الرئيس اليمني يعيد 700 ضابط جنوبي إلى القوات المسلحة والشرطة

70 قتيلا في المواجهات بين جماعة الأحمر والحوثيين شمال صنعاء

TT

أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الليلة الماضية، عددا من القرارات الجمهورية المتعلقة بتسوية أوضاع العسكريين الجنوبيين، وأشارت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إلى عدد من القرارات التي تضمنت إعادة نحو 700 ضابط إلى الخدمة في القوات المسلحة ووزارة الداخلية وجهاز الأمن السياسي (المخابرات)، وهم ممن جرى إيقافهم عن العمل وإحالتهم إلى التقاعد في ظل نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح عقب حرب صيف عام 1994. ونصت القرارات الرئاسية على تطبيق استراتيجية الأجور بحق الذين أعيدوا إلى الخدمة في ضوء هذه القرارات التي رقي بموجبها هؤلاء الضباط المبعدين.

وتعد هذه البادرة من أبزر الخطوات في إطار تطبيع الأوضاع في الساحة اليمنية، كما أصدر هادي قرارا بإنشاء صندوق خاص لجبر الضرر لضحايا حقوق الإنسان.

من جهة أخرى قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن أكثر من 70 شخصا قتلوا وأصيب 200 آخرون في مواجهات مسلحة في محافظة عمران جراء المواجهات الدائرة بين جماعة الحوثي وجماعة حميد الأحمر القبلية.

وتدور المواجهات في مناطق العشة والعصيمات ووادي دنان بمحافظة عمران (شمال العاصمة صنعاء). وأضافت المصادر: «استخدمت أسلحة مختلفة في هذه المواجهات التي جاءت بعد فترة قصيرة على تمكن لجنة أخرى من وقف المواجهات في منطقة دماج بمحافظة صعدة بين الحوثيين والسلفيين». وشكلت في اليمن لجنة خاصة لوقف القتال في محافظة عمران بشمال العاصمة صنعاء بين جماعة حميد الأحمر القبلية وجماعة الحوثي المتشددة، في حين دعت حكومة الوفاق الوطني إلى تحكيم العقل في تلك المنطقة، في وقت فرض فيه مسلحو «الحراك الجنوبي» العصيان المدني بالقوة في عدد من المحافظات الجنوبية. واستقبل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، لجنة خاصة لوقف المواجهات العسكرية في محافظة عمران بين جماعة الحوثي وجماعة الشيخ حميد الأحمر القبلية في منطقة العصيمات. وشدد هادي على ضرورة وقف التداعيات والاختلالات الأمنية ووضع حد للمواجهات المسلحة التي لا تخدم أحدا ويعاني من تبعاتها المواطنون الآمنون وتخلف وراءها شرخا في المجتمع يتضرر منه الجميع ولا يستفيد منه أحد. وأكد الرئيس اليمني دور العقلاء والوجهات والمشايخ من الطرفين العصيمات والحوثيين لوقف الاختلالات التي شهدتها مديرية القفلة ووادي دنان ووضع حد لتلك الأعمال التي يستنكرها الجميع إلا أنها بحاجة إلى التحلي بالشجاعة والحكمة والعمل الصادق لإنهائها وعمل توافق وصلح عام بين الطرفين. من جانبه، اتهم حميد الأحمر، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه جماعة الحوثي ببدء الأزمة والتعدي عليه ووقف خدمة شركة الهاتف الجوال التي تتبعه في محافظة صعدة، كما اتهم أطرافا في النظام السابق بالتحالف مع الحوثيين لمحاربته واتهامه بمهاجمة الهاشميين، حيث نفى ذلك بصورة تامة.

كما أصدر الرئيس اليمني، أمس، جملة قرارات جمهورية متعلقة بتسوية أوضاع العسكريين الجنوبيين. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن القرارات تضمنت إعادة نحو 700 ضابط إلى الخدمة في القوات المسلحة ووزارة الداخلية وجهاز الأمن السياسي (الاستخبارات)، ممن جرى إيقافهم عن العمل وإحالتهم إلى التقاعد في ظل نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح عقب حرب صيف عام 1994. ونصت القرارات الرئاسية على تطبيق استراتيجية الأجور بحق الذين أعيدوا إلى الخدمة في ضوء هذه القرارات التي رقي بموجبها الضباط المبعدون. وجاءت القرارات الرئاسية في ضوء لجان خاصة شكلها الرئيس هادي لدراسة أوضاع الضباط المبعدين وإنصافهم، سعيا لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، وبالأخص ما يتعلق فيه بالشق الخاص بالقضية الجنوبية. من ناحية أخرى، واصلت لجنة الـ«16» المشكلة من الشماليين والجنوبيين للتفاوض المباشر بين الشطرين سابقا، اجتماعاتها في صنعاء. وقالت مصادر دبلوماسية يمنية، إن المبعوث الأممي جمال بن عمر حضر الاجتماع الثاني للجنة التي شكلت أول من أمس، وبحسب مصادر رسمية، فإن المداخلات تطرقت إلى أهمية «تحديد فترة انتقالية قبل الانتقال إلى شكل الدولة القادمة، سواء أكان اتحاديا من عدة أقاليم أو فيدراليا من إقليمين اثنين»، حيث شددت المداخلات على «الحاجة إلى تشخيص عميق للأزمة الحالية والاستجابة إلى الاشتراطات الواقعية التي تنتج بدورها حلولا واقعية تحقق المصالح العليا للمجتمع اليمني شمالا وجنوبا».

وفي جانب آخر، فرضت عناصر من «الحراك الجنوبي» أمس، العصيان المدني في بعض المناطق جنوب البلاد، وقالت مصادر محلية، إن أبرز المناطق التي جرى فرض العصيان هي محافظة لحج التي تشهد اختلالات أمنية واسعة النطاق في الآونة الأخيرة وهي المحافظة، والتي شهدت بدورها مقتل عدد من الطيارين في عملية اغتيال، كما استولى مسلحون في عدن يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي على المركز الوطني للتحصين في حي خور مكسر. وعلى صعيد آخر، قالت مصادر أمنية، إن قوات الأمن في محافظة مأرب بشرق البلاد ألقت القبض على أربعة أشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، وذلك في سياق عمليات ملاحقة العناصر المتشددة التي تنشط بصورة كبيرة في محافظة مأرب، في الأثناء التي تتزايد فيها أنشطة «القاعدة» وعمليات الاغتيالات التي تطال ضباط أجهزة الأمن والمخابرات.