الجيش الحر يعد خطة عسكرية ويستعد لملء الفراغ

كتائب جهادية تخشى أن تكون هدفاً لـلضربة وتبدل مواقعها

TT

يستعد «الجيش السوري الحر» للضربة العسكرية الغربية المرتقب توجيهها ضد مواقع النظام السوري في الأيام المقبلة، ويؤكد قياديون معارضون أن «المقاتلين على الأرض سيستغلون ضعف الجيش النظامي لإحراز تقدم على أكثر من جبهة للسيطرة على مواقع جديدة». في حين يشير آخرون إلى أن «مواقع المعارضة لم تشهد تغييرات على الصعيد العسكري، لا سيما في المناطق التي تتقاسمها مع النظام حيث خطوط التماس واضحة».

وتزامنا مع الثبات في الخريطة الميدانية للمعارضة واستعداد مقاتليها عشية الضربة العسكرية الغربية يواصل النظام إخلاء الكثير من مواقعه الاستراتيجية ونقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى أماكن أكثر أمنا، فيما تعمد الكتائب الإسلامية الجهادية المعارضة إلى تبديل مواقعها خشية أن تشملها الضربة العسكرية الغربية.

وعلى الرغم من عدم وجود أي تنسيق بين الدول التي ستنفذ الضربة، ضد مواقع النظام، وبين هيئة أركان الجيش «الحر»، فإن الكتائب المعارضة بأعلى جهوزية واستعداد لاستغلال أي فراغ سيحصل في المنظومة العسكرية النظامية، وفق ما يؤكد المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش الحر، لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنه «من حق المعارضة أن تستغل أي ظرف خارجي أو داخلي لتحسين مواقعها وتحرير مناطق جديدة».

وفي حين أكد المقداد أن «قوات الحر ستسعى لاستثمار الضربة عسكريا في مختلف الجبهات وعلى امتداد التراب السوري»، تحفظ على ذكر أي معلومات ميدانية تتعلق بانتشار القوات المعارضة، معللا ذلك بعدم «إعطاء خدمات مجانبة للنظام السوري». ونقلت وكالة «رويترز» أمس، عن المتحدث باسم مجلس القيادة العسكرية العليا لقوات المعارضة السورية، العقيد قاسم سعد الدين قوله إن «المجلس أرسل لمجموعات من المعارضة تم اختيارها مسبقا، خطة عمل عسكري لاستخدامها إذا وقعت ضربات عسكرية». وأبدى سعد الدين أمله في «الاستفادة العسكرية عندما تضعف بعض المناطق نتيجة للضربات»، مشيرا إلى أنه «أعطى أوامره لبعض المجموعات بالاستعداد في كل محافظة وإعداد مقاتليها للوقت الذي تقع فيه الضربات».

وكشف عن «إرسال خطة عسكرية تشمل استعدادات لمهاجمة بعض الأهداف التي يتوقع أن تضرب أثناء الهجمات الأجنبية وبعض الأهداف الأخرى التي يأملون في مهاجمتها في نفس الوقت». لافتا إلى أن «الخطط أعدت دون أي مساعدة من قوى أجنبية إذ لم تقدم معلومات من الولايات المتحدة الأميركية أو فرنسا».

وفي هذا السياق، قال المقدم في الجيش الحر، خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط» إن «كتائب المعارضة لا تستطيع تغيير مواقعها، لأن أي انسحاب من هذه المواقع سيستغل من قبل النظام بسبب الواقع الميداني القائم». وأوضح أن «حركة مقاتلي الجيش الحر مرهونة بخطوط التماس التي يرابطون عليها بمواجهة القوات النظامية وليس بالضربة الغربية».

وفي حين، أكد الحمود أن «مواقع المعارضة لم تشهد أي تغيرات، لا سيما في المناطق التي ترتسم فيها خطوط التماس بشكل واضح». أشار إلى أن «الكتائب الإسلامية والجهادية تخشى من أن تكون جزءا من الأهداف التي ستستهدفها الضربة العسكرية ما دفعها إلى تغير مواقعها السابقة وإعادة توزيع مراكزها في مختلف المدن السورية لا سيما في الشمال وريف دمشق». وقال الحمود إن «الكتائب الإسلامية بدأت ترفع من مستوى السرية في تحركاتها إضافة إلى تقليص مساحة انتشارها».

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قالت على لسان وزير خارجيتها جون كيري، أول من أمس، إنها تخطط لرد عسكري محدود لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على هجوم «وحشي» بالأسلحة الكيماوية في ريف دمشق، من دون أن تأتي على ذكر الجهاديين الإسلاميين. فإن مسؤولين في وكالة الاستخبارات الأميركية سبق لهم أن حذروا من أن الإسلاميين الراديكاليين في سوريا سيتغلبون على الجماعات المعارضة الأقل تنظيما ويسيطرون على مناطق واسعة من البلاد الأمر الذي يهدد الأمن القومي الأميركي.

في موازاة ذلك، واصلت القوات النظامية إخلاء مواقع عسكرية استراتيجية في دمشق ومدن سورية أخرى، وقالت مصادر ميدانية معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن «عدة ثكنات أخليت تماما من العسكريين الذين تم وضعهم في مدارس ومراكز مدنية». مشيرة إلى أن «معظم الثكنات في جبل قاسيون بدمشق تم إخلاؤها ونقل آلياتها الخفيفة إلى أماكن سكنية في منطقة البرامكة». ولفتت المصادر إلى أن «النظام يقوم بنقل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من جبال القلمون إلى أماكن آمنة في مدينة حمص إضافة إلى إخلاء مركز البحوث العلمية في منطقة جمرايا في العاصمة». كما كشفت المصادر المعارضة أن «النظام يستبدل جميع عناصر الشبيحة والمخابرات العلويين الذين كانوا ينتشرون على الحواجز بجنود نظاميين ينتمون إلى الطائفة السنية».