أعلن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن الدكتور نبيل الكوفحي انسحابه من الترشح لانتخابات رئاسة بلدية أربد الكبرى (95 كم شمال عمان)، المقررة في 27 أغسطس (آب) الحالي، «لأسباب صحية». وجاء ذلك وسط تكهنات بأنه تلقى تهديدات من «الإخوان» بطرده من عضوية الجماعة ما لم يعدل عن قرار الترشح.
وكان الكوفحي أعلن ترشيح نفسه في الانتخابات البلدية مخالفا بذلك قرار جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب «جبهة العمل الإسلامي» والقاضي بمقاطعة الانتخابات.
وقال رئيس الانتخابات لمنطقة البلدية، الدكتور صقر الصقور، إن «الكوفحي تقدم بطلب سحب ترشحه رسميا صباح اليوم (أمس) ليستقر عدد المرشحين لرئاسة البلدية على خمسة مرشحين».
وفي اتصال هاتفي مع والدة الكوفحي، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن سحب الترشيح انسجاما مع نصيحة أطباء قدموها له، وأضافت أن نجلها «أغلق هاتفه وخلد إلى الراحة لأنه يعاني الآلام في جنبه الأيمن، ونصحه الطبيب بعدم الاستمرار في الترشح للانتخابات، لأن صحته لا تساعده على ذلك».
من جانبه، قال الأمين العام لحزب «جبهة العمل الإسلامي» في الأردن: «فوجئنا بترشح الكوفحي للانتخابات البلدية مثلما فوجئنا بانسحابه، ولا يوجد لدينا حاليا معلومات إذا ما ترشح أو انسحب من الانتخابات البلدية، لأن هاتفه مغلق ولا يرد على أحد»، وأضاف: «لم نوجه أي تهديد أو أي نصائح بالانسحاب، وعندما تتضح الصورة فإن هناك لوحات تنظيمية تطبق على الجميع، ولا نصدر أحكاما أو نحاكم أعضاء الحزب عبر وسائل الإعلام»، مشيرا إلى أنه «عندما تتضح الصورة، فإن لكل حادث حديث».
ويعد الكوفحي من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب «جبهة العمل الإسلامي» في محافظة أربد شمال الأردن، وسبق له أن ترأس بلدية أربد الكبرى ونال 10328 صوتا.
وكان قيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين كشف عن أن عددا من قيادات الصقور داخل الجماعة تجري مشاورات لفصل الكوفحي إثر إعلان ترشحه لخوض انتخابات البلدية. ووفقا للقيادي، فإن هذه المشاورات جاءت إثر قرار الجماعة القاضي بمقاطعة الانتخابات البلدية، واعتبار قرار الكوفحي بالترشح فيه خروج عن قرار الجماعة.
وقال الكوفحي لدى إعلان ترشحه للانتخابات، إن الترشح جاء بقرار شخصي منه، ورفض التعليق على تداعيات الترشح وعلاقته بموقف جماعة الإخوان المسلمين من مقاطعة الانتخابات البلدية.
وأضاف الكوفحي أنه حاول النأي بنفسه عن الترشح للانتخابات لكن مبادرته تجاه 400 من أهالي إربد حثته على المشاركة، وبإلحاح دفعته إلى الترشح.
ويذكر أن الكوفحي تسلم رئاسة بلدية إربد عام 1999 بعد أن نجح عن «الحركة الإسلامية»، واستمر حتى عام 2001 حيث تم حل المجالس البلدية وقتها.
وكانت «الحركة الإسلامية» في الأردن فصلت كل من خالف قرارها بمقاطعة الانتخابات، سواء النيابية أو البلدية في البلاد.
وفي سياق متصل، بلغ العدد الإجمالي لطلبات الترشح للدوائر الانتخابية في بلديات المملكة، البالغ عددها مائة بلدية، باستثناء أمانة عمان، 3040 طلب ترشح لعضوية المجالس البلدية ورئاستها. بينما قررت لجنة الانتخاب لمناطق أمانة عمان الكبرى قبول جميع طلبات الترشح المقدمة والبالغة 156 طلبا لمطابقتها للشروط والقانون.
وقال الناطق الرسمي للانتخابات البلدية، عاهد زيادات، إن عدد طلبات المرشحين لرئاسة البلدية وصل 708 طلبات، من بينها 6 طلبات لسيدات، في حين بلغ عدد الطلبات لعضوية المجالس البلدية 2332 طلبا، من بينها 482 لسيدات.
وبحسب زيادات، انتهت الفترة القانونية للمرشحين لتقديم طلبات الترشح لانتخابات المجالس البلدية.
يشار إلى أن عدد البلديات في الأردن يبلغ مائة بلدية، تتضمن 1099 مقعدا للعضوية، منها 287 مقعدا كوتا مخصصة للنساء، كما أن عدد أعضاء مجلس أمانة عمان يبلغ 44 مقعدا، خصصت 6 مقاعد منها للنساء على نظام الكوتا.