مغن وفكاهي أميركي من أصل عراقي لبناني يتابعه ويسمعه الملايين

رامي مناصفي يدخل المعترك السياسي كجمهوري معتدل

وصل عدد الذين زاروا موقعه على «يوتيوب» أكثر من ثمانين مليون شخص
TT

ولد رامي (ريمي) مناصفي في الولايات المتحدة من أب عراقي وأم لبنانية، فجمع بين ثلاث دول. وصار مغني راب ومقدم منولوجات فكاهية، ثم يدخل ميدان السياسة الأميركية.

ليست السياسة جديدة عليه، وهو الأميركي العربي الذي يعطف كثيرا على قضايا بلاده. لكنه دخل مجال السياسة الأميركية الحزبية. وصار يميل نحو الجمهوريين المعتدلين، بالمقارنة مع الجمهوريين المتطرفين (قادة المحافظين الجدد).

في الأسبوع الماضي، اشترك في حملة دعائية لعضو الكونغرس رون بول، من نجوم الجمهوريين المعتدلين. ويسمونهم أيضا «ليبرتاريانز» (ليبرالي).

عمر مناصفي 33 سنة. ولد وتربى في ماكلين، واحدة من ضواحي واشنطن العاصمة. ولا يزال يعيش في نفس المنطقة، بعد أن ذاع صيته، وزادت شعبيته في مجالي الهيب هوب والمنولوجات الفكاهية.

ومثل غيره من الأميركيين العرب الشباب مقدمي المنولوجات ومغنيي الراب، وخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. غنى وتندر على موضوعين: أولا: على المضايقات التي يواجهها مسلمون وأميركيون عرب في الولايات المتحدة لمجرد أنهم مسلمون أو عرب. ثانيا: على خوف الأميركيين من الإسلام والمسلمين. أو ما صار يعرف بموجة «إسلاموفوبيا».

وصار يتابع الأحداث حدثا بعد حدث. وآخر أغانيه ومنولوجاته عن فضيحة وكالة الأمن الوطني الأميركي (إن إس إيه) التي كشف، قبل ثلاثة شهور أنها تملك شبكات عملاقة للتجسس على التليفونات ورسائل الإنترنت، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن في كل العالم تقريبا.

وهذه كلمات من أغنية راب على لسان «إن سي إيه»: «نحن نخزن معلوماتكم. نحن نريحهم من ماكينات البحث. هذه هي الحقيقة». شعار «يس وي كان» (نعم نقدر الذي أطلقه الرئيس باراك أوباما في حملته الانتخابية عام 2008) ليس فقط شعار أوباما. إنه شعارنا نحن أيضا. «نعم نقدر، نعم نقدر، نعم نقدر. هذه هي الشرعية الواقعية...».

ربما ليست صدفة أن مناصفي ينتقد شبكات التجسس على الأميركيين، وغير الأميركيين، في نفس الوقت الذي ينتقده فيها عضو الكونغرس رون بول. وصار واضحا أن هناك انقساما في الحزب الجمهوري بين المحافظين (المتشددين في الحرب ضد الإرهاب، مع عداء غير معلن وغير مباشر للإسلام والمسلمين)، والجناح المعتدل، الجناح الليبرالي، بقيادة رون بول.

لأنه جمهوري معتدل، ولأنه يغني ويتندر على أحداث داخلية وخارجية، ولأنه يتابع السياسة والسياسيين في واشنطن، عاصمة أميركا، وعاصمة العالم، ولأنه يمثل صوت الشباب، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن في كل العالم، وصل عدد الذين زاروا موقعه في «يوتيوب» أكثر من ثمانين مليون شخص.

ولا بأس أنه يغني، ويكتب، ويتندر، أيضا، على ثقافات الشرق الأوسط، وعلى العادات العربية، والأطعمة العربية. ويربط بينها وبين أغانيه. مثل أغنية «سكبت دموعي على صحن كباب»، ومثل ألبوم «الفلافل».

قبل سبع سنوات، وضع مناصفي أول أغانيه في «يوتيوب»، وكان يدرس القانون، وهي عن الحملة الانتخابية في سنة 2006. وسماها «أحزان ماكاكا»، إشارة إلى كلمة غير مهذبة استعملها سياسي أميركي أبيض في وصف أميركي من أصل هندي. ورغم أن السياسي اعتذر في وقت لاحق، صارت كلمة «ماكاكا» رمزا لاضطهاد الأقليات العربية والوطنية والدينية في الولايات المتحدة.

ومنذ ذلك الوقت، اشتهرت أغاني رمي التي تربط بين الترفيه والفكاهة والأخبار السياسية، مع نقد واضح للسياسيين الأميركيين.

وعندما نشر أغنية «ارلنغتون راب»، شاهدها أكثر من ربع مليون شخص في يوم واحد في «يوتيوب». وعندما نشر أغنية عن «ديون الحكومة الأميركية»، شاهدها قرابة ربع مليون شخص خلال أربعة أيام. وأيضا، اشتهرت أغانيه عن «احتلال وول ستريت» (شارع المال في نيويورك)، وأغنية «المساواة»، وأغنية «سمني عربي، أو سمني ما تشاء»، وغيرها.

كتب مناصفي في موقعه المشهور في الإنترنت عن نفسه، وعائلته، وخلفياته العراقية واللبنانية، وعن قضايا العرب والمسلمين. وقال: إنه يزور لبنان كثيرا، خاصة لأن بعض أقربائه العراقيين رحلوا إلى لبنان بسبب الوضع في العراق.

وعن قصة حياته، مما قال: «ولدت في شوارع الإجرام في ماكلين في ولاية فرجينيا. وأنا في عمر صغير، عرفت كيف أتحاشى الرصاص الذي يأتي من كل اتجاه».