بري يدعو لإعادة إحياء الحوار في لبنان ويطرح خارطة طريق من ستة بنود

وصف الوضع في سوريا بـ«النكبة»

TT

قدم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري «خارطة طريق» من ستة بنود ترتكز على إعادة إحياء طاولة «الحوار المفتوح» في لبنان حتى التوصل إلى إدارة التوافق والاختلاف، معتبرا في الوقت عينه أن كل سلاح خارج سياق الجيش والمقاومة على الحدود اللبنانية مرفوض.

بري طرح مبادرته عبر كلمة متلفزة له في الذكرى الـ35 لتغيب الإمام موسى الصدر، مؤسس حركة «أمل» ورفيقيه (الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين)، بعد إلغاء المهرجان الذي كان مقررا في المناسبة في منطقة النبطية بجنوب لبنان، بسبب الأوضاع الأمنية. وجاء فيها قوله: «ليس هناك من بداية لمخرج سياسي وطني سوى الحوار، بدل انتظار تحول إقليمي أو كلمة سر من هنا أو هناك؛ لأن كل ذلك مضيعة للوقت بعدما لم يعد لبنان أولوية بالنسبة إلى أصحاب القرار».

واقترح بري أن يجمع الحوار، إضافة إلى مختلف الأفرقاء السياسيين، رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، ويستغرق خمسة أيام متواصلة، وأن يكون على جدول أعماله: أولا شكل الحكومة المفترض تشكيلها وبيانها الوزاري، وثانيا منح الجيش حقه بتطويع 5 آلاف جندي جديد وإنقاذ منطقتي البقاع وطرابلس وكامل الحدود الشمالية من فوضى السلاح والمسلحين، وثالثا العمل على وسائل إخراج التداخل اللبناني من الوضع السوري، ورابعا وضع «خارطة طريق» للخروج من الأزمة الاقتصادية، وخامسا إعادة الحوار إلى قانون الانتخاب، وسادسا وأخيرا الاستراتيجية الوطنية للدفاع.

ولفت بري إلى أنه «في كل مرة يتعرض فيها النظام للاهتزاز نتمكن بالحوار الوطني من وضع خارطة طريق نستعيد معها نوعا من الاستقرار ونحن أول من رحب بإعادة استئناف الحوار». وأردف: «حين سبق لنا المطالبة بطاولة الحوار، برز شرط أن لا انعقاد للطاولة قبل استقالة الحكومة، وبعدما تمت الاستقالة جاء شرط تشكيل الحكومة».

واتهم رئيس مجلس النواب إسرائيل بالتفجيرات الأخيرة التي استهدفت طرابلس والضاحية الجنوبية لبيروت، قائلا: «التفجيرات المتنقلة تخفي وراءها أدوارا إسرائيلية، وسبق للجيش والمقاومة أن نجحوا في تفكيك عشرات شبكات التجسس، وكل من يقوم بهذه التفجيرات شبكات إسرائيلية مهما كان اسمها».

كذلك تحدث بري في كلمته عن «احترام لبنان للقرارات الدولية في حين أن إسرائيل لا تحترمها»، سائلا: «هل أصبحنا مرفوضين لأنه أصبح يمكننا أن نردع العدو؟ فنحن نحمي السيادة لا الطائفة». وأضاف: «لقد حملنا السلاح عندما تحول الجنوب والبقاع الغربي مرتعا للعدو الإسرائيلي. وبسبب اجتياحات إسرائيل، ووصولها عبر خطوط (اليونيفيل) (الدولية) إلى بيروت وارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، وصولا إلى مواجهة حرب إسرائيل على لبنان عام 2006، فكان أن حقق بمقاومته وجيشه وشعبه أول انتصار على إسرائيل».

وفي حين دعا بري إلى إخراج كل عناصر التدخل اللبناني بسوريا وإخراج العامل الإقليمي والدولي من سوريا، اعتبر أن لبنان سيكون الأكثر تأثرا إذا وقعت الحرب. ووصف الوضع الراهن في سوريا بـ«النكبة» التي تعادل نكبة فلسطين، متابعا: «نحن أمام كارثة مع اختلاف المكان والزمان، فيما إذا قرعت طبول الحرب قبل صدور نتائج لجنة التحقيق وأسدلت الجامعة العربية ستار تغطية الاعتداء على سوريا كما حصل مع العراق».

وفي قضية الإمام الصدر، طالب بري السلطات الليبية بإعلام الرأي العام العالمي بما أفاد به رجال النظام حول مصيره، وأكد أن «كل ما قيل في وسائل الإعلام عن مصير الإمام الصدر عار من الصحة، والصندوق الأسود للنظام لم يفتح بعد رغم إلقاء القبض على رئيس مخابرات النظام والعديد من رجاله».

وخاطب أركان النظام الليبي الحالي بالقول: «قضية الحرية هي التي يجب أن تميزكم عن النظام السابق، وكل لبنان ينتظر من ليبيا أجوبة واضحة على أسئلة واضحة من خلال الاستجوابات التي حصلت مع كل من كان مسؤولا عن إخفاء الإمام ورفيقيه»، معتبرا أن المؤشر الحقيقي لاستقرار ليبيا يتوقف على فتح هذه القضية وتحرير الإمام ورفيقيه؛ لأنها قضية إنسانية وأخلاقية وإسلامية من الدرجة الأولى.