روما ما زالت تعاني من شغب الجماهير والإساءات العنصرية

جماهير فريقي العاصمة الإيطالية روما ولاتسيو لهما سجل طويل من الصدامات وحوادث العنف

TT

جاء الهجوم الذي قام به المشجعون المشاغبون (الهوليغانز) لفريق روما الإيطالي لكرة القدم على الحافلة التي تقل فريق فيرونا عقب مباراة الفريقين بالدوري الإيطالي في مرحلته الثانية ليدق ناقوس خطر جديد في ما يتعلق بأعمال العنف التي تعاني منها كرة القدم في العاصمة الإيطالية روما.

ولجماهير فريقي العاصمة الإيطالية روما ولاتسيو سجل طويل من الصدامات والحوادث العنصرية التي تشكل قلقت وإزعاجا مستمرا للسلطات في روما، على عكس جماهير فرق المدن الأخرى التي لا تتبع مثل هذه الأساليب المشينة في تشجيعها لأنديتها وعدم إثارتها للمشاكل في السنوات الأخيرة.

وأشار المرصد الوطني للفعاليات الرياضية بإيطاليا إلى انحسار أعمال الشغب المتعلقة بكرة القدم خلال الفترة بين عامي 2004 و2012، وهو ما لم تشعر به العاصمة التي خاض فريقاها أولى مبارياتهما هذا الموسم بالدوري الإيطالي من دون جماهير في الملعب الأولمبي بروما، بسبب إساءات عنصرية قامت بها جماهير الفريقين الموسم الماضي. وكان لقاء روما وفيرونا في الجولة الثانية من المباريات الصعبة بالنسبة للفريق العاصمي الذي كانت مبارياته مع فيرونا تتسم بالشراسة في الماضي، وهو الأمر الذي لم يتغير أيضا في الوقت الحالي رغم ابتعاد فيرونا عن دوري الدرجة الأولى الإيطالي لمدة 11 عاما.

ووقعت مصادمات خارج الملعب الأولمبي بروما، حينما لجأت الشرطة الإيطالية إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق الجماهير المشاغبة، مما أدى لإصابة العشرات من أفراد الأمن ورجال الشرطة الذين ألقوا القبض على أحد مشجعي فيرونا. ونصبت مجموعة من مشجعي روما كمينا للحافلة التي تقل فريق فيرونا عقب انتهاء مباراة الفريقين بالدوري الإيطالي والتي انتهت بفوز روما 3/صفر، وحطمت جماهير روما نوافذ الحافلة بعد رشقها بالحجارة، وهو ما أجبر لاعبي فيرونا ومسؤولي الفريق على قضاء الليلة في أحد فنادق العاصمة تحت حراسة الشرطة، التي رافقت الفريق يوم الاثنين إلى محطة القطار.

وصرح أندريا ماندورليني، المدير الفني لفيرونا، الذي لم يتعرض لأذى رغم جلوسه بجوار إحدى النوافذ المحطمة «كان من الممكن أن ينتهي الأمر بشكل أسوأ حقا، خاصة بالنسبة لسائق الحافلة». وأضاف ماندورليني «كنا نقود الحافلة بسرعة، لأننا كنا بالفعل في الطريق الدائري بمدينة روما حينما تم إلقاء الحجارة على الحافلة. ولو ألقيت الحجارة في واجهة الحافلة لكانت النتيجة سيئة للغاية بالنسبة للسائق».

ومن المتوقع أن يحد مرصد الفعاليات الرياضية من وصول جماهير روما إلى مباريات الفريق خارج ملعبه، بالإضافة إلى قيامه بتكثيف التحقيقات حول أعمال العنف التي تقوم بها. لكن من المتوقع أن تحدث مشكلة كالمعتاد حينما يلتقي روما مع لاتسيو ببطولة الدوري في 22 سبتمبر (أيلول) الحالي. وشهدت آخر مباراة قمة (ديربي) بين الفريقين في نهائي كأس إيطاليا، والتي انتهت بفوز لاتسيو بهدف نظيف في مايو (أيار) الماضي، أعمال شغب في مناطق مختلفة من العاصمة من قبل الجماهير التي هاجمت أيضا سيارات الشرطة وحطمت العديد من السيارات.

وعقب الهجوم على الحافلة، لم يفعل فلافيو توسي، عمدة فيرونا، الكثير لتهدئة الأجواء المشحونة، حيث قال إنه لو حدث نفس الأمر في فيرونا لتعرضت المدينة بكاملها للانتقادات. وأضاف توسي «في أي بلد متحضر تقوم باستبعاد هؤلاء الذين يشكلون خطرا على الأمن. في فيرونا، لن تترك الشرطة مثل هذا الأمر يحدث على الإطلاق. وكانت جماهير فيرونا تعرف في الماضي بهتافاتها العنصرية ضد اللاعبين من ذوي البشرة السمراء وضد الأندية الواقعة في جنوب إيطاليا أيضا».

كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن العمد لا يملكون السيطرة على أفراد الشرطة الذين يتبعون وزارة الداخلية. وقال فولفيو ديللا روكا، قائد شرطة روما، إن مشجعي روما لم يقتربوا من لاعبي فيرونا، وإن هذا الهجوم وقع بعيدا عن الملعب. أوضح ديللا روكا «إن خدماتنا لا تشوبها شائبة، ولكن لا يمكنك عسكرة المدينة بكاملها بسبب مجموعة من المجرمين».

لكن ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، قد صرح في وقت سابق بأن الاتحاد سيصعد الحرب على العنصرية باتخاذ إجراءات صارمة، منها معاقبة اللاعبين بالإيقاف لفترة طويلة وإغلاق الملاعب. وقال بلاتيني «يجب أن نفعل كل شيء للقضاء على العنصرية وحتى لا تقع أي حوادث في أي مباراة.» وأضاف بلاتيني أن الاتحاد الأوروبي قرر معاقبة اللاعبين أو المدربين الذين يدلون بتصريحات عنصرية بالإيقاف في عشر مباريات على الأقل، كما ستغلق الملاعب التي يتكرر وقوع الحوادث فيها.

وسبق أن تعرض ماريو بالوتيللي، لاعب ميلان صاحب البشرة السمراء، لصيحات عنصرية في الملاعب الإيطالية من الجماهير من نوعية «لا يوجد أي إيطالي أسود»، إضافة إلى تقليد بعض الجماهير لأصوات القردة.