إقالة وزيرة الثقافة الموريتانية وتعيين أول سيدة مديرة للتلفزيون

اعتقال زوج الوزيرة الضابط في الجيش

TT

في برقية مقتضبة نشرتها الوكالة الموريتانية للأنباء الرسمية، يوم أمس، أعلن عن تولي وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة، عائشة فال بنت ميشل فرجس، مهام وزيرة الثقافة والشباب والرياضة سيسي بنت الشيخ ولد بيده، التي صدر مرسوم رئاسي مساء أول من أمس، ينهي مهامها في حادثة هي الأولى من نوعها منذ وصول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى السلطة سنة 2009.

وفي هذه الأثناء ربط الإعلام الموريتاني إنهاء مهام وزيرة الثقافة باعتقال زوجها بعد اتهامه بالتورط في صفقة مشبوهة تابعة لوزارة الثقافة؛ تتعلق ببناء ملعب أوليمبي في العاصمة الاقتصادية نواذيبو، 470 كيلومترا شمالي نواكشوط.

وكان الأمن الموريتاني قد اعتقل الأسبوع الجاري بعض المتهمين بالتورط في صفقة الملعب التي تتجاوز قيمتها ملياري أوقية (قرابة 700 ألف دولار أميركي)؛ وكان من بين المعتقلين زوج وزيرة الثقافة الضابط في الجيش الموريتاني احبيب ولد سيدي.

يشار إلى أن وزارة الثقافة الموريتانية ووزارة الإسكان والعمران كانتا قد أعلنتا مطلع العام الجاري عن مناقصة لبناء مركب أوليمبي في العاصمة الاقتصادية نواذيبو، وفازت بالمناقصة شركة تابعة لأحد رجال الأعمال المحليين، طرحت ملفا تضمن وثيقة مزورة تفيد بأن الشركة أشرفت على تشييد الملعب الرسمي في عاصمة غينيا.

بالتواصل ما بين الاتحادية الموريتانية لكرة القدم ونظيرتها الغينية اكتشفت السلطات الموريتانية زيف دعوى الشركة الموريتانية، ليتم إلغاء الصفقة واعتقال رجل الأعمال الذي يملك الشركة بتهمة التزوير.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الموريتاني سبق أن أنهى بنفس الطريقة مهام مفوض حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني محمد الأمين ولد الداده، أغسطس (آب) 2010، على خلفية اتهامه باختلاس أموال عمومية وبسوء التسيير؛ فيما تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها مرسوم رئاسي مفاجئ، ينهي مهام أحد وزراء الحكومة، حيث جرت العادة بإجراء تعديل حكومي يتم بموجبه إزاحة الوزراء المتهمين بالفساد.

وتأتي هذه الإقالة المفاجئة بعد أيام من تجديد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز التزامه بأحد أهم محاور برنامجه الانتخابي «محاربة الفساد»، حيث قال في خطاب ألقاه خلال زيارة للعاصمة الاقتصادية نواذيبو، مطلع الأسبوع الجاري، إنه «متشبث بالتزاماته التي قطعها على نفسه للموريتانيين بما في ذلك الاستمرار في نهج محاربة الفساد والمفسدين، باعتبارهما من القضايا التي جعلت المواطنين يمنحون ثقتهم لبرنامجه الانتخابي»، وفق تعبيره.

وقد عينت وزيرة الثقافة المقالة في أول حكومة اختارها الوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف بعد رئاسيات يوليو (تموز) 2009، التي فاز بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز؛ وكانت قبل ذلك تعمل في المكتب الوطني للسياحة، وهي ابنة واحد من أشهر الضباط الموريتانيين الذين برزوا في عقود الاستقلال الأولى.

وعلى صعيد آخر أعلن في العاصمة نواكشوط عن تعيين أستاذة العلاقات الدولية بجامعة نواكشوط والأمينة التنفيذية بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، خيرة منت الشيخاني، مديرة للتلفزيون الموريتاني الرسمي، لتكون بذلك أول موريتانية تتولى هذا المنصب الحساس، حيث يعتبر التلفزيون الرسمي من أهم المؤسسات الإعلامية التي يعتمد عليها النظام في مواجهة المعارضة والترويج لبرامجه وقراراته.