نيشان ديرهاروتيونيان: أستطيع أن أجمع أحلام وراغب علامة في حلقة مشتركة

وصف أهل الفن بالأشخاص الحساسين وسريعي العطب

نيشان ديرهاروتيونيان مع باسم يوسف ... وسلاف فواخرجي
TT

على مدى ثلاثين ليلة استقبل فيها ثلاثين نجما، استطاع الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان جذب نسبة لا يستهان بها من المشاهدين في العالم العربي، مما جعل برنامجه يحتل المرتبة السادسة في لائحة البرامج المعروضة على الشاشات المصرية في موسم رمضان والأولى بين البرامج الحوارية. لماذا؟ لأن «أنا والعسل2» كسر الحواجز بينه وبين المشاهد إلى حد جعل هذا الأخير يشارك في الإعداد والتقديم من خلال المواقع الاجتماعية كما يقول نيشان ديرهاروتيونيان في حديثه لـ«الشرق الأوسط».

ورغم أن اسم البرنامج «أنا والعسل» يدل مباشرة على نوعية ضيوفه التي اقتصرت على النساء في الجزء الأول منه، فإن مقدّمه وبالاشتراك مع معده طوني سمعان، أرادا أن يحمل في جزئه الثاني عسلا بشهده، فأدخلا إليه العنصر الذكوري، مخصصين له مساحة تشبه تلك الخاصة بشهرزاد (الشخصية عنوان البرنامج)، فكان شهريار حاضرا بامتياز، بدءا من الدكتور باسم يوسف، والموسيقي حلمي بكر، مرورا براغب علامة، ووصولا إلى الممثل عابد فهد.

ويرى الإعلامي اللبناني أن هذه الخطوة لونت البرنامج وأضفت إليه عنصرا تشويقيا جديدا انتظره المتفرجون، للوقوف على مدى تأثر كل من هؤلاء بشخصية شهريار في المطلق. من هو الضيف الذي أثار أكبر نسبة مشاهدة؟ يرد نيشان تلقائيا «هو باسم يوسف، فإطلالته معي كانت الأولى من نوعها مباشرة على الهواء، والمشاهد بشكل عام كان يتشوق لمعرفته عن كثب، فحصد نسبة مشاهدة عالية حتى قيل إن شوارع القاهرة كانت شبه خالية أثناء عرض البرنامج. وكذلك الأمر بالنسبة لحسن الشافعي الذي حقق نسبة مشاهدة عالية جدا أيضا».

وعن الضيفة التي فاجأته وأثارت فضوله قال «في الحقيقة أن الممثلة السورية سلاف فواخرجي فاجأتني فكانت مختلفة جدا عن المرة التي استضفتها فيها عام 2008 في برنامج (العراب)، واستمتعت بحوارها، فكانت صلبة وجميلة صارمة ومتسامحة، فأقنعت مشاهدها حتى الذي لا يوافقها رأيها السياسي، كما أنني أعجبت ببسمة وهبي التي تحدثت عن تجربتها مع المرض من دون خوف».

أما الحلقات التي أحدثت هزات مدوية على مواقع التواصل الاجتماعي فهي تلك التي استضاف فيها أحلام وراغب علامة. فشهدت الحلقتان - كما قال - تصفية حسابات النجمين لموسم «أراب أيدول» كاملا، وعلى الهواء مباشرة. وأضاف «أنا متأكد أنه باستطاعتي جمع الشمل بينهما في حلقة تستضيفهما معا، ربما في برنامجي المقبل. أما الرابح الأكبر في هذه المعادلة، فهو برنامج (أراب أيدول)».

وعن الفرق بين الجزءين الأول والثاني من البرنامج قال «في (أنا والعسل1) كنت بمثابة ضيف جديد على المصريين أرادوا اكتشافه وتقييمه فأغدقوا علي بالنعم والمديح، أما في الجزء الثاني فأصبحت من أهل البيت، فصرت أتساوى بالمديح والنقد». أما بالنسبة للضيوف فقال «لقد أعادوا حساباتهم وصاروا يعرفون كيف يقدمون أنفسهم». وعن الديكور والعسل والشوكولا التي برزت في الجزء الأول قال «لقد تخلّيت عن كل إكسسوارات البرنامج وفضلت البساطة حتى إن ديكور البرنامج وفخامته، أوحيا للفنانين بإجابات تتلاءم مع جمالية الموقع والأجواء».

ورأى نيشان أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في انتشار البرنامج بشكل لافت هذا العام، فتحول المشاهد معها إلى ناقد ومصور ومعد ومقدم. وقال «قصدت أن أنقل التغريدة السيئة على الهواء لأنها في النهاية هي وجهة نظر، ونكران رأي ما لا يلغيه. ومن الانتقادات التي حفظتها سؤال حول سبب استضافتي لمصريين بشكل عام، ولماذا لم أختر سوى أحلام كضيفة من الخليج، وشرحت أن برنامجي منتج مصري في الأساس، وأن تلوينه بضيوف من لبنان والخليج العربي كان فكرتي». ويضيف «مواقع التواصل ألغت الكليشيهات المعروفة في هذا النوع من البرامج، فلم يعد هناك ما يسمونه (كلمة السر) للنقد بل (قرصنة مكشوفة) لم أتوان عن ذكرها على الهواء مباشرة من دون تردد، مما أشعرني بأنني صرت منيعا تجاهها، كل ذلك أضفى نكهة خاصة على البرنامج، فضلتها على تجاربي السابقة. وأعتقد أن نضجي في السوق المصرية، وغيابي عن السوق اللبنانية، شكلا الخلطة التي جذبت المشاهد».

ولكن هل رفض أحد الضيوف الظهور معه؟ يقول «أبدا إلا لأسباب ضرورية. فالإعلامية ليلى رستم أصيبت بالمرض، والممثلة شويكار تعرضت لوعكة صحية، ونجوى كرم التي كان من المقرر أن تكون مسك الختام اعتذرت بسبب مرض والدها، وإليسا غابت لأنها اعتبرت مشاركتها في برنامج (إكس فاكتور) كان كافيا».

وعما إذا ما كانت استضافته لفنان ما تسببت له في خسارة فنان آخر أجاب «ميزتي أنني لا أحب الغدر، والضيوف الذين أعرف حساسيتهم تجاه ضيوف آخرين أعلمهم مسبقا بالأمر، تماما كما فعلت مع أحلام، إذ أعلمتها باستضافتي لراغب علامة، فلم تمانع. وعندما اتصلت بالمخرج محمد سامي أثناء استضافتي للممثلة غادة عبد الرازق استأذنتها في ذلك على الهواء مباشرة، وبعدها أثناء الاستراحة، ولم تمانع. غير صحيح أنني أحاول حشر ضيوفي أو وضع شرك لهم، أبدا، بل أسعى دائما لأن يشعروا بالأمان وهذا ما يسرونه لي».

وعن الضيف الذي وجده كالصخر لا يهتز أبدا قال «لا يمكن للفنان أن يكون كالصخر، فهذه الهالة التي تحيط به من الشهرة والضوء والتي تزوده بالقوة هي في الحقيقة مجرد غيوم رقيقة وغشاء هش يحيط به. ومهما بلغت قدرة الفنان فهو لا يمكن أن يردع وصول الأشعة الضارة إليه واختراقها له. فهو صحيح يتلقى الإشعاعات الحميدة لكنه لا بد أن يصاب بالخبيثة منها. فالضوء يحرق صاحبه في أوقات كثيرة».

ويصف نيشان بعض ضيوفه قائلا «سماح أنور أكثر الشخصيات المتصالحة مع نفسها، وإيناس الدغيدي الأكثر جرأة، وإلهام شاهين نجمة حوار، وأصالة صريحة، وورد الخال باحت بمشاعرها دون استعمال المكابح». ورأى أن أول فقرة في البرنامج التي تطلبت من الضيفة نفسها تقييم جمالها وأنوثتها وثقافتها وذكائها، أحدثت ردود فعل لدى المشاهدين لا سيما في الموضوعين الأخيرين لأنهما كانا بمثابة فخ لإبراز مدى تمتعهن بعمق التفكير، وليس بمستوى تحصيلهن العلمي».

ورفض نيشان ما تحدثت عنه بعض وسائل الإعلام عن الأسعار الخيالية التي يتقاضاها ضيوفه فقال «أنا أؤيد دفع أجور للنجوم لقاء إطلالاتهم الإعلامية، لكن ما ذكر من أرقام هو مبالغ فيه جدا. ولعل النجوم أنفسهم يروجون لها وهي غير صحيحة».

وعن رأيه في أهل الفن ككل قال «هم أشخاص أنعم الله عليهم بموهبة راقية. حساسون جدا وسريعو العطب وأتفهمهم لأنني أمشي دائما بمحاذاتهم، وأضع نفسي مكانهم. والفرق بيني وبين غيري أنني أهيئ لهم أجواء مريحة فيبيحون بمكنوناتهم دون تردد أو شعور بالندم، لأن القالب العام في برنامجي راق وموقع باسمي».