الزهراني ينقذ اللاعبين السعوديين من «عزلة ما بعد الاعتزال» ببرنامج كندي

نجم الاتحاد والأخضر سابقا: تجربتي «المرة» قادتني لإطلاق المبادرة

TT

في مبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى الرياضة، أعلن خميس الزهراني لاعب نادي الاتحاد ونجم المنتخب السعودي المعتزل «الحاصل على ماجستير الإدارة الرياضية»، إطلاق شركة تطوير أعمال، تستهدف تأهيل اللاعبين السعوديين وتطويرهم خارج الملعب في مجالات عدة، بالإضافة إلى تقديم خدمات متنوعة أخرى لمنسوبي الوسط الرياضي بشرائحهم كافة، من دورات تأهيلية واستشارات.

«الشرق الأوسط» حاولت التعمق بشكل أكبر في تفاصيل المبادرة التي ستتولاها أول شركة سعودية تعمل في مجال التدريب والتطوير والاستشارات الرياضية، وذلك من خلال حديث مع خميس الزهراني الرئيس التنفيذي للشركة، الذي يرى أن اللاعب السعودي يشعر بفجوة كبيرة بينه والمجتمع، بعد اعتزاله لعب الكرة، قائلا: «عانيت في هذا الجانب كثيرا بعد مغادرتي الملاعب، فرغم أنني ميسور الحال ماديا ولله الحمد، فإنني بعد اعتزال الكرة بسنة أو سنتين واجهت صعوبات، وأتذكر أنني عندما عملت في إدارة مدرسة تعليمية خاصة، شعرت بصعوبة في التأقلم مع ذلك المجتمع، حيث إن أجواء الملعب ما زالت مؤثرة علي، وأعرف الكثير من زملائي اللاعبين، أتحفظ على ذكر أسمائهم، يجدون صعوبة في الاندماج مع المجتمع، وهم يعيشون في شبه عزلة حاليا، والبعض منهم ما زال يعيش حياة النجومية، غير مدرك أنه انتهى منها ودخل في طور ثان من الحياة، وكل ذلك يأتي بسبب غيابهم الاضطراري عن المجتمع، وكذلك بسبب عدم تأهيلهم لأنفسهم من خلال الدورات التطويرية».

ويضيف: «على الصعيد الشخصي، ربما كان المنقذ لي هو مشاركتي في الكثير من الدورات حتى وصلت إلى درجة من التوازن، والعودة إلى الوضع الطبيعي، فأنا الآن أحمل درجة الماجستير في الإدارة الرياضية، ولدي شهادة تدريب في الاتصال من المعهد الكندي، وتمكنت من تأسيس شركة التطوير الرياضي هذه، ولدي أهداف أخرى».

ويكشف الرئيس التنفيذي للشركة أن تطبيقهم البرنامج الكندي «كي بي آي» عن الدورات التي يستفيد منها اللاعبون، ويفصل: «كثير من اللاعبين السعوديين محصلته العلمية محدودة، وكوننا نقدم دورات فهذا لا يعني أن اللاعب يجلس في قاعة ويشاهد برامج، بل الأمر أكبر من ذلك، فاللاعب سيثري معلوماته، بجوانب هو في أمس الحاجة إليها، فهو سيتمكن من معرفة معنى الاتصال والتواصل، وإدارة الذات والوقت، وكذلك الاستثمارات المالية وغيرها الكثير، وكل هذه البرامج العملية ستنعكس عليه داخل الملعب، فمثلا عندما يأخذ دورات في الاتصال فهذا يعني أنه سيعرف أنواع الاتصال في الملعب، سواء الاتصال اللفظي أو البصري الذي عادة ما يكون مع زملائه اللاعبين أو مدرب الفريق، وكذلك إدارة النادي، وهناك نقطة مهمة أننا نساعد اللاعب في إيجاد الطريقة الأمثل لاستثمار العوائد المالية التي يتحصل عليها في مشواره الكروي، بحيث يضمن أن يجد ما يدر عليه المال عقب اعتزال الكرة».

ويؤكد اللاعب الدولي السابق أن النقطة المهمة التي يراها من خلال البرامج التي سيتحصل عليها اللاعبون، هي أنه عقب ختام اللاعب مشواره الرياضي، فإنه سيرى أن لديه محصلة عدد من الدورات والشهادات المعتمدة، فلا يكفي أن تكون حصيلته في الحياة هي ممارسة لعبة كرة القدم لمدة خمس أو عشر سنوات، فهذا بالطبع لا يفيد في الأعمال الأخرى، لذلك نحن سنمكن اللاعب من تكوين سيرة ذاتية يستطيع من خلالها أن يقدم نفسه كعضو فعال ومنتج في المجتمع.

وفيما يتعلق بمصير اللاعب بعد كرة القدم، يشرح الزهراني أن لديهم بعض التحليلات التي تساعد اللاعب على اختيار المجال الأنسب له: «نحن نخضع اللاعب الذي يتقدم إلينا لثلاثة اختبارات؛ الأول منها هو اختبار بروفايل، والثاني المسطرة، والثالث هو اختبار هيرمن، فعلى سبيل المثال: هل المجال المستقبلي الأفضل له هو التدريب، أو الإدارة الرياضية، أو التحليل الرياضي أو غيرها، والاختيار سوف يكون وفق أسس علمية، وإذا كشفت هذه الاختبارات عن ميول اللاعب لمجال معين، فإننا نستطيع تأهيله من وقت مبكر حتى يكون جاهزا تماما، عقب توقفه عن الكرة، ومثالنا العالمي هو النجم الإنجليزي واين روني فهو من الآن يجهز نفسه من خلال دورات تأهيلية إلى وجهته المستقبلية عقب الكرة».