جون ستيوارت ينقل أجواء برنامجه الساخر إلى القاهرة مع باسم يوسف

دخل الاستوديو مغطى الرأس.. وقدم على أنه «جاسوس» وقال: أنا محافظ الأقصر

ستيوارت وباسم يوسف في كواليس الاستوديو قبل بدء التصوير
TT

* على غير المعتاد لمشاهدي برنامج «البرنامج»، الذي يقدمه الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف على فضائية «سي بي سي» الخاصة، فوجئ الجميع، الليلة قبل الماضية، بدخول الإعلامي الأميركي جون ستيوارت الاستوديو في مسرح راديو بمنطقة وسط القاهرة، وهو مغطى الرأس، وقُدم على أنه «جاسوس»، وتحدث كلمات قليلة باللغة العربية، قبل أن يؤكد أن الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي نصبه محافظا للأقصر (جنوب مصر)، قائلا: «أنا الآن محافظ الأقصر».

واستضاف باسم يوسف الذي خضع للتحقيق بتهمة إهانة الرئيس مرسي والإسلام قبل شهرين، في برنامجه، أول من أمس (الجمعة)، جون ستيوارت، الذي يقدم برنامجه الشهير «ذا ديلي شو» في أميركا. وقال فريق الإعداد في برنامج «البرنامج» لـ«الشرق الأوسط»، إن ظهور ستيوارت في البرنامج جاء بدعوة من يوسف شخصيا، بعدما كان الأخير ضيفا على برنامج ستيوارت بعدما تم اختياره، كمصري، ضمن أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم، من قبل مجلة «تايم» الأميركية.

وامتدح ستيوارت مضيفه، وقال: «إذا كان نظامكم غير قوي بما يكفي للتعامل مع الدعابة.. إذن فليس عندكم نظام»، وقلل ستيوارت من الصعوبات التي واجهها جراء سخريته في الولايات المتحدة، وقال ليوسف: «أتعرض للمتاعب، لكنها لا تُقارن بتلك التي تعترضك هنا في القاهرة».

وحاز يوسف شهرة واسعة كهاوٍ يبث برنامجا على موقع «يوتيوب» يسخر من الأداء الإعلامي المساند للرئيس السابق حسني مبارك في أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011، وتنامت شهرته بشدة مع احترافه العمل التلفزيوني، وبات يلقب بجون ستيوارت المصري، لكن قرار توقيفه بتهمة إهانة الرئيس مرسي اعتبر تضييقا من السلطات المصرية على حرية الإبداع، ووضعه داخل دائرة الضوء على نطاق عالمي.

وركز ستيوارت على قرار الرئيس مرسي المثير للجدل باختيار عضو من الجماعة الإسلامية المتشددة محافظا للأقصر، قائلا: «يُلقى على الجماعة باللوم في المذبحة التي شهدتها مدينة الأقصر في التسعينات من القرن الماضي».

كما سخر ستيوارت بلطف من المعارضة المصرية، التي تأمل أن تجبر مظاهراتها في 30 يونيو (حزيران) الحالي، مرسي على ترك السلطة بعد عام من توليه. وقال ستيوارت إن الأميركيين استغرقوا 100 عام قبل خلع رئيس لأول مرة، «وبالنسبة لقيامكم بهذا في عام واحد، فإن هذا مثير للإعجاب».

وضج الاستوديو بالضحك عندما تحدث ستيوارت عن الفوضى المرورية الدائمة في القاهرة، قائلا: «أعلم أن هذه حضارة قديمة، ولكن هل فكرتم في استخدام إشارات المرور؟». كما وجه باسم يوسف الدعوة لستيوارت للعشاء، وكان مكونا من «ملوخية، وممبار، وكشري»، ووصفها بأنها أكلات شعبية في مصر، لكنه قال لستيوارت، إن «معدتك لن تتحمل هذه الوجبات».

وكان الإعلامي الأميركي ستيوارت قد قدم فقرة خاصة في برنامجه عن توقيف يوسف في برنامجه الشهير «ذا ديلي شو» قبل أسابيع، وسخر من اتهامات جماعة الإخوان المسلمين ليوسف، قائلا: «يجب أن يدركوا أن مصر كبيرة ولا يمكن أن يهددها أي شخص».

ووجه ستيوارت في ذلك الوقت كلاما لمرسي في برنامجه قائلا: «ليس عليك أن تستمع لنصائح عن الديمقراطية مني ولكن ربما عليك أن تستمع لهذا الرجل الشجاع»، في إشارة ليوسف. وعرض ستيوارت بعدها مقطع فيديو للرئيس مرسي وهو يقول فيه إنه يرحب بالنقد وكل الآراء، وإن باسم يوسف، ومحمد البرادعي وعمرو موسى القياديين بجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، لن يذهب أي منهم إلى السجن، بسبب انتقاده، لأنهم مصريون ولن يمسهم أذى.

وأنهى جون ستيوارت كلامه خلال برنامجه المشار إليه بالقول إن «الديمقراطية لن تصبح ديمقراطية إذا كانت تنتهي بمجرد سخرية شخص من قبعتك»، ووضعت السفارة الأميركية في القاهرة رابط الفقرة وقتها على صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مما أثار غضب مؤسسة الرئاسة، وتسبب في توتر بين القاهرة وواشنطن.

لكن ستيوارت انتقد في حلقة باسم يوسف، الليلة قبل الماضية، الخطوات التي أدت إلى توجيه الإدارة الأميركية اللوم لمصر بسبب يوسف، قائلا: «إن الدعابة لا تلقي أبدا قنبلة غاز على مجموعة من الأشخاص في حديقة، إنها مجرد حديث». وأثنى باسم يوسف على ضيفه كملهم شخصي، وتبادل الاثنان النكات عن انطباعات ستيوارت عن زيارته للقاهرة. وباسم يوسف هو طبيب قلب حاز على شعبية جارفة بسبب لقطاته المصورة الكوميدية، التي استلهمها من برنامج ستيوارت «ديلي شو». وواجه يوسف الذي بات محط اهتمام عالمي في أبريل (نيسان) الماضي، اتهامات بإهانة الرئيس مرسي وازدراء الدين الإسلامي، لكن القضاء المصري أطلق سراح يوسف بكفالة بعد استجوابه، ووُجهت تهديدات للقناة التلفزيونية التي يظهر عليها بفقدان رخصتها.