نزوح 13 ألف شخص جراء عودة التوتر إلى جنوب الفلبين

مسلحون رافضون للمفاوضات مع الحكومة يحتجزون مدنيين كرهائن

مدنيون نزحوا إلى ملعب رياضي هربا من تجدد الهجمات بين قوات الأمن ومسلحي جبهة مورو للتحرير الوطني في زامبوانغا بجنوب الفلبين أمس (إ.ب.أ)
TT

فر آلاف الأشخاص في الفلبين، أمس، من معارك تجددت بين قوات الأمن ومتمردين رافضين للمفاوضات الحالية مع الحكومة حول مستقبل الوضع في جزيرة ميندناو التي تقطنها غالبية مسلمة. وكان نحو مائتي مسلح تابعين لجبهة مورو للتحرير الوطني قد هاجموا مدينة زامبوانغا الساحلية في الجنوب واحتجزوا عشرات المدنيين كرهائن. وعلى أثر ذلك، لجأ 13 ألف شخص على الأقل من القرى المجاورة إلى ملعب لكرة القدم في زامبوانغا التي يسكنها مليون نسمة وتقع في جزيرة ميندناو.

وقالت المتطوعة بيث دي: «نحاول أن نوفر لهم أفضل الظروف الممكنة»، معربة عن الأسف لنقص الأماكن والمنشآت الصحية للاجئين. وتحولت شوارع المدينة وضواحيها الخالية إلى ميادين حرب حقيقية. وفي حي سانتا كاتالينا على بعد ثلاثة كيلومترات من ملعب كرة القدم، تبادل الجنود الفلبينيون النار مع متمردين كانوا يحتجزون نحو عشرة أشخاص رهائن يستخدمونهم دروعا بشرية، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان أحد المدنيين يلوح بوشاح أبيض ربطه إلى عصا. وفي منطقة أخرى بالمدينة ألقي القبض على ثلاثة متمردين جرحى بعد تبادلهم الرصاص مع أفراد من الشرطة كانوا يحرسون حاجزا على طريق لمنع المتمردين من احتلال أحياء أخرى في المدينة. وبحسب آخر حصيلة رسمية أوردها المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل رامون زاغالا، فإن الهجوم الذي شنه المتمردون أوقع 12 قتيلا و21 جريحا.

وأعلنت رئيسة بلدية زامبوانغا ماريا إيزاييل كليماكو سالازار لإذاعة محلية، أن السلطات بدأت مفاوضات مع المتمردين للتوصل إلى الإفراج عن الرهائن، لكنها لم تسفر عن نتيجة. وقالت إن «أولويتنا هي سلامة كل الرهائن فعلا. سيعمل الجيش على تحريرهم ويمنع أي توغل جديد داخل المدينة». ورد المتحدث باسم الجيش بأن الجنود لم يتلقوا سوى الأمر بمحاصرة المتمردين ومنع امتداد المعارك إلى أحياء أخرى. وأغلقت المدارس والمتاجر والهيئات الحكومية أبوابها لليوم الثالث بسبب الهجمات، في حين جرى أيضا تعليق الرحلات الجوية والبحرية.

يذكر أن جبهة مورو للتحرير الوطني كانت وقعت اتفاق سلام مع الحكومة في 1996 وتخلت عن المطالبة بالاستقلال مفضلة حكما ذاتيا بسيطا للمنطقة. ومنذ أشهر عدة تبحث مانيلا من جهة أخرى هي جبهة مورو الإسلامية للتحرير، التي تريد إقامة منطقة حكم ذاتي من الآن وحتى عام 2016. واعتبر مؤسس جبهة مورو للتحرير الوطني نور ميسواري، أن هذه المفاوضات تهمش حركته ومعاهدة 1996، وأعلن بالتالي «استقلال» مناطق الجنوب، حيث غالبية السكان من المسلمين، ودعا الرجال إلى مهاجمة الأبنية الحكومية.