ـ ياسين بقوش لـ «الشرق الأوسط»: فكرة «مرايا» ياسر العظمة ليست له

هذا هو اسمي الحقيقي ولو غيرته لكان من الممكن أن يحصل معي ما حصل مع حسني البورظان

TT

الحوار مع فنان الكوميديا السوري «ياسين بقّوش» حوار يأخذ نكهة خاصة، حيث أن ياسين عمل في الفن منذ 45 سنة وما زال مستمراً، وكونه كان ضمن مجموعة فنية تميزت في القرن الماضي بأعمالها الكوميدية المهمة، حيث عمل إلى جانب نهاد قلعي ودريد لحام ورفيق سبيعي وعبد اللطيف فتحي وغيرهم، فقدموا أعمالاً كوميدية ما زالت تلقى جماهيرية كبيرة رغم مرور سنوات كثيرة على إنتاجها وبعضها بالأبيض والأسود.

ولياسين بقوش آراء كثيرة في زملائه القدامى ورفاق دربه في الفن وفي قضايا فنية عديدة يتحدث عنها في الحوار التالي الذي خصَّ به «الشرق الأوسط»:

* لنبدأ من الأخيرة، ماذا لديك حالياً من أعمال فنية؟

ـ أحضر حالياً لعمل تلفزيوني جديد اسمه (أصدقائي المحترمين) وقمت بكتابة السيناريو له، والمسلسل يتحدث عن ياسين الانسان البسيط اليتيم الأب والأم والذي يشرف عليه مختار الحارة (أبو صياح) ـ رفيق سبيعي ـ وياسين الفقير له (عم) ولا يعرف عنه شيئاً، يعيش في الغربة منذ الاحتلال الفرنسي، حيث كان يعمل مع الثوار ومطارداً من قوات الاحتلال فيهرب إلى الخارج ويعيش في الغربة نصف قرن، وعندما يأتي ليشاهد أهله، لا يجد منهم سوى ياسين الشاب البسيط الفقير وهو غير متزوج وليس عنده أولاد فيتبنى ياسين ويعطيه أموالاً كثيرة من ثروته الكبيرة التي جمعها في الغربة، فيقوم ياسين باستثمارها بشكل غير صحيح مع أصدقائه، وعندما يقع ياسين في الورطة ويدخل السجن، يتخلى عنه أصدقاؤه، ولا يقف بجانبه سوى عمه الذي يقول له أين أصدقاؤك المحترمون الذين كانوا معك عندما كانت أموالي تستثمرها والآن تخلوا عنك ولم ينقذوك، وهنا يعي ياسين ويفهم الحياة وبعد خروجه من السجن يشتغل ويتزوج.

* وماذا عن أعمالك السابقة وتاريخك الفني الطويل؟

ـ حياتي الفنية بدأت سنة 1956. مع المرحوم الاستاذ عبد اللطيف فتحي في فرقة المسرح الحر وحتى عام 1960 حيث انتسبت لفرقة مسرح العرائس في وزارة الثقافة السورية وتدربت لفترة طويلة في مجال إخراج الدراما وتحليل الشخصيات على يد خبراء أوروبيين. وقدمت بعدها مع الأستاذ عمر حجو بعض التمثيليات والاسكتشات في برامج الأطفال وبرامج التلفزيون الاسبوعية. في عام 1969 تركت الوظيفة وأسست مسرح الشوك مع عبد اللطيف فتحي وقدمنا أول عرض مسرحي في المركز الثقافي السوفياتي في «أبو رمانة» وحضرها في وقتها الزملاء الفنانون ومنهم الأستاذ دريد لحام، وبصفته كان نقيباً للفنانين تبنى هذا المسرح ووضع اسمه عليه في أول مهرجان للفنون المسرحية بدمشق.

وقدمنا بعدها عروضاً ناجحة لمسرح الشوك ولكنه توقف سنة 1974 وأسست أنا والأستاذ يوسف حرب فرقة أطلقنا عليها التجمع النقابي الفرقة الدرامية وقدمنا عروضاً مسرحية كثيرة ما زالت مستمرة، حيث نقدم حالياً عملاً استعراضياً جميلاً اسمه (لعبة حب وفن) على مسرح سينما الدنيا بدمشق. وفي مجال التلفزيون قدمت أعمالاً كثيرة مع الفنان دريد لحام منها (صح النوم.. وين الغلط وادي المسك) وغيرها وكانت أعمالاً موفقة والحمد للّه. وابتعدت بعدها عن الأستاذ دريد حيث قدمت اعمالاً تلفزيونية عديدة مع شركة الشام وقناة الـ ART المشفرة ومنها: (ياسين فيديو كليب) و(حدث في المطبخ) و(ياسين تورز).

* على ذكر الأستاذ دريد لحام. هناك من يتهمه من زملائه القديمين بأنه تخلى عنهم في أعماله اللاحقة بعد صح النوم وحمام الهنا ووادي المسك ما رأيك في ذلك، وهل تخلى عنك أنت أيضاً؟

ـ دريد لحام لم يتخل عن أحد، وهو لم يتخل عني أبداً، ولكنني أنا اعتذرت عن المشاركة في المسلسلات الأخيرة للأستاذ دريد، فقد طلب مني المشاركة في مسلسل (أبو الهنا) وقرأت المسلسل، وخيرني بإحدى شخصيات المسلسل، ولكن لم يعجبني المسلسل فاعتذرت عن المشاركة. في مسلسل (عودة غوار) كان مقرراً أن آخذ شخصية صديق غوار (التي أداها الاستاذ حسام تحسين بك) وكان اسمها (ياسين) في السيناريو ولم تكن (تحسين) فقرأت الشخصية ووجدت أنها في النهاية ستتآمر على غوار وسيُدْخِل ياسين غوار السجن، وهذا لم يقنعني ففي الاعمال السابقة كان ياسين الطيب لا تغريه النقود ولا يتآمر على غوار لإدخاله السجن، لذلك اعتذرت عن أداء الشخصية. وهذا يدل على أن الاستاذ دريد لم يتخل عني أو عن غيري من زملائه.

* ولكنه تخلى مثلاً عن الأستاذ رفيق سبيعي؟

ـ لا أعتقد أن هناك تخلياً وإنما ـ باعتقادي ـ أن المسلسلات الجديدة ليس فيها دور يناسب الاستاذ رفيق، في السابق كان المرحوم نهاد قلعي يكتب النصوص والادوار في المسلسل على قالب شخصيات غوار الطوشة وأبو صياح، فالنص يناسب غوار صاحب المقالب ويناسب نهاد الذي توجه ضده هذه المقالب وتناسب أبو صياح قبضاي الحارة وعندما توفي الاستاذ نهاد، جاء الكتاب الجدد ولم يتقيدوا بمثل هذه الافكار حيث أصبحت أفكارهم بعيدة عن شخصيات غوار وأبو صياح وفطوم معلمة غوار وياسين درويش الحي الذي يجرب أهل الحي عضلاتهم فيه ولا يستطيع (مخانقة) أحد منهم ولم يعودوا يرسمون شخصية أبو صياح (الزكرت) الذي يحمي الحارة. هذه الشخصيات كان يحبها نهاد قلعي أما الكتاب الجدد فلهم وجهات نظر أخرى في الشخصيات. فلم تعد هناك شخصية مثلاً تناسب أبو صياح أو فطوم وغيرهما.

وللأستاذ دريد الحق أيضاً في أن يبحث عن اسمه ونجاحه، فعندما تكون شخصية مناسبة لأبي صياح لن يقول لأحد تعال أدها وكذلك الحال معي. المهم هنا أن النصوص هي الاساس في انتقاء الشخصيات.

* هل اسمك الحقيقي (ياسين بقوش) أم هو غير ذلك كما حال غوار الطوشة وحسني البورظان (نهاد قلعي) وأبو صياح (رفيق سبيعي) وأبو عنتر (ناجي جبر)؟

ـ ياسين بقوش هو اسمي الحقيقي، وكنت صائباً في قراري عندما لم أغير اسمي، فمثلاً شخصية حسني البورظان التسمية الفنية للمرحوم نهاد قلعي سببت له عدة مشاكل، ومنها المشكلة التي حصلت معه في أحد المطاعم عندما حصلت (خناقة) مع بعض الناس بسبب كلمة بورظان سببت للمرحوم نهاد شللاً وتعطل عن العمل الفني.

* ولكن الاستاذ دريد لحام كان اسمه الفني غوار الطوشة ولم تسبب له التسمية مشاكل؟

ـ هذا صحيح وممكن، وللعلم فإن الاستاذ نهاد قلعي هو من أطلق على الاستاذ دريد اسم غوار الطوشة إذ كان الاستاذ نهاد يبحث عن شخصية تعمل مقالب ومكائد يؤديها الاستاذ «دريد» وكان هناك في التلفزيون السوري موظف فراش اسمه غوار، أعجب بالاسم المرحوم نهاد وأضاف له كلمة طوشة والتي تعني (الخناقة) بالحي الشعبي، وهي تطابق الشخصية المرسومة في المسلسل للاستاذ دريد.

* يلاحظ المتابع لمسيرتك الفنية انقطاعك عن التلفزيون لفترات واعتمادك على المسرح لماذا؟

ـ قبل رحيل الاستاذ نهاد قلعي بثلاث سنوات كتب لنا مسلسل عريس الهنا وصورناه بالملون وبث في العالم العربي، وافتقدنا برحيل الاستاذ نهاد بعد ذلك النصوص المناسبة، وبدأنا رحلة البحث عن النصوص الجميلة لأنه من الصعب أن تبني شخصية يحبها الناس وان تحافظ عليها، وهذا ما حاولنا فعله واعتذرت عن العديد من الاعمال والنصوص لأنها لا تناسب مزاجي، بعدها اشتغلت أنا والفنان ناجي جبر (أبو عنتر) مسلسلاً للتلفزيون السوري اسمه (تلفزيون المرح)، فقام الاستاذ ياسر العظمة بأخذ نفس الفكرة من هذا المسلسل وسماه (مرايا)؟!.. بعدها عملنا مسلسلاً اسمه (انترياسو شنك) نفذنا منه عشر ساعات ولم تكمله الشركة، وتم بيعه للتلفزيون السعودي بحلقاته المنفذة فقط من قبل الاستاذ فيصل مرعي ثم بدأت بالتعاون مع المخرج عماد سيف الدين وشركة الشام ونفذنا الأعمال التي حدثتك عنها والتي عرضت مشفرة. ولذلك لم أنقطع كثيراً عن التلفزيون وإنما النصوص هي السبب في ذلك.