عبد الله الغامدي: الخوف من ضياع الحقوق أبعد المستثمرين عن الرياضة السعودية

رئيس لجنة الاستثمار الرياضي في غرفة جدة قال إن شروط «شركة الاتصالات» أعاقت دخول رعاة للألعاب المختلفة

TT

بعد الزخم الكبير الذي أدت إليه النقاشات الساخنة نحو دخول الرياضة السعودية عالم الخصخصة والاستثمار، بدأ كثير من رجال الأعمال والمال الالتفات فعليا للرياضة بهدف اقتناص أقرب فرصة والدخول في الاستثمار الرياضي، فور إقرار الخصخصة في الأندية السعودية.

الغرفة التجارية بجدة أدلت بدلوها في هذا الشأن، وأنشأت لجنة الاستثمار الرياضي بهدف دعم الرياضة السعودية، وكذلك بحث السبل لدخول رجال الأعمال في المجال الرياضي بهدف الاستثمار.

لجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية بدأت عام 2010 على هامش اجتماع لشخصيات بارزة من ناديي الأهلي والاتحاد، في اجتماع «وفاق» بين الطرفين بهدف توحيد جهود الناديين في دعم الشباب والرياضة.

عبد الله الغامدي، رئيس لجنة الاستثمار الرياضي في الغرفة التجارية بجدة، أوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط» البداية الفعلية للفكرة، حيث قال: «اللجنة لها قرابة ثلاث سنوات، وجاءت فكرة إنشائها وكذلك بداية عملها في عام 2010. وكان ذلك على هامش اجتماع وفاق اتحادي أهلاوي، حيث دعوت إلى ذلك الاجتماع وحضره عدد من وجهاء الناديين، وكنت أهدف إلى توحيد الجهود في الناديين لخدمة الرياضة، ودعوت أيضا عددا من الزملاء أعضاء الغرفة التجارية بجدة كان من ضمنهم نائب رئيس الغرفة مازن بترجي، فكانت هذه نقطة البداية للفكرة بأن أجمع الشخصيات الاقتصادية بالرياضيين، بهدف دعم الرياضة، وكذلك دمج أصحاب المال بالرياضة، وقد لقيت فكرة لجنة خاصة بالاستثمار الرياضي في الغرفة التجارية بجدة دعما كبيرا من أعضاء الغرفة، وكذلك نائب الرئيس مازن بترجي».

ويشير رئيس لجنة الاستثمار الرياضي إلى أن البداية كانت صعبة؛ كونها اللجنة الأولى على مستوى الغرف التجارية بالسعودية: «لم يكن أمامنا تجربة حية سابقة لنا يمكن أن نستفيد منها، ونبدأ من حيث انتهت، بل على العكس كنا نحن البداية بالنسبة لغيرنا، وكان علينا جهد التأسيس، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل كنا وبمساعدة من نائب رئيس غرفة جدة مازن بترجي، ندعم الغرف التجارية الأخرى في منطقة مكة في اتخاذ خطوتنا نفسها؛ لأن الهدف دعم الرياضة السعودية».

ويتطرق الغامدي للخطوات الرسمية التي أجروها: «قمنا بزيارة للرئيس الأسبق لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بحضور الأمير نواف بن فيصل، ولقينا كل الدعم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة الأمير نواف بن فيصل، حيث تم تشكيل لجنة خاصة لمتابعة أعمالنا». ويواصل: «نتج عن هذه الخطوات إقامة منتدى جدة للاستثمار الرياضي».

ويبرر عبد الله الغامدي عدم كثرة ملتقيات رجال الأعمال بالرياضيين إلى بطء عملية استخراج التصاريح لإقامة المنتديات، خاصة إذا ما كان المتحدثون من خارج السعودية، فذلك يتطلب إجراءات مطولة.

ويبين مدير لجنة الاستثمار الرياضي أن أعضاء اللجنة هم من أصحاب المال ورجال الأعمال، إضافة إلى بعض المنتمين للأندية والخبرات الرياضية، كما هو الحال مع رئيس الوحدة السابق عبد المعطي كعكي الذي انضم إلى اللجنة أخيرا، وهو أحد المستثمرين في مجال الرياضة من خلال بعض المدارس الكروية، كما أنه حاول الاستفادة من الخبرات الاقتصادية في دعم الرياضة.

وحول دور اللجنة في الربط بين الأندية والمستثمرين يقول الغامدي: «لجنة الاستثمار الرياضي استأنفت عملها في تنظيم الملتقيات، بدءا من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث نظمت ملتقى المستثمرين في القطاع الرياضي، بحضور عدد من الأسواق التجارية المعروفة في السعودية - قطاع الملبوسات الرياضية». ويبين الغامدي: «تمكنا من استضافة عدد من ملاك العلامات التجارية الشهيرة في السعودية، مثل (غرناطة) و(الفالح) و(باناصر) في هذا الملتقى، والحقيقة أننا نستهدف مثل هذه المؤسسات العريقة؛ لأننا نتوقع أن يكون لها تأثير على الاستثمار الرياضي في السعودية، من خلال خبرتهم العريقة في قطاع الملبوسات الرياضية، وتعاملهم أيضا مع الأندية في فترات سابقة، وحظي هذا الملتقى بحضور نائب رئيس الاتحاد السعودي الحالي محمد النويصر ورئيس رابطة دوري المحترفين في تلك الفترة، وكذلك الخبير الرياضي والاستثماري الدكتور حافظ المدلج».

وانبثقت من هذا الملتقى توصية بضرورة التعاون مع الجهات الإعلامية؛ كون الإعلام شريكا في نجاح كثير من الخطط التنموية، ويعلق الغامدي على ذلك بقوله: «الإعلام هو شريك في أعمال اللجنة وفي الاستثمار الرياضي، فنظمنا ملتقى صناعة الإعلام الرياضي بحضور عدد كبير من منسوبي الصحف الرياضية، ونوقش دور الإعلام في تفعيل ودعم الاستثمار في الرياضة، خاصة أن الإعلام عامل مهم جدا لكل الأطراف، سواء المؤسسات الرياضية وحتى المستثمرون الراغبون في دخول الوسط الرياضي، وعلى أثر هذا المنتدى سيكون هناك منتدى للإعلام الرياضي سينظم قريبا».

ولم يتوقف دور لجنة الاستثمار الرياضي في الغرفة التجارية بجدة على الجانب المالي والاستثماري، بل تعدى ذلك لأدوار اجتماعية من خلال تنظيم ملتقى رياضة الأحياء الذي رعاه الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب، ويوضح عضو غرفة جدة: «الجلسة الرئيسية للملتقى كانت بحضور الأمير نواف بن فيصل، ووجود المهندس حسن الزهراني أمين عام مراكز الأحياء، كما صاحب الملتقى معرض للجنة حدائق جدة التي تسهم في تجهيز ملاعب رياضية على الحدائق في أحياء جدة، كما شهدت الجلسة الثانية للملتقى حضور رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد، ومدير عام التربية والتعليم الدكتور عبد الله الثقفي، وتركزت على التعاون بين التربية والتعليم والاتحاد السعودي في دعم رياضة الأحياء، وكذلك دور رجال الأعمال».

ويفصل الغامدي أبرز أهداف لجنته: «نحن نهدف لتشكيل رابط بين المستثمرين والرياضيين، وكذلك إقامة المعارض وورش العمل المتعلقة بمجال الاستثمار الرياضي، ما يتيح فرصا استثمارية جديدة للرياضيين، والعمل على تطوير مفهوم التسويق الرياضي».

وعن سبب إحجام رجال الأعمال عن الدخول في الاستثمارات الرياضية، يوضح: «كثير من المستثمرين متحمسون لدخول الوسط الرياضي، لكن العائق الأكبر للمستثمرين من خلال وجودنا في هذا الميدان هو عدم إقرار نظام الخصخصة، بل إنني ألتقي رجال أعمال لهم ثقلهم المالي، لا أستطيع ذكر أسمائهم، لديهم الرغبة في الاستثمار الرياضي وضخ الأموال، لكن عدم وجود أنظمة تكفل الحماية لحقوقهم يبعدهم عن الدخول، والحل الوحيد هو في الخصخصة، حتى تتضح الصورة كاملة، ويعطى كل ذي حق حقه».

ويشير عبد الله الغامدي إلى أن المشروع الوحيد الذي نستطيع أن نطلق عليه «استثمار رياضي» حتى الآن، هو فقط في مدارس كرة القدم «كمشاريع استثمار خاص، أرى أن أبرز المشاريع الاستثمارية التي نشاهدها في الوقت الحالي، هي المدارس الخاصة بتعليم كرة القدم، حيث بدأت أكثر من مدرسة خاصة، كذلك الأندية الصحية، وأرى أنها بداية جيدة لاستثمار عملاق في الرياضة السعودية».

وعن المهمة التي تضطلع بها لجنة الاستثمار الرياضي في الغرفة التجارية بجدة، يقول رئيسها: «نستطيع أن تكون لجنتنا حلقة وصل مع الأندية في إيجاد استثمارات بديلة، خاصة بعد اتجاه (شركة الاتصالات السعودية) لتقنين ارتباطاتها بالأندية، لاستقطاب مستثمرين جدد، وأود أن أورد معلومة هنا بأن هناك مستثمرين ممثلين بشركاتهم تقدموا لدينا العام الماضي والذي قبله، طالبين رعاية الألعاب المختلفة في الأندية، لكن نظام وشروط (شركة الاتصالات) مع الأندية كان يمنع دخول هؤلاء المستثمرين، وأما الوقت الحالي فلدينا مستثمرون وشركات يرغبون في التواصل مع الأندية، ونحن سنقوم بهذا الدور وسنجمع الطرفين في غرفة جدة، كما أن هناك مستثمرين من خارج السعودية يودون تسويق منتجاتهم من خلال الأندية».

ويختتم الغامدي حديثه بالقول: «رغبة المستثمرين في الألعاب المختلفة كونها أقل كلفة من كرة القدم، خاصة أن الأندية لدينا تطلب مبالغ كبيرة من 50 مليونا وأكثر، لكن هذه المبالغ لن تكون مناسبة للمستثمرين الجدد، وهو ما بدا أنه مجهد أيضا حتى لـ(شركة الاتصالات السعودية)».