شكوك حول إبلاغ إسرائيل بموعد الضربة الأميركية في سوريا

استئناف توزيع الكمامات الواقية من الغازات السامة اليوم

TT

تكتمت إسرائيل على فحوى مكالمة بين وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون ونظيره الأميركي تشاك هيغل، أمس، واكتفت بالقول إن الأخير اتصل بالأول وأطلعه على آخر المستجدات الخاصة بالهجوم الأميركي العسكري المحتمل على سوريا، ردا على استخدام الأسلحة الكيماوية في ريف دمشق. غير أن مصادر أمنية ربطت بين ذلك وموعد الضربة العسكرية لدمشق.

وقالت مصادر أمنية مطلعة للإذاعة الإسرائيلية إنه من المفترض أن تتلقى إسرائيل إنذارا مسبقا قبل وقت قريب من تنفيذ الضربة. ولا يعرف إذا كان هيغل أبلغ يعالون بذلك أم لا. لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية أخذت تروج لضربة وشيكة وقريبة. ورجح التلفزيون الإسرائيلي أن تنفذ الضربة خلال 48 ساعة. ونقل مراسل التلفزيون الإسرائيلي من واشنطن عن مصادر أن الضربة ستكون محدودة، وسوف يطلق خلالها قرابة 100 صاروخ من نوع «توماهوك» ضد 50 هدفا في الأراضي السورية.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله لحاخامين يهود إن عليهما الاعتماد عليه في الشأن السوري، في إشارة منه إلى عزمه توجيه الضربة العسكرية. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من الانشغال الذي يعيشه الرئيس الأميركي بسبب الملف السوري، فقد وجد وقتا ليهنئ الحاخامات اليهود بحلول رأس السنة العبرية، إذ قدم التهاني عبر «كونفرنس» بحضور نحو ألف حاخام قائلا لهم «شنا توفا» (عيد سعيد بالعبرية). وسأل أحد الحاخامات الذين حضروا اللقاء، أوباما «إن لم تتحرك نحو سوريا، كيف سنعتمد عليك في موضوع إيران النووي؟»، فرد عليه أوباما «لن أقول لكم ماذا أنوي أن أعمل في الشأن السوري، لكنكم سترون النتائج. يمكنكم الاعتماد علي».

وبينما تدق طبول الحرب، تواصل إسرائيل الاستعداد لسيناريوهات مختلفة على الرغم من أن التقييمات الأمنية لا تشير لإمكانية أن يرد الرئيس السوري بشار الأسد في إسرائيل. وتستأنف اليوم عملية توزيع الكمامات الواقية من الغازات السامة على الإسرائيليين، وكان الجيش نشر أول من أمس بطارية جديدة من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ في تل أبيب، ووجهت إلى الشمال نحو سوريا بشكل مغاير لما كانت عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما كانت موجهة نحو الجنوب لاعتراض الصواريخ القادمة من قطاع غزة.

ولا يحبذ الإسرائيليون أن تدخل إسرائيل في حرب مع سوريا. وقالت أغلبية إنها لا تريد ذلك. وقالت «يديعوت» إن إسرائيل أصلا ليست جاهزة لمثل هذه الحرب.

وتبين من فحص للملاجئ في تل أبيب أن 83 في المائة منها غير صالح للاستخدام. وأجرت جمعية «ثقافة السكن» في إسرائيل الفحص، بتعليمات من الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وانتقدت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدم جاهزية إسرائيل، وقالت «يديعوت» إنه في حال تحقق سيناريو مهاجمة سوريا لإسرائيل فإن مدينة تل أبيب لن تكون جاهزة للتعامل مع هجوم كيماوي. وطالبت زعيمة المعارضة الإسرائيلية، أمس، شيلي يحيموفيتش، بعدم تدخل إسرائيل في الشأن السوري.

وقالت إنه يجب توخي المتحدثين الإسرائيليين الحذر في تصريحاتهم. وأَضافت يحيموفيتش في حديث لموقع «والا» الإلكتروني إن إسرائيل يجب أن تدع الولايات المتحدة تقرر بنفسها توقيت الهجوم المحتمل على سوريا من دون ضغوطات أو تأثيرات.

وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قالت أول من أمس إن كثيرا من الوزراء المسؤولين رفيعي المستوى في المجلس الأمني والسياسي المصغر (الكابينت) غير متحمسين لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول سوريا. وقالت مصادر إسرائيلية إنه في الوقت الذي لا يترك فيه نتنياهو شيئا للخيال وهو يهدد بردود غير متوقعة على أي صواريخ سوريا، فإن غالبية المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أنه يجب إبداء قدر أكبر من ضبط النفس والتزام الصمت حيال المسألة.

ويعتقد مسؤولون في المؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل أن نتنياهو يصنع خطأ استراتيجيا عندما يضع نفسه مكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ويهدد بتدمير سوريا. ويرى هؤلاء أن نتنياهو يريد تحقيق مكاسب شخصية من وراء ذلك، إذ يعتبر أن تأييد ضربة أميركية ضد سوريا هو فرصة مواتية لنقل رسائل مختلفة، للجمهور الإسرائيلي، وللرئيس السوري، ولحزب الله، وللبيت الأبيض كذلك، إلى جانب تحسين صورته وكسب فترة أطول في الحكم.

وفي حين تواصل إسرائيل الاستعداد لإمكانية مهاجمة الولايات المتحدة لسوريا، تريد الولايات المتحدة من إسرائيل ضبط النفس. وهذا ما طلبه قبل يومين جنرالات أميركيون من رئيس الأركان الإسرائيلي بيني غانتس.