البرازيل تنتزع فوزا صعبا على الأوروغواي وتتأهل إلى نهائي كأس القارات

سكولاري يشيد بأداء خصمه.. وتاباريز يؤكد أن الأداء أمام منتخب السامبا أعاد الثقة إلى فريقه

TT

اتخذ منتخب البرازيل لكرة القدم خطوة أخرى نحو استعادة مكانته باعتباره المنتخب الذي لا يهزم عندما سجل بولينيو هدفا بضربة رأس قبل أربع دقائق من نهاية المباراة ليفوز 2 - 1 أمام أوروغواي ويتأهل إلى نهائي كأس القارات. ورغم خسارة منتخب أوروغواي في المربع الذهبي فإنه سجل مشاركة إيجابية للغاية وطمأن عشاقه قبل انطلاق كأس العالم 2014 بالبرازيل.

ونسب لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي الفضل في الفوز على أوروغواي على استاد مينيراو في بيلو هوريزونتي، إلى جماهير السامبا. وقال سكولاري «إنها الجماهير هي من قادتنا إلى الفوز، لقد جعلوا اللاعبين يشعرون بالقوة في كل اللحظات العصيبة». وأثنى سكولاري على أكثر من 57 ألف مشجع احتشدوا في استاد مينيراو وعلاقتهم بالمنتخب الوطني، مؤكدا أن «هذا ما تحتاجه البرازيل».

وفي آخر مباراة شارك بها المنتخب البرازيلي في بيلو هوريزونتي، تعادل الفريق وديا مع نظيره التشيلي 2-2 في 24 أبريل (نيسان) الماضي، مما عرضهم لهتافات الاستهجان من قبل الجماهير، وقبل يوم واحد من المباراة الافتتاحية لكأس القارات أمام اليابان في 15 يونيو (حزيران) الجاري في برازيليا، شدد سكولاري على أنه سيكون من السيئ لفريقه أن يلعب على أرضه إذا افتقد إلى «المساندة المطلوبة».

وأضاف: «نحن نعود إلى فكرة الهتاف للمنتخب الوطني حتى لو لم نلعب بشكل جيد».

وشدد سكولاري على أن منتخب السامبا ما زال «يعمل كفريق» وقد حقق هدفه في كأس القارات بالوصول إلى النهائي، وأظهر للجماهير البرازيلية أن المنتخب الوطني بمقدوره الوصول إلى نهائي كأس العالم. وأشار مدرب البرازيل إلى أن المباراة أمام أوروغواي كانت في منتهى الصعوبة «مباراة أوروغواي مختلفة عن أي مباراة أخرى، هناك منافسة تاريخية بين الدولتين». وعن خصمه في نصف النهائي، قال سكولاري: «كانت الأوروغواي أكثر جهوزية. يلعبون سويا منذ مونديال 2010. كانت المباراة متوازنة وغير سهلة أبدا».

من جانبه، قال أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروغواي «إذا لعبنا بمثل هذه الطريقة فإننا سنكون قادرين على مواجهة أي خصم، وهذه الأرضية اكتسبناها قبل المباريات التي تنتظرنا بتصفيات المونديال». واحتاج المنتخب البرازيلي إلى هدف في الدقيقة 86 عن طريق باولينيو للفوز على أوروغواي 2-1. بعدما أهدر دييغو فورلان ضربة جزاء لأوروغواي في الدقيقة 15. وأشار تاباريز «يمكننا منافسة الفرق الكبرى، بما في ذلك البرازيل، هذه أفضلية فيما يتعلق بالمباريات المستقبلية».

وتعثر منتخب أوروغواي في الأشهر الأخيرة في تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014. حيث حصد الفريق نقطتين فقط خلال ست مباريات على التوالي، حتى نجح الفريق أخيرا في الفوز على فنزويلا في 11 يونيو الجاري. ومثل هذه العسرة تضع فريق أوروغواي الذي احتل المركز الرابع في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا قبل أن يعود في العام التالي مباشرة ويحرز لقب كوبا أميركا، في خطورة شديدة قد تفقده الأمل في التأهل إلى مونديال البرازيل. ويحتل منتخب أوروغواي المركز الخامس في تصفيات المونديال بفارق خمس نقاط خلف منتخب تشيلي صاحب المركز الرابع، ولكنه يمتلك مباراة مؤجلة، ويبدو أن الفريق دخل في منافسة شرسة مع فنزويلا وبيرو على المركز الخامس، الذي يمنح صاحبه فرصة المشاركة في دور فاصل مع الفائز في الدور الفاصل للملحق الآسيوي. وما زال هناك أربع جولات متبقية لمنتخب أوروغواي في تصفيات المونديال، ولكن المهمة لن تكون سهلة مطلقا.

وأوضح تاباريز «لدينا أربعة مباريات هامة متبقية، المباريات الثلاثة الأخيرة أمام الفرق الثلاثة الأولى في جدول ترتيب التصفيات». ويبدو أن الفوز العصيب على فنزويلا 1-صفر في تصفيات المونديال بالإضافة إلى نتائج الفريق في كأس القارات، من خلال الهزيمة أمام إسبانيا 1-2 والفوز على نيجيريا 2-1 والفوز على تاهيتي 8-صفر بجانب الأداء القوي للفريق أمام البرازيل، سيعطي دفعة معنوية قوية لمنتخب أوروغواي. ويشعر لاعبو منتخب أوروغواي بالثقة رغم الهزيمة أمام البرازيل. وأكد أدينسون كافاني مهاجم نابولي «ينبغي أن نرحل ورؤوسنا مرفوعة الآن علينا التفكير في مباراة المركز الثالث، وبعدها في مباريات التصفيات من أجل الوصول إلى المونديال». وأشار سواريز «هذه المباراة يمكننا التعامل معها كمباراة إعدادية».

وما زال الطريق طويلا أمام منتخب أوروغواي للاحتفاظ بمكانته بين عمالقة كرة القدم على مستوى العالم، وهي المكانة التي صعد إليها الفريق في عامى 2010 و2011 وهو ما يبدو مثيرا للدهشة بالنسبة لدولة يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة وتقع بين عملاقي كرة القدم، البرازيل والأرجنتين. وأظهرت كأس القارات أن النتائج الباهتة التي حققها فريق أوسكار تاباريز في تصفيات المونديال لا تعني بالضرورة نهاية عصر، وربما الأمر مجرد كبوة جواد ليس أكثر.

وافتتح فريد التسجيل للبرازيل في الدقيقة 41 بعد أن انقض نيمار على تمريرة طويلة من باولينيو إلا أن تسديدته ارتدت إلى فريد الذي وضع الكرة في الشباك. واحتاجت أوروغواي إلى ثلاث دقائق بعد انطلاق الشوط الثاني لتدرك التعادل. فقد فشل دفاع البرازيل مرارا وتكرارا في إبعاد الكرة عن مرماه وعندما ذهبت تمريرة تياغو سيلفا الضعيفة لادينسون كافاني لم يتردد المهاجم في إيداع الكرة في الشباك البرازيلية. وشهد الشوط الثاني الكثير من الفرص الجيدة إلا أن باولينيو ارتقى إلى أعلى ليسجل برأسه أثر كرة من ركلة ركنية من نيمار في الدقيقة 86 ويمنح البرازيل الفوز. وستقام المباراة النهائية في استاد ماراكانا في ريو دي جانيرو يوم الأحد المقبل.

وتثير المواجهات بين المنتخبين دائما ذكريات المباراة المعروفة بلقب «ماراكانازو» والذي أقيم عام 1950 في ريو دي جانيرو والتي كانت المباراة الختامية لبطولة كأس العالم 1950 بالبرازيل. وكان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى نقطة التعادل فقط في هذه المباراة حتى يتوج بلقبه الأول في بطولات كأس العالم ولكنه خسر 1-2 أمام أوروغواي على استاد «ماراكانا» في حضور نحو 200 ألف مشجع ليتوج منتخب أوروغواي بلقب كأس العام للمرة الثانية.

وثأر المنتخب البرازيلي اليوم من منافسه المعروف بلقب (السماوي) وتجنب سقوط جديد. وبعد 63 عاما من لطمة استاد «ماراكانا»، بحث منتخب أوروغواي عن لطمة مماثلة أول من أمس أمام نظيره البرازيلي ولكنه فشل وواصل إخفاقاته أمام السامبا البرازيلية في السنوات الأخيرة.

وكرر التاريخ نفسه في 1983 عندما كافح منتخب أوروغواي ليحقق التعادل 1-1 مع مضيفه البرازيلي في مدينة سالفادور أمام 95 ألف مشجع برازيلي ليتوج منتخب أوروغواي بلقب كوبا أميركا. ومنذ ذلك الحين، تغلب المنتخب البرازيلي على منتخب أوروغواي في الكثير من المباريات ولكنه كان يجد صعوبات كبيرة في هذه المباريات.