ضجـة بين القنوات بسبب دراما عن هيلاري كلينتون

«NBC» تنتج وغريمتها توزع

هيلاري كلينتون و الممثلة دايان لاين
TT

هيلاري كلينتون تعمل على تقديم برنامج درامي على محطـة «NBC» الأميركية.

هنا يكمن الخبر، لكن ليس كله: محطة «FOX TV» المناوئة سياسيا لـ«NBC» و(افتراضيا) لهيلاري كلينتون بوصفها من «الحزب الديمقراطي»، هي التي قررت شراء البرنامج.

في الأسبوع الماضي، تبلور هذا الاتجاه إثر محادثات بدأت في الشهر الماضي عندما التقت الأطراف الثلاثة لكي تبحث في برنامج مسلسل، مدته أربع ساعات، يبث على أربعة أيام، تقدمه كلينتون وتعرضه محطة «إن بي سي» ذات التوجـه الليبرالي، على أن تقوم محطة «فوكس»، اليمينية (إلى حد التطرف حسب وصف البعض)، بشراء هذه الحلقات لتوزيعها عالميا.

لم تشترك كلينتون في اللقاءات التي دارت بين رؤساء ثم محامي ومنتجي الشركتين، لكنها قابلت على الأرجح بوب غرينبلات، أحد رؤساء المحطة الأولى الذي أشرف كذلك على المحادثات حينما أعربت «فوكس» عن رغبتها في الدخول كشريك.

المشروع، رغم أنه لم يخرج بعد لحيـز التنفيذ (حسب مجلة «ذا هوليوود ريبورتر» المطلعة، لا يوجد حتى سيناريو منجز بعد)، أحدث رد فعل في «الحزب الجمهوري» لدرجة أن رئيس لجنة الحزب، راينس بريبوس، دعا «NBC» لإلغاء المشروع أو مجابهة قيام «الحزب الجمهوري» بمقاطعة المحطـة خلال الحملة الانتخابية المقبلة. وفي رسالة وجهها راينس إلى غرينبلات، وصف المشروع بأنه «إعلان مجاني لكلينتون» على أساس أنها تفكـر جديا في دخول السباق الرئاسي لعام 2016.

والرسالة نفسها طارت إلى رئيس «CNN» الجديد جف زوكر، وذلك بعدما تناهى أن المحطة الإخبارية الشهيرة (وهي بدورها منافس شرس لمحطة «فوكس»)، ستنتج فيلما تسجيليا عن السيدة كلينتون لبثه في وقت لاحق من هذا العام.

حساسيات أما ماهية هذا البرنامج الذي أخذ يثير الاهتمام وقدرا من التهديد، فتكشف عنها الممثلة دايان لاين التي صرحت أخيرا بأنها «تحظى بشرف تأدية شخصية كلينتون». وبسبر غور المعلومات المتوافرة إلى الآن، فإن الدراما ستسرد حياة هيلاري كلينتون السياسية من عام 1998 إلى اليوم. ودايان لاين من الممثلات المعروفات في الولايات المتحدة وحول العالم وتظهر حاليا في دور أم سوبرمان في فيلم «رجل من فولاذ».

لكن ما يكشف عنه البحث في هذا المجال، أن الخط الفاصل بين الدراما الترفيهية المقدمة على المحطات الأرضية في أميركا، مثل «NBC» و«CBS» و«ABC»، والسياسة يبدو متهاويا اليوم أكثر مما كان عليه الأمر في أي وقت مضى أقدمت فيه إحدى هذه المحطات على تقديم عمل تلفزيوني عن سياسي أميركي بارز، إن لم يكن لشيء فلحقيقة أن معظم الأعمال التلفزيونية السابقة دارت حول سياسيين إما راحلين أو متوقفين عن النشاط، بينما تدخل «إن بي سي» معتركا قد يؤدي إلى تعزيز احتمالات فوز كلينتون كرئيسة، وهذا هو الموقف الذي يثير حساسيات كثيرين، خصوصا أنها ستكون المرة الأولى التي يتمتع فيها سياسي بمثل هذه الميزة بينما لا يزال في أوج نشاطه.

وكانت محطة «History» الفضائية أنتجت مسلسلا حول عائلة كيندي، لكنها اضطرت لعدم بثـه على شاشاتها بعدما واجهت معارضة ابنة العائلة كارولاين كيندي سنة 2011. ثم قامت ببيعه إلى محطة صغيرة اسمها «Reelz»، حيث مر من دون أن يـثير كثيرا من التغطية. إلى ذلك، كانت محطة «CBS» ألغت تحت ضغط الجمهوريين برنامجا دراميا أنتجته سنة 2003 حول الرئيس رولاند ريغان ثم حولته لكي يـبث على قناة «شوتايم» الفضائية.

من ناحية أخرى، فإن هناك تلك المنافسة بينها وبين محطة «CNN» التي يقال إنها حسمت ترددها بالنسبة لاحتمال قيامها بإنتاج فيلم تسجيلي عن كلينتون بإقرار هذا الفيلم ووضعه على جدول الأعمال. ربما من هنا نفهم سبب اهتمام «FOX TV» بتوزيع المسلسل الدرامي الذي تنتجه المحطة التابعة لمعسكر تعتبره، سياسيا، خصمها.