أخشى على الهلال..!

هيا الغامدي

TT

في خطوة تعتبر «جريئة» من نوعها أقدم الهلال على التعاقد مع لاعب الشباب سابقا الدولي ناصر الشمراني ليكون لاعبا هلاليا اعتبارا من الموسم المقبل! وأقول «جريئة» عطفا على نقاط عدة ربما تكون ضد الفريق أكثر منها لصالحه فنيا وإداريا ونفسيا كذلك.

خطوة انتقال الشمراني مهما كانت مبرراتها ومصادرها تحمل الجانبين السلبي والإيجابي معا، وأقول السلبي ابتداء عطفا على كبر عمر اللاعب زمنيا واستهلاكيا، فاللاعب ثلاثيني، فضلا عن أنه الموسمين الأخيرين وبالذات المنصرم لم يقدم شيئا مع فريقه، وحتى إنه خرج عن تصدر قائمة الهدافين، مما يدلل على أنه بعيد عن مستواه، وبعيد عن الحس التهديفي المعهود عنه كلاعب هداف وصاحب تأثير وأولوية وحسم.

الشمراني لاعب «مزاجي»، فأوقاتا تجده بأفضل حالاته وفوق ما تتوقع، وأحيانا لاعبا أقل من عادي وضيف شرف، وعنصرا تحكمه ظروفه المزاجية، وهي التي خلقت فجوة بينه وبين إدارة الشباب، وتصادمات بينه وبين برودوم بعد أن لمس تدني مستواه وأبقاه على دكة البدلاء.

هلال سامي الجديد مقبل على تحديات عدة الموسم الجديد تمثل له منعطفات ومفترق طرق محليا وآسيويا، وليس بحاجة ولا توقيت مناسب لتجريب لاعبين واختبار مدى جاهزيتهم واستمرارية جدارتهم من عدمه، وأبعد ما يكون عن تجربة تحتمل كل الوجوه مع لاعب زمنيا وافتراضيا بحكم الاستهلاك بعد تجربتين احترافيتين سابقتين بالوحدة والشباب والذي خرج منه نجما.

هنا نبدأ من حيث انتهينا؛ فالنجوم تأتي للهلال مشعة ببريقها، وتختفي وتتلاشى، بالذات أصحاب الاسم والتأثير مع أنديتهم!! فالفريق بأكمله مرصع بالنجوم واللاعبين المؤثرين، ولا مجال للأفضلية المطلقة، وهو السبب نفسه الذي جعل من تجارب الفريق السابقة مع المحياني والحارثي تفشل بالمطلق!!

فالمحياني قدم للهلال نجما أول وأوحد بالوحدة.. وأين هو الآن؟! وكيف مرت تجربته مع الهلال (مرور الكرام)؟! والحارثي قدم للهلال بظروف فنية وإدارية شبيهة بظروف الشمراني ناصر، وما الذي حدث مع أنه وعد بموسم اختلاف وعطاء وتحد؟ والغريب أن سامي الجابر بالحالتين مؤثر بقرار الهلال كإداري وكمدرب عرف أخيرا سلبية قراره.

وأخشى أن يتكرر ما حدث مع الشمراني، مع علمي ويقيني بأن تاريخ الهلال ونظرته ورؤيته بعيدة عن استنساخ تجارب الجوار من استقطاب الاسم دون النظر للجدوى الفنية والذهنية والنفسية للاعب الذي هو بحكم الزمن والظروف أصبح لاعبا خاملا.

أخشى عليه من خطوته الأخيرة التي لا مجال أمامها سوى الانقسام إما مع أو ضد! موسم نجاح وإثبات جدارة وموسم فشل واستمرار لحلقة النكوص الفني بحكم الزمن والأقدام المنهكة.

كنت أتمنى على الهلال أن يكمل صفقته الثالثة بعد المحور الإكوادوري كاستيلو والمساعي تجاه المدافع الدولي الكوري الجنوبي كيم هي أن يتعاقد إما مع مهاجم أجنبي دولي مؤثر أو مع لاعب محلي صغير «خام» فنيا وذهنيا ونفسيا لم يستهلك، ولم يخفِه بريق الفلاشات وأضواء الملاعب بقليل من الرؤية وكثير من التركيز.

أتمنى أن تخرج مخاوفنا وتوقعاتنا عن حيز الواقع وأن يحقق انتقال الشمراني للهلال وله شخصيا إذا ما بقي دوليا المطلوب، وأن يعود لسابق عهده هدافا لا يشق له غبار، ونجما مؤثرا وليس مجرد اسم ليخرج بعدها من بوابة التخليص (تعاقدنا معه كنجم)... ولكن!!

[email protected]