«دولة العراق والشام الإسلامية» تختطف أكرادا من ريف حلب

معارض كردي: الإسلاميون يستهدفوننا بناء على هويتنا العرقية

TT

أظهر شريط فيديو بث على موقع «يوتيوب» عناصر من تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» في أحد مساجد قرية قباسين بريف حلب الشرقي وهم يجبرون عددا من الأكراد المختطفين لديهم على إعلان توبتهم «والدخول مجددا في الإسلام» والتبرؤ من حزب «العمال الكردستاني».

ويبدو في الشريط الذي أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» صحته، أحد قادة «دولة الشام والعراق الإسلامية»، وهو مصري الجنسية، يلقي على المختطفين الأكراد دروسا في «أصول التوبة وفق الشريعة الإسلامية»، قبل إرغامهم على التوقيع على تعهد يتضمن عددا من البنود منها، التبرؤ من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وعدم الانضمام إلى حزب أو جهة حتى إسلامية لمدة عام كامل. ويظهر الشريط توزيع كتاب بعنوان «من يدفع ثمن تحكيم الشريعة؟» على المختطفين الأكراد من قبل عناصر «الدولة» بعد إجبارهم على إعلان «توبتهم».

وكان المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر في قرية «قباسين» قد عقد اتفاقا مع «دولة العراق والشام الإسلامية» ينص على إطلاق سراح المعتقلين من كلا الطرفين ونزع الحواجز العسكري من الشوارع. إلا أن سيطرة مقاتلي «الدولة» نهاية الشهر الماضي، على منطقتي «تل حاصر» و«تل عرين» واعتقال الكثير من أبنائها دفع سكان قرية «قباسين» ذات الغالبية الكردية إلى احتضان عناصر من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي واي دي). الأمر الذي دفع المقاتلين الإسلاميين إلى إحكام سيطرتهم على القرية التي تبعد عن مدينة حلب نحو 50 كيلومترا وتتبع لمنطقة الباب. يقطن فيها نحو 18000 شخص وتتبع لها قريتان هما عدسة قباسين وبنان.

وأشار ابراهم المسلم، عضو المجلس الوطني الكردي المعارض والمنسق العام للمجلس المحلي في مدينة الرقة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المختطفين الأكراد الذين ظهروا في الفيديو لا ينتمون إلى حزب الاتحاد الكردي بل هم مدنيون قام مقاتلو الدولة باعتقالهم فقط لأنهم أكراد». وقال «إن الإسلاميين يستهدفون الأكراد بناء على هويتهم العرقية وليس بسبب انتمائهم السياسي لهذا الحزب أو ذاك». واتهم المسلم الحكومة التركية بدعم «دولة العراق والشام الإسلامية» بهدف استنزاف مقاتلي حزب العمال الكردستاني وجناحه السوري. مطالبا الائتلاف الوطني المعارض باتخاذ موقف صريح مما يحصل والتدخل لإنقاذ الأكراد.

وتسببت المعارك المحتدمة بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» بفرار نحو 30 ألف شخص من شمال سوريا إلى الأراضي العراقية وأغلبهم من الأكراد، حيث يعتبر هذا النزوح الجماعي الذي تم نهاية الشهر الماضي الأكبر في المنطقة بعد عدة أشهر من نزوح 9 آلاف سوري بشكل جماعي من بلادهم إلى تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وتحكم «دولة العراق والشام الإسلامية» سيطرتها على ثماني قرى كردية في ريف حلب، تمتد من قرية اليابسة وتلفندر وتل أخضر مرورا بسوسك واليارقو وصولا إلى مدكلطة وطنبوظة وكرحسات التي تم تدميرها بالكامل على يد مقاتلي «الدولة».