محدودية ضرب سوريا تعيد بعض الاستقرار لأسواق النفط العالمية

فيما تبقى المخاوف من تبعاتها قائمة

TT

سادت أسواق النفط العالمية موجة من الهدوء النسبي بعد تواتر الأنباء عن محدودية التدخل العسكري الأميركي لضرب سوريا مثل ما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعقب إعلان بريطانيا عدم المشاركة فيها بعد رفض البرلمان البريطاني لذلك.

وقال الدكتور راشد أبانمي رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية لـ«الشرق الأوسط»: إن «التصريحات التي ذكرتها الولايات المتحدة بشأن محدودية الضربة للنظام السوري، ووصفهم بأنها ضربة محدودة خفف بشكل كبير التوتر الذي ساد أسواق النفط العالمية مع إعلان الضربة العسكرية وزاد ذلك مخاوف الأسواق لقربها من منابع النفط؛ مما أعطى مؤشرات للمتعاملين بأن تأثيرات قد تطور الإمدادات، لا سيما أن 40 في المائة من استهلاك العالم تعبر من مضيق هرمز».

وأشار أبانمي إلى أن أسعار النفط بلغت ذروتها عند مستويات 117 عندما كانت الضربة حتمية، وهي واضحة المعالم؛ مما زاد مخاوف المراقبين في الأسواق إلى أن طالت التأثيرات العقود الآجلة، إلا أنها ما لبثت أن تلاشت تلك التأثيرات المباشرة.

وحول تزايد حالات بيع النفط خارج إطار الأسواق أوضح أبانمي أن السوق السوداء لمبيعات النفط محدودة جدا قياسيا بما يتم تداوله في الأسواق الرسمية؛ إذ يصل إلى نحو مليون برميل، ولا يشكل أي تأثيرات في الدول المستهلكة.

وبين أن السعودية تملك القدرة على تهدئة التوتر الذي يطول أسواق النفط والمخاوف المتعلقة بنقص الإمدادات من خلال رفعها حجم الاستثمارات في تقنية إنتاج النفط إلى أن صبحت تملك القدر على زيادة إنتاجها إلى 12.5 مليون برميل يوميا في الوقت الذي تصدر حاليا نحو 8 ملايين برميل إلى الأسواق.

وحول ارتفاع أسعار التأمين أوضح رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية أن الارتفاع الذي سجلته أسعار التأمين على الناقلات النفطية مع نشوب الأزمة وبلوغها حد الذروة وصلت إلى 45 في المائة، مشيرا إلى أنها قليلة جدا إذا تمت مقارنتها بتأثيرها في سعر التأمين على البرميل أي بما يعادل دولار واحد.

من جانبها قالت ريما أسعد الخبيرة الاقتصادية لـ«الشرق الأوسط»، إن «أسعار السلع بما فيها الذهب والأصول الأخرى تتأثر في وقت الأزمات وتصل ذروتها إلى أن تتضح معالم الأزمة، ومن الملاحظ أن الأزمات السابقة مثل حرب العراق شكلت تأثيرات كبيرة في الأسواق العالمية، إلا أن ما يحدث مع التطور في نقل المعلومات والأخبار جعل هناك تحركات مبكرة لدى المستثمرين الذين يتوقعون الأسعار قبل دخول الأزمة بفترة طويلة؛ مما يؤثر بشكل كبير في الأسواق، مشيرة إلى أن ملامح العمل العسكري في سوريا أصبح واضح المعالم، وقد يعطي خلال الأيام المقبلة نوعا من الاطمئنان للمتعاملين في الأسواق.

ويقدر حجم استهلاك العالم من النفط يبلغ 40 مليون برميل يوميا، يمثل الوقود الأحفوري ما نسبته 80 في المائة من الاستهلاك العالمي، إلى جانب العوامل التي تزيد الاستهلاك العالمي مثل زيادة السكان والحركة الاقتصادية.

وكانت أسعار النفط ارتفعت في الآونة الأخيرة بسبب التوترات التي شهدتها مصر والمخاوف من أن تمتد إلى قناة السويس أو تؤثر في حركة الإمدادات عبر القناة وقبل أن تهدأ المخاوف بشأن مصر اندلعت المخاوف بشأن عزم الولايات المتحدة وحلفائها شن ضربة عسكرية ضد مواقع سوريا.

وهناك مخاوف من أن يرتفع سعر البرميل إلى 150 دولارا للبرميل إذا ما توسع الصراع في المنطقة بعد ضرب سوريا.