«الحر» يستولي على مبان حكومية في دير الزور والنظام يستهدف ريف اللاذقية

البراميل المتفجرة تتساقط على الرقة.. وصواريخ أرض ـ أرض على أحياء بدمشق

مقاتلان يزيلان صورة الأسد الأب والابن من مبنى في دير الزور أمس (أ.ف.ب)
TT

سيطر مقاتلو المعارضة السورية، أمس، على عدة مواقع استراتيجية في مدينة دير الزور شرق سوريا، تمهيدا لتحرير المدينة بالكامل، بالتزامن مع هجمات شنها الطيران النظامي على مصيف سلمى في ريف اللاذقية الذي يعتبر معقلا رئيسا للجيش السوري الحر.

وأشار مهند الطلاع، قائد المجلس العسكري الثوري في مدينة دير الزور، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «عمليات الجيش الحر في المدينة أمس أسفرت عن تحرير حي الحويقة بالكامل، إضافة إلى حي الصناعة ومبنى الخدمات الفنية ومقر المحافظ ومبنى الحزب». وأوضح أن «العملية تأتي في إطار معركة (بركان الشرق) الهادفة إلى تحرير مدينة دير الزور بالكامل وفك الحصار عن بعض أجزائها».

وفي حين لفت الطلاع إلى أن «كتائب عدة شاركت في المعارك بجانب المجلس العسكري الثوري من بينها (أحفاد الرسول) و(جبهة النصرة)»، أكد أن «مقاتليه سيواصلون تقدمهم للسيطرة على مقر الطلائع واللواء 137 وصولا إلى تحرير مطار دير الزور العسكري».

وقال ناشطون إن أحياء الحويجة والجبيلة والموظفين في مدينة دير الزور شهدت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية قبل أن تتمكن المعارضة من التقدم، وسط غارات جوية شنتها الطائرات النظامية على المدينة التي يوجد على أطرافها مطار عسكري شديد الأهمية. ويمتلك حي الحويجة الذي سيطرت عليه المعارضة أهمية استراتيجية كونه يطل على المعبر الرئيس مع العراق، ويضم تجمعات للقوات النظامية.

في موازاة ذلك، قصفت طائرات حربية نظامية مصيف سلمى في ريف اللاذقية لمنع تقدم مقاتلي المعارضة، الذين يشاركون في معركة «تحرير الساحل» السوري. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «20 شخصا لاقوا حتفهم من جراء الغارات الجوية على سلمى من بينهم عشرة مدنيين وستة مقاتلين سوريين وأربعة مقاتلين أجانب».

وبث ناشطون أشرطة فيديو على مواقع الإنترنت تظهر مبنى سكنيا ضخما وقد تهدمت كل جدرانه الخارجية. وشوهد رجال بعضهم يرتدي زيا عسكريا ينقلون جثثا على شاحنة.

وتعتبر مدينة سلمى ذات الغالبية السنية معقلا أساسيا للمعارضة السورية، حيث تتمركز فيها كتائب الجيش الحر إضافة إلى ألوية إسلامية، منها اثنان على صلة بتنظيم القاعدة. وتقع المدينة في جبل الأكراد المطل على البحر المتوسط.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل وجرح العشرات بسبب الغارات النظامية، في حين أشارت شبكة «شام» المعارضة إلى أن الغارات النظامية استهدفت أيضا قرى كنسبا واستربة ودورين التي تسيطر عليها المعارضة، كما دارت اشتباكات في بلدات أوبين وعرامو والخراطة وكتف الصهاونة.

ولفت المرصد السوري إلى اشتباكات دارت بين قوات المعارضة ورتل من القوات النظامية كان متجها من جسر الشغور بإدلب نحو قمة النبي يونس باللاذقية. وأشار إلى تدمير المقاتلين ثلاث دبابات، ومقتل وجرح جنود نظاميين.

ووضع عضو تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية وريفها عمار الحسن في اتصال مع «الشرق الأوسط» القصف النظامي على سلمى في إطار «العجز عن استعادة المواقع التي فقدها النظام في الأيام الماضية». ووجه الحسن انتقادات لاذعة لهيئة أركان الجيش الحر، متهما إياها بعدم إرسال أسلحة وذخائر إلى جبهة الساحل، وهو ما سبق أن أعلنه ناشطون أول من أمس. وأكد الحسن أن «مقاتلي المعارضة تمكنوا رغم قلة العتاد من إحراز تقدم عبر سيطرتهم على قرى جديدة في ريف اللاذقية ليصبح عدد القرى التي باتت في حوزتها أكثر من 15».

لكن هيئة أركان الجيش الحر نفت هذه الأنباء في بيان صادر عنها أول من أمس، مؤكدة أنها «سلحت جبهة الساحل وتمدها بكل ما يلزم من أجل المعارك هناك، ونحن على تواصل كامل مع قائد الجبهة». وقالت إنها ستستمر «في تسليح وتذخير الجبهات وفق خطتنا المتفق عليها مع قادة الجبهات ووفق ما يتوافر لنا من موارد».

وتدافع قوات الأسد عن اللاذقية، مسقط رأس عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن تراخت قبضة النظام في أعقاب انتصارات المعارضة في الشمال، لا سيما الاستيلاء على قاعدة جوية في حلب الأسبوع الماضي. وكانت كتائب مسلحة بينها حركة «أحرار الشام» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إضافة إلى كتائب من الجيش الحر قد بدأت قبل أيام ما سمته «معركة تحرير الساحل»، وباتت بعد أيام من القتال على مسافة عشرين كم تقريبا من بلدة القرداحة مسقط الرئيس بشار الأسد.

وفي دمشق، قصفت القوات النظامية حي العسالي بصواريخ أرض أرض، إضافة إلى استهداف حيي جوبر والقابون بشكل مكثف، وفق ناشطين. وأشارت لجان التنسيق المحلية في سوريا إلى أن الجيش الحر صد محاولة للقوات النظامية لاقتحام حي برزة شمال العاصمة، فيما أفاد المرصد السوري باشتباكات في حي القدم الدمشقي من جهة جورة الشريباتي أثناء محاولة اقتحام الحي من القوات النظامية.

وفي حلب، ذكر المرصد السوري أن «أشخاصا أصيبوا في قصف على حي السكري بحلب، كما استهدف القصف بلدات بيانون والأتارب بريف المدينة. وأفاد ناشطون بإعدام 12 شخصا بالرصاص قرب بلدة خناصر بريف حلب الجنوبي.

وفي الرقة، أفادت مصادر معارضة بإلقاء الطائرات النظامية براميل متفجرة على المدينة. وأوضحت أن «برميلا سقط وانفجر بالقرب من مقر الاتحاد النسائي والملاهي سوى أحد المنازل بالأرض، فيما سقط البرميل الثاني بالقرب من جراج البولمان، وأحدث دمارا هائلا في المكان. كما سقط برميل أيضا بالقرب من مدرسة أبو فراس الحمداني، من دون أن ينفجر»، وفقا للمصادر ذاتها.