انفجار قرب الكنيسة المريمية.. ومقتل عناصر من «الحر» إثر قصفهم بالكيماوي في القابون

معارك كر وفر في درعا تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة

أحد المحال التجارية بعد لحظات من انفجار في محيط الكنيسة المريمية في دمشق (أ.ب)
TT

تضاربت الأنباء، أمس، حول انفجار تعرض له حي باب توما في دمشق ذي الأغلبية المسيحية، شرق العاصمة السورية دمشق، إذ قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن «تفجيرا إرهابيا انتحاريا وقع قرب جمعية الإحسان والكنيسة المريمية بباب شرقي في دمشق، مما أدى إلى وقوع ضحايا»، إلا أن ناشطي الثورة نقلوا عن شهود عيان تأكيدهم أن قذيفة هاون سقطت بالخطأ عند كنيسة المريمية في شارع خان الفضة، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وقال التلفزيون السوري إن «4 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عدد آخر في تفجير نجم عن هجوم انتحاري»، لكن القائد الميداني في الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر، النقيب علاء الباشا، نفى مسؤولية المعارضة عن استهداف الشارع، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر «لم ينفذ أي عملية في باب توما، كما لم يستهدفها بالقصف كونها منطقة مدنية». وأكد أن الانفجارات في باب توما «ناتجة عن سقوط 6 قذائف هاون، استهدفت شارع خان الفضة في الحي، ودوت أصوات انفجارها في سائر احياء دمشق»، مشيرا إلى أن «المعلومات التي ورد إلى غرف عمليات الجيش الحر ترجح أن الجيش النظامي مسؤول عن تلك القذائف وأطلقها من جبل قاسيون ضمن حملة القصف العشوائية التي تتعرض لها دمشق».

وتعرضت عدة أحياء لقصف مدفعي عنيف، استهدف أحياء برزة والقابون والعسالي والحجر الأسود في دمشق، في وقت اندلعت فيه اشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري في ريف العاصمة. كما تعرضت أحياء جنوب دمشق لقصف مركز، انطلق، بحسب المعارضة السورية، من مراكز الجيش النظامي في جبل قاسيون. وقال النقيب علاء الباشا لـ«الشرق الأوسط» إن حي مزة 86 الذي تسكنه غالبية علوية «رصد الجيش الحر فيه 5 مدافع هاون وضعت مساء الأربعاء (الماضي)، وقصفت على الأحياء الجنوبية»، مشيرة إلى أنها أطلقت «28 قذيفة هاون في ليلة واحدة، مستهدفة أحياء القدم وداريا والغوطة الغربية».

وأفادت شبكة «شام» بأن القصف طال أحياء القابون وبرزة، مع وقوع اشتباكات عنيفة في حيي مخيم اليرموك والعسالي تزامنا مع حملة مداهمات في أحياء الموازيني وقبر عاتكة والتيامنة والمجتهد. وأفاد ناشطون بأن القصف طال زملكا والمليحة وداريا والمعضمية والزبداني، كما قصف النظام بطائراته بلدتي الزمانية والأحمدية في الغوطة الشرقية. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن المليحة في ريف دمشق تعرضت لقصف براجمات الصواريخ أسفر عن مقتل طفل في الـ13 من عمره، كما تعرضت داريا لقصف بالدبابات المتمركزة على حواجز طريق جديدة صحنايا استهدف المنطقة الغربية للمدينة.

وسجّل مساء أول من أمس تطور لافت على صعيد القصف النوعي، إذ تحدث المركز الإعلامي السوري عن حالات اختناق في القابون نتيجة قصفها بمواد سامة. وأوضح الباشا أن الإصابات ناتجة عن إصابتها بسلاح كيماوي أطلق على حي القابون، لافتا إلى أنه أسفر عن مقتل 8 قتلى من الجيش السوري الحر، و83 جريحا. كما أشار إلى استهداف القابون بـ4 صواريخ أرض - أرض مساء أمس.

وفي سياق متصل، أعلنت لجان التنسيق المحلية اختطاف مقاتلي حزب الله لـ10 أشخاص في رأس المعرة في ريف دمشق، أثناء وجودهم في قرية نحلة اللبانية. كما تعرضت مدينة عربين (شرق دمشق) لقصف عنيف جدا من قبل قوات النظام براجمات الصواريخ وقذائف الهاون من العيار الثقيل تسببت في أضرار جسيمة بمنازل المدنيين، بحسب ما قاله ناشطون. وفي حي العسالي أعلن الجيش الحر هناك عن استهدافه دبابة من 3 دبابات أثناء محاولتها اقتحام الحي أمس.

وفي وسط العاصمة التي تعيش منذ يومين من دون كهرباء، وبعض الأحياء من دون كهرباء ولا ماء، شنت قوات النظام حملة مداهمات في منطقة الخطيب في محيط فرع الأمن هناك، وجرى تفتيش المنازل بدقة، مع تسجيل أسماء القاطنين، والسؤال عما إذا كان هناك سكان من ريف دمشق، بحسب ما أفاد به سكان في المنطقة، وتزامن ذلك مع حملة مداهمات واسعة شنتها قوات النظام فجر أمس في مناطق المجتهد والموازيني وقبر عاتكة والتيامنة جنوب العاصمة، بحثا عن قائمة من المطلوبين، كما جرى تفتيش المنازل باستخدام أجهزة كشف المعادن والمتفجرات.

وفي درعا، أعلنت المعارضة السورية تفجير «حاجز البنايات» في منطقة درعا البلد، بموازاة اندلاع اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في 3 نقاط حدودية قرب الحدود الأردنية. وذكرت تقارير إعلامية أن الثوار سيطروا على حاجز البنايات، وهو آخر حواجز النظام في مدينة درعا، وذلك بعد هجومين انتحاريين بعربة مدرعة وسيارة على الحاجز، وأظهرت صور خاصة لحظة تفجير الحاجز. ونفى ناشطون سيطرة الجيش الحر على درعا البلد ووصفوا الاشتباكات بأنها «معارك كر وفر»، مؤكدين أنه «لا سيطرة كاملة للجيش النظامي ولا الجيش الحر على إحدى البلدات في درعا».

وأشار الباشا إلى أن المعارك «تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمدرعات والمدفعيات، خلافا لمعارك دمشق التي تستخدم فيها الأسلحة الخفيفة»، لافتا إلى أن «انخل تشهد أعنف اشتباكات، وتشهد معارك كر وفر وسط تقدم وتراجع بطيئين للجيشين الحر والنظامي».

وتأتي تلك التطورات غداة استعادة القوات النظامية لبلدة تلكلخ الواقعة على مسافة 3 كيلومترات من الحدود مع لبنان، بعد الاستيلاء على بلدة القصير هذا الشهر، وتعزيز سيطرته حول مدينة حمص الواقعة بوسط البلاد والتي تربط دمشق بالساحل السوري. وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة الحولة في حمص. وأفادت لجان التنسيق المحلية بقصف بالطيران الحربي طال الرستن بصواريخ موجهة، فضلا عن قصف عنيف تعرضت له الدار الكبيرة بحمص، والغنطو التي سقط فيها العديد من الجرحى جراء القصف الصاروخي على البلدة.