تظاهرة سينمائية تكشف عن ممثلة من نجوم الفترة الذهبية

ريتا هايوورث تغازل الجيل الجديد أيضا

ريتا هايوورث في الثلاثينات
TT

* طوال الشهر الحالي، ومن جملة الاحتفاءات والمظاهرات التي يقيمها «مسرح الفيلم الوطني» في لندن، يمكن للراغبين التعرّف على واحدة من ممثلات السينما في فترتها الفنية الذهبية. هي ريتا هايوورث، الممثلة التي كانت من أكثر ممثلات جيلها انتشارا بين المعجبين الذكور، والتي تمرّست في الرقص الإسباني صغيرة كون والدها المهاجر إدواردو كانسينو كان من فناني الرقص الفولكلوري. ثم ظهرت على المسرح قبل أن تدلف إلى السينما في سن السادسة عشرة عندما ظهرت كممثلة ثانوية في فيلم مكسيكي بعنوان «كروز ديابلو» سنة 1935.

التظاهرة لا تشمل كل أفلام الممثلة وعددها ستة وخمسون فيلما، لكنها تختار عشرة أفلام من مراحل مختلفة لكي تعرضها وما تختاره مثير للاهتمام وكاف لمنح من لم يتابع هذه الممثلة على الشاشة من قبل فكرة متكاملة عنها.

ولدت ريتا هايوورث سنة 1918 في حي بروكلين في مدينة نيويورك في عائلة أدمنت العمل في الرقص الإسباني، فوالدها ورث الفن عن والده وهي تدرّبت عليه صغيرة لذلك كان من الطبيعي إلى حد ما أن تسند إليها بطولة أفلام موسيقية راقصة بدءا من عام 1939 عندما ظهرت في «الملائكة فقط لها أجنحة» Only Angels Have Wings الذي حققه هوارد هوكس ودفع بها لكي تجاوز جين آرثر وكاري غرانت في الأدوار الرئيسية.

في الواقع يمكن أن يتم تقسيم مهنة هذه الممثلة البارعة إلى ثلاث مراحل. تلك التي سبقت مرحلتها الموسيقية، وتلك المرحلة الموسيقية، ثم المرحلة التي تلتها. في الأولى ظهرت في عدد مختلط من الأفلام الدرامية ومغامرات الغرب وأفلام الغموض البوليسية. إحدى هذه المجموعة الأخيرة كان «تشارلي تشان في مصر» (1935) الذي كان ثالث إطلالاتها السينمائية والذي عانى من مستوى تنفيذي رديء لا يسمح له الانضمام إلى باقة أعمالها المهمّة إلى جانب أنها كانت ما زالت تؤدي الأدوار الصغيرة وحدها (لعبت فيه دور فتاة مصرية اسمها ناديا). بعده داومت الظهور تحت اسمها الأصلي ريتا كانسينو، في أفلام غير ذي بال أفضلها «شحنة بشرية» لألان دوان (1936) و«الظل» الذي لعبت بطولته. لكن مجمل هذه الأفلام لم ينجح في منحها الحضور ذاته الذي حققته ممثلات أخريات من نفس الجيل أمثال إيفا غادرنر وغلوريا غراهام وكاثرين هيبورن.

في مرحلتها الثانية أعادت اكتشاف نفسها بعدما أقرّت هوليوود بأن عليها أن تستفيد من مهارتها في الرقص. بعد «فقط الملائكة لديها أجنحة» لعبت بطولة «سوف لن تصبح ثريا مطلقا» (1941) أمام واحد من أشهر نجوم الرقص وهو فرد استير و«ملائكة فوق برودواي» (1940) الذي كان لفيفا من الموسيقى والمغامرة والرومانسية وبعد أربع سنوات ظهرت في «محبوبة دائما» (1942) و«فتاة الغلاف» (1944). كلا الفيلمين معروض في التظاهرة الحالية.

بعد ذلك هي في الدراما والأفلام الأكثر جدّية. وهذه بدأت بالفيلم الجيّد «غيلدا» لتشارلز فيدور (1946) واحتوت على «عشاق كارمن» (1948) و«سالومي» (1953) و«النار السفلى» (1957). في النصف الثاني من الخمسينات كانت هايوورث تحوّلت إلى ممثلة ذات تاريخ أفضل من الحاضر. الأفلام التي كانت تؤديها لم تترك بين الجمهور ذلك الصدى الأول. طبعا كانت شارفت على الأربعين سنة ما ساهم في تحديد ماهية العروض السينمائية التي تستطيع القيام بها في الوقت الذي كانت هوليوود فيه ما زالت خاضعة لنظام النجوم حيث القرار بيد الشركات المنتجة أكثر مما هو بيد فنانيها.

في عام 1972 لعبت آخر دور لها، وكان - طبيعيا - دور أم وذلك في فيلم «غضب الله» أمام المخضرم حينها روبرت ميتشوم.

تظاهرة «مسرح الفيلم الوطني» لا تمتد لتشمل كل هذه الفترات، لكنها إذ تتوقّف عند مرحلة ريتا هايوورث الفتية، تنجح في جذب اهتمام الباحثين والراغبين في التعرّف إليها. وهناك من الجيل السابق من شاهد هذه الأفلام كما تابع حياتها الخاصّة التي شملت الزواج من الفنان أورسن ولز (ما بين 1937 و1942) والأمير علي خان (1949 حتى 1948) لجانب زواجين لاحقين. من الزواج الأول رزقت بربيكا ولز (التي توفيت سنة 2004) ومن الثاني خلفت ياسمينة آغا خان (التي ما زالت حيّة).

ريتا نفسها توفيت سنة 1987 عن 68 سنة بعدما عانت من مرض ألزهايمر في آخر سنوات حياتها.

خلال حياتها على الشاشة منحت الجمهور ما هو أكثر من الجسد الرشيق والحركات المثيرة. كانت تتمتع بوجه شديد التعبير. عيناها الكبيرتان، وجهها عريض وشفتاها واسعتان.

على الشاشة كانت مجتهدة ومتفاوتة. أفضل أدوارها ورد في «غيلدا» الذي لعبت فيه دور زوجة رئيس كازينو (جورج ماكرادي) يكتشف أن زوجته كانت على علاقة مع المساعد الذي جلبه للعمل معه (غلن فورد). حركاتها في هذا الفيلم مدروسة وأنوثتها لا تفتقر إلى العفوية كما أن تعابيرها مقنعة حين تكذب وحين تتحدث عن صدق. حين تواجه زوجها الغيور وحين تشعر بالعاطفة حيال صديقها السابق.