الرئيس الأميركي يستهل جولته الأفريقية بزيارة «باب اللاعودة»

أوباما ينوه بالفرص الاقتصادية لأفريقيا

أوباما وزوجته ميشيل أثناء زيارتهما «باب اللاعودة» الذي كان يُنقل منه العبيد إلى سفن تقلهم لأميركا، في جزيرة غوري بدكار أمس (رويترز)
TT

أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بالسنغال معتبرا أنها نموذج يحتذى به في الديمقراطية ورائدة حركة باتجاه الحكم الجيد في أفريقيا. وصرح أوباما في مؤتمر صحافي مع نظيره السنغالي ماكي صال في دكار، أولى محطات جولته الأفريقية، أن «السنغال هي واحدة من أكثر الديمقراطيات الأفريقية استقرارا وواحدة من أقوى شريكاتنا في المنطقة». واعتبر أوباما أن الولايات المتحدة تشترك مع بعض البلدان الأفريقية «من بينها السنغال» في «قيم» منها الديمقراطية والحكامة الرشيدة؛ مشيدا في نفس السياق بالتجربة الديمقراطية في السنغال، وقال: إنها نموذج يحتذى به في الديمقراطية ورائدة حركة باتجاه الحكم الجيد في أفريقيا؛ قبل أن يضيف: «السنغال واحدة من أكثر الديمقراطيات الأفريقية استقرارا، وواحدة من أقوى شركائنا في المنطقة».

وأشار أوباما إلى أن السنغال لم تشهد أي انقلاب عسكري، وجرت فيها انتخابات حرة ونزيهة وانتقالات سلمية للسلطة. وقال أوباما أيضا إن «السنغال تتحرك في الاتجاه الصحيح وتطبق إصلاحات لترسيخ المؤسسات الديمقراطية؛ وأعتقد أن السنغال يمكن أن تكون مثالا عظيما»، مشيرا إلى أن السنغال منذ استقلالها لم تشهد أي انقلاب عسكري، وجرت فيها انتخابات حرة ونزيهة وانتقالات سلمية للسلطة؛ قبل أن يشيد بالتقدم «الهائل» الذي تحققه أفريقيا ككل في مجال الديمقراطية وتمكين الشعوب، وخاصة غانا وساحل العاج.

كما أعلن الرئيس الأميركي أن أصدر أوامر لإدارته بالبحث عن ترتيبات لتجديد القانون الأميركي حول النمو والفرص الاقتصادية في أفريقيا؛ داعيا الصحافة في بلاده إلى «نقلة نوعية» من خلال الاهتمام أكثر بالقارة السوداء. يشار إلى أن القرار الأميركي الذي تحدث عنه أوباما، يعتبر قانونا من طرف واحد له مميزات تجارية، صادق عليه الكونغرس الأميركي؛ ويسمح بالإعفاء الضريبي والوصول إلى حصة ثابتة من 6400 منتج قادم من بعض البلدان المؤهلة في أفريقيا جنوب الصحراء، أو ما يعرف بأفريقيا السوداء.

ودعا الرئيس أوباما أيضا الصحافة الأميركية إلى إحداث «نقلة نوعية» والاهتمام أكثر بأفريقيا، وليس فقط الحديث عنها إبان الأزمات؛ وأضاف: «صحافتنا لا تركز دائما على أفريقيا، إلا إذا كانت فيها أزمة». وأشار أوباما إلى أن «الاقتصادات الأقوى موجودة هنا في أفريقيا»، قبل أن يشير إلى البرازيل والهند؛ معتبرا أن على الإعلام الأميركي أن يكون منتبها للمواضيع التي لا تتعلق بالأزمات في القارة الأفريقية، وذلك بالتركيز على التجارة والتنمية في القارة الأفريقية، حيث إن «لدينا مصالح اقتصادية فيها».

وكان أوباما قد وصل مساء أول من أمس إلى السنغال، في مستهل جولة أفريقية ستقوده إلى جنوب أفريقيا ثم تنزانيا، ومن المنتظر أن يغادر أوباما السنغال اليوم الجمعة متوجها إلى جنوب أفريقيا، وهي الزيارة التي تتزامن مع وجود الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا في المستشفى حيث تدهور وضعه الصحي بعد معاناته من التهاب حاد في الجهاز التنفسي، وهو ما يلقي بظلاله بقوة على زيارة أوباما، إلا أن أوباما أكد أنه لا يزال يعتزم التوجه إلى جنوب أفريقيا، مؤكدا تعاطف الشعب الأميركي مع عائلة مانديلا.

وكان أوباما قد أجرى أمس محادثات مع الرئيس السنغالي صال، قبل أن يلقي كلمة أمام المحكمة العليا في دكار تناول فيها أهمية حكم القانون، وأشاد فيها بنموذج الحكم في السنغال؛ ليتوجه بعد ذلك رفقة زوجته ميشيل أوباما وابنتيه إلى جزيرة «غوري» قبالة شواطئ العاصمة دكار، التي ترمز للعبودية حيث كانت المحطة الأخيرة للعبيد قبل نقلهم إلى العالم الجديد (أميركا).

وزار أوباما بعض معالم الجزيرة التاريخية التي تخلد مجملها حقبة شهدت ازدهار تجارة الرقيق على الشواطئ الأفريقية، على رأسها متحف العبيد الذي يضم «باب اللاعودة» وهو باب كان ينقل منه العبيد إلى السفن التي تقلهم إلى أميركا؛ وفي هذا المتحف أشرف أوباما، أول رئيس أميركي من أصول أفريقية رفقة زوجته ذات الأصول الأفريقية أيضا، على تكريم العبيد الذين تم ترحيلهم إلى أميركا خلال القرون الماضية.