الملك محمد السادس يعطي الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي في المغرب

دشن معهدا متخصصا بمعدات الطائرات

الملك محمد السادس لدى إعطائه الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي في المغرب أمس (ماب)
TT

أعطى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أمس، بمدرسة «غاندي» في الدار البيضاء، الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي الجديد 2013 - 2014. وكذا انطلاق مبادرة «مليون محفظة» (حقيبة)، التي سيستفيد منها هذه السنة نحو أربعة ملايين تلميذ.

ويكتسي الدخول المدرسي لهذا الموسم طابعا خاصا، وذلك اعتبارا لكونه يأتي غداة الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي بمناسبة الذكرى الستين لثورة الملك والشعب، الذي دق فيه ناقوس الخطر حول وضعية قطاع التعليم، إذ قام بتشخيص دقيق لمكامن الخلل التي تشوبه، ودعا في هذا الإطار إلى تفعيل المجلس الأعلى للتعليم في صيغته الحالية، في انتظار إقرار النصوص القانونية المتعلقة بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وذلك إعمالا للأحكام الانتقالية المنصوص عليها في الدستور.

وبخصوص مبادرة «مليون محفظة»، التي كان الملك محمد السادس قد أطلقها سنة 2008 وتنظم كل سنة، وتهدف إلى تعميم التعليم الأساسي وتكريس طابعه الإلزامي، بما من شأنه ضمان تساوي الفرص في مجال التعليم ومحاربة ظاهرة الانقطاع عن التعليم.

وسيستفيد من هذه العملية، تلاميذ التعليم الابتدائي والثانوي، من مختلف المدن والأقاليم، وتمنح الأولوية للتلاميذ المنحدرين من القرى بنسبة 62%.

وبهذه المناسبة، زار الملك محمد السادس عدة فصول بمدرسة «غاندي» التي تشتمل على 15 فصلا، منها تسعة أقسام مخصصة لتحفيز الاندماج الاجتماعي للأطفال في وضعية إعاقة أو الذين يعانون صعوبة التأقلم. وبعد ذلك، أشرف على تسليم حقائب، وكتب مدرسية لفائدة 15 تلميذا بمدرسة «غاندي»، من بينهم خمسة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك إيذانا بانطلاق المبادرة الملكية «مليون محفظة».

من جهة أخرى، دشن الملك محمد السادس بالدار البيضاء أمس المعهد المتخصص بمعدات الطائرات ولوجستيك المطارات في منطقة النواصر.

ويأتي المعهد الجديد، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 72.2 مليون درهم، (نحو 9 ملايين دولار) لمواكبة الطفرة التي يشهدها قطاع صناعة الطيران وتفعيل الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، كما يستجيب للاحتياجات من الموارد البشرية المؤهلة وعالية المستوى، وللفاعلين في مجال صناعة الطائرات المتمركزين بالمغرب، لا سيما أولئك المستقرون بالقطب الجوي للنواصر.

وسيشكل هذا القطب الخاص بالتكوين، المشيد على مساحة 15 ألف متر مربع، بما في ذلك 8940 مترا مربعا مغطاة، رافعة مهمة لهذه الصناعة ذات القيمة المضافة العالية، لا سيما في مجالات لحام الطيران، والمواد المركبة لمعدات الطائرات، وملاءمة وتركيب خلايا الطائرات، والميكاترونيك، والتصنيع على الآلات ذات التحكم الرقمي. وستؤمن المؤسسة التي تشتمل على فضاءات وتجهيزات تتماشى مع المعايير والمقاييس الدولية، عرضا واسعا من التكوينات، التي يوفرها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بتنسيق مع مهنيي القطاع.

ويأتي إنجاز هذا المعهد لتعزيز مكانة القطب الجوي للنواصر الذي يسير نحو التحول إلى حاضرة حقيقية للطيران، حيث يستقبل عددا متزايدا من الشركات العالمية في مجال الطيران، التي تبحث عن فرص النمو مثل «بومبارديي»، و«بوينغ»، و«إيدس»، و«سافران»، و«لو بيستون فرونسي»، و«كروزي آيرونوتيك»، و«راتيي فيجيك».

ويضم هذا القطب عدة تخصصات، وسيمكن تجميع هذه الأنشطة الصناعية، ذات التكنولوجية العالية، المغرب من التموقع على الساحة الدولية لهذه الصناعة الدقيقة وذات القيمة المضافة العالية. وبهذه المناسبة، ترأس الملك محمد السادس حفل التوقيع على اتفاقيتي شراكة بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والخطوط الملكية المغربية والمكتب الوطني للمطارات، تهدفان إلى تطوير التكوين المهني في مجال صناعة الطائرات.