مصرع 13 وتهدم تسعة آلاف منزل في الخرطوم بسبب الأمطار والسيول

حزب الترابي يحذر الحكومة ويهدد بإسقاطها بـ«النزول للشارع»

TT

أدت الأمطار والسيول التي هطلت مساء أول من أمس في الخرطوم إلى مقتل 13، وتهديم أكثر من تسعة آلاف منزل بولاية الخرطوم وحدها، فيما هدد حزب المؤتمر الشعبي المعارض بقيادة الترابي، بـ«النزول للشارع» وإسقاط نظام الحكم، حال رفضه مقترحات المعارضة بتكوين حكومة انتقالية تحكم لـ30 شهرا.

وألحقت الأمطار الغزيرة التي هطلت في أنحاء واسعة من السودان، ليلة الجمعة، وقبيل تلافي أضرار أمطار الأسبوع الماضي، أضرارا فادحة بالأرواح والممتلكات. وتسببت الأمطار التي بلغت معدلاتها حسب مصلحة الجوي بين 40 و58 ملم، في مقتل أكثر من 13 مواطنا في أنحاء متفرقة من البلاد، وتهدم أكثر من 9 آلاف منزل، وعزل بعض المناطق كليا. وحسب مدير الدفاع المدني اللواء هاشم عبد المجيد فقد شهدت غالب ولايات البلاد أمطارا غزيرة استمرت لعدة ساعات مساء الجمعة، وألحقت خسائر بنحو أكثر من 50 قرية، وأدت إلى انهيار تسعة آلاف منزل، في العاصمة الخرطوم وحدها. وانهارت أكثر من 1300 منزل في ولاية الجزيرة وسط البلاد، وألحقت أضرارا بالطريق البري الرابط بين الخرطوم والولاية والمار شرق النيل الأزرق. وقال تقرير صادر عن جمعية الهلال الأحمر ومفوضية العون الإنساني، حصلت عليه «الشرق الأوسط»، إن الأمطار الغزيرة التي هطلت في الفترة من 23 يوليو (تموز) الماضي، وحتى 4 أغسطس (آب) قتلت أكثر من 11 شخصا، وألحقت أضرارا بأكثر من 120 ألف مواطن في أنحاء البلاد كافة. وذكر التقرير أن عدد المتأثرين بالأمطار وما رافقها من سيول بلغ 56 ألفا في ولاية الخرطوم، و33 ألفا بولاية نهر النيل، و12 ألفا بكردفان، و10 آلاف في دارفور، و6 آلاف في النيل الأزرق، و3 آلاف في ولاية البحر الأحمر.

وأوضح التقرير أن أعداد المتضررين لم يتم حصرها بعد، إلا أن زهاء 18 ألف منزل تدمرت بفعل السيول، وأن أعدادا كبيرة من المواطنين تعيش في العراء وتواجه ظروفا إنسانية سيئة. وبحسب التقرير الصادر عن الهلال الأحمر ومفوضية العون الإنساني فإن عشرات الآلاف من السكان بحاجة للمأوى والخدمات الصحية، والغذاء ومياه الشرب الصحية.

وقال خبير الأرصاد الجوية محمد شريف، لـ«الشرق الأوسط»، إن إدارته سلمت تقريرا بتوقعات هطول الأمطار للجهات المختصة منذ يونيو (حزيران) الماضي، وجاء فيه أن الأمطار تقع في المعدل ودون المعدل. وأضاف أن الأمطار التي ضربت العاصمة الخرطوم وولايات مختلفة من البلاد تراوحت معدلاتها بين 40 و80 ملم. وحذر من تواصل هطول الأمطار الغزيرة في أنحاء البلاد خصوصا ولاية النيل الأبيض، ودعا السلطات لاتخاذ التحوطات اللازمة.

وتواجه الكثير من مدن ومناطق السودان ضعف البنية التحتية الخاصة بشبكات تصريف مياه الأمطار، والصرف الصحي، ويرجع الكثير من المراقبين وصول السيول الناجمة عن الأمطار إلى المناطق السكنية وتسببها في تدمير المنازل، إلى سوء تنفيذ بعض الطرق، ووجود أخطاء هندسية في بعضها أدت للحيلولة دون تصريف مياه الأمطار إلى النيل وحبسها، مما أدى لزيادة الخسائر.

ويطالب ناشطون وسياسيون بإعلان الخرطوم منطقة «كوارث»، لا سيما أن قدرات الحكومة على مواجهة الأخطار التي قد تترتب على موسم أمطار غزيرة أقل بكثير مما هو مطلوب.

في سياق آخر، هدد حزب المؤتمر الشعبي المعارض، بـ«النزول للشارع»، وإسقاط نظام حكم الرئيس البشير، حال رفض النظام مقترح المعارضة بإقامة حكومة انتقالية مدتها 30 شهرا يتم خلالها وضع دستور جديد، ودائم، وإعادة بناء مؤسسات الدولة توطئة لقيام الانتخابات.

وأعلن الأمين السياسي للحزب، كمال عمر عبد السلام، رفض حزبه خوض أي انتخابات مقبلة لا تقيمها حكومة انتقالية. وقال في خطاب له أمام حشد من أنصار الحزب بمنزل الأمين العام، د.حسن الترابي، إن تعامل حزبه مع الحكومة سيكون وفقا للطرح المقدم إليها من قبل تحالف المعارضة، والداعي لقيام حكومة انتقالية مدتها 30 شهرا يتم خلالها وضع دستور جديد ودائم وإعادة بناء مؤسسات الدولة توطئة لقيام الانتخابات. وأوضح أنه حال رفضت الحكومة ذلك الخيار فليس أمام الحزب إلا النزول إلى الشارع لإسقاط النظام.

ودعا الحزب الحكومة الاتحادية للتدخل بصورة كاملة لتدارك الأوضاع الناجمة عن السيول والأمطار التي ضربت ولاية الخرطوم خلال الأسبوع الماضي، وأدت لانهيار آلاف المنازل بعدد من الأحياء، وأعلن عن تشكيل فرق من عضويته لتلقي الدعم العيني والمادي من أعضاء الحزب وتوزيعه على المتضررين، مهيبا بأعضاء حزبه الإسراع والمساهمة في تقديم التبرعات للمتضررين.