الراضي صاحب أول ميدالية أولمبية للمغرب يقاوم السرطان

حمل العديد من الألقاب وانتهي به الأمر حارسا للسيارات

TT

قبل افتتاح الألعاب الأولمبية التي تحتضنها مدينة سيدني الأسترالية بايام تذكر المغاربة البطل عبد السلام الراضي (77 عاما) الذي منح المغرب اول ميدالية اولمبية في تاريخها منذ 40 عاما والذي يقاوم السرطان في مستشفى الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وعبد السلام الراضي هو اول مغربي يصعد لمنصة التتويج بعد أن أحرز الميدالية الفضية في سباق الماراثون للألعاب الأولمبية بروما سنة 1960وراء العداء الإثيوبي الأسطورة أبيبي بيكيلا.

وقد كان بامكان البطل عبد السلام الراضي أن يشارك في الألعاب الأولمبية عام 1956 التي احتضنتها مدينة ملبورن الأسترالية لأول مرة في تاريخ منطقة أوقيانويا، إلا أن هذه السنة تزامنت مع مرحلة استقلال المغرب وهو ما لم يكن يسمح للراضي بالمشاركة تحت العلم المغربي بعد أن التحق ببلده في أعقاب الاستقلال بعد أن كان ضمن رياضيي النخبة بالجيش الفرنسي طيلة سنوات الخمسينات. وينفرد عبد السلام الراضي أيضا بكونه حمل القميص الوطني الفرنسي طيلة سنوات استعمار المغرب حيث فاز بعدة ألقاب يذكر منها على وجه الخصوص ما كان يعرف وقتها بسباق الأمم والذي تحول إلى بطولة العالم لاختراق الضاحية سنة 1973 وكان الراضي قد فاز على وجه الخصوص بدورتين لسباق الأمم في الخمسينات الأولى ممثلا لفرنسا والثانية بالقميص المغربي قبل سنة من تتويجه بالميدالية الفضية بروما عام 1960.

وكان عبد السلام الراضي يلقب في فرنسا بالبطل «صاحب خمسة كيلو جرامات من الميداليات» اعتبارا للألقاب العديدة التي حصل عليها طيلة مشواره المتميز.

وحتى بعد اعتزله وانتقاله إلى فرنسا حيث أجبرته ظروف العيش القاسية إلى التحول إلى حارس للسيارات قرب أحد الملاعب، ظل عبد السلام الراضي يحتفظ بأهم الأرقام القياسية المغربية للمسافات الطويلة وخاصة سباقي العشرة آلاف متر والماراثون اللذين ظلا بحوزته حتى منتصف الثمانينات بعد ظهور الجيل الجديد من العدائين المغاربة امثال سعيد عويطة وابراهيم بوطيب وخالد السكاح ومحمد مغيث الذي يحمل حاليا الجنسية (البلجيكية) وصلاح حيسو والإخوة إبراهيم وخالد بولامي وغيرهم.

وقد خلف دخول عبد السلام الراضي إلى المستشفي وظروف مقاومته لداء السرطان تعاطفا كبيرا في الأوساط الرياضية بالمغرب ودعا الكثير من المسيرين الرياضيين مسؤولي اللجنة الأولمبية المغربية ووزارة الشبيبة والرياضة إلى الاهتمام بالحالة الصحية لهذا البطل العربي خاصة أن الرياضيين المغاربة على ابواب الالعاب الأولمبية بسيدني وبعد حوالي أربعين سنة على إهدائه لأول ميدالية ذهبية في سجل المغرب الاولمبي. وذكرت أوساط مقربة من اللجنة المؤقتة المشرفة على تسيير الاتحاد المغربي لألعاب القوى بعد إقالتها لرئيسها الأسبق الحاج محمد المديوري، أن تعليمات خاصة صدرت من السلطات العليا بهدف توفير كل ظروف العلاج المطلوبة للبطل الأسبق عبد السلام الراضي.