما علينا هو الحفاظ على سلامة وراحة ضيوف الرحمن سواء من الحجاج أو المعتمرين أو الزوار، الذين يقبلون إلى السعودية، ويؤدون ما عليهم من مناسك بكرامة ورقي في الخدمات، وليس المهم قدر الأعداد ولكن المهم أن يصل الحاج أو المعتمر إلينا بكرامة ونودعه بكرامة».

وجاءت تصريحات أمير منطقة مكة المكرمة خلال مؤتمر صحافي عقده عقب تفقده إجراءات عملية تصحيح أوضاع الجالية البرماوية في السعودية نهار أمس في مكة المكرمة.

وقال الفيصل إن الإجراءات تسير في المسار الصحيح، وهي ماضية وفق المخطط المرسوم لها، وأضاف: «إن أكبر الصعوبات التي تواجه عملية التصحيح التحدي الكبير في اتخاذ هذه البادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي بادر بتوجيهه الكريم بسرعة تنفيذ عملية التصحيح بعد اطلاعه على الدراسات والأبحاث والتقارير التي قدمت»، وتابع: «إن السعودية تشرفت باستضافتهم وخدمتهم لما عانوه في بلادهم من اضطهاد وعنصرية وتشريد».

وأكد أمير مكة المكرمة أنه تم خلال الفترة الماضية من بدء عملية التصحيح إنجاز تصحيح أوضاع 115 ألف وتسعمائة وثلاثين ألف عملية تصحيح، ولا يزال العمل متواصلا على قدم وساق لإنهاء كل أعمال التصحيح التي يتوقع أن تأخذ المزيد من الوقت والجهد لإتمامها.

وأوضح أن «المدة التي خصصت لأعمال التصحيح غير كافية لإنجاز المهمة الكاملة وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الذي يتابع أعمال التصحيح بشكل يومي وأسبوعي وشهري، واصفا المشروع بأنه مشروع فريد من نوعه لا يوازيه أي مشروع في العالم، وسيتم في نهاية المطاف إنهاء هذه الإجراءات في الوقت المحدد لها».

وأبان الفيصل أن هذه الخطوة تأتي في نطاق مشروع خادم الحرمين الشريفين لإعمار المناطق العشوائية، والتي تعنى في المقام الأول ببناء الإنسان قبل المكان، حيث لا تعنى هذه العملية بإزالة المباني وفتح الطرقات وتطوير تلك المناطق العشوائية، مؤكدا أنه مشروع يعنى بتهيئة الوضع المناسب لهؤلاء المغتربين كبادرة من حكومة هذه البلاد المباركة، وأن تصحيح أوضاع الجاليات الأخرى سيتم التحدث عنه في حينه حيث لكل حادث حديث. وأشار أمير مكة أنه سيتم ضمن مشروع تصحيح أوضاع الجالية البرماوية تصحيح وضع المواطنين المتزوجين من الفتيات البرماويات بطرق غير نظامية سابقا، وكذلك العمل على إيجاد وفتح قنوات لالتحاق أبناء هذه الجالية بميادين التعليم العالي المختلفة للراغبين في التواصل والتحصيل العلمي المتقدم.

وأضاف الأمير خالد الفيصل، أن القطاع الخاص مشارك في أعمال التصحيح، حيث أسهم عدد من رجال الأعمال والشركات التجارية في تلك الأعمال من التصحيح، متوقعا أن يحظى أبناء الجالية البرماوية ويتمتعون بكامل الفرص المتاحة للعيش في هذه البلاد مثلهم مثل أي مقيم نظامي مشارك في عملية بناء الإنسان والمكان، وعليهم كذلك أداء كامل الواجبات مثلهم مثل أي مقيم في هذه البلاد التي تستوجب الاحترام الكامل للإقامة واحترام المبادئ والرواسخ الأساسية التي بنيت عليها هذه البلاد.

وأوضح أمير مكة «أن هناك بطئا من بعض الجهات المسؤولة عن أعمال التصحيح لتمثيل الإجراءات بما يدفعنا للتعامل بمرونة وأساليب إنجاز عمل متكامل متقدمة ومتطورة وسلسة، من خلالها نستطيع أن ننجز ونضيف ما نريد أن نضيفه بما يكفل إنجاز المهمة على أكمل وجه وفي أسرع وقت»، مؤكدا أن هنالك مواجهة صارمة لكل أعمال التعديات مشددا أنه لن يسمح بإنشاء مناطق عشوائية جديدة.