مشاركة النجيفي في عزاء والدة سليماني تفجر خلافا داخل القائمة العراقية

جبهة المطلك تعتبر لقاءه قائد فيلق القدس الإيراني «استخفافا بدماء العراقيين»

TT

قللت كتلة «متحدون» التي يتزعمها رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي والمنضوية في القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي من أهمية حضور النجيفي مجلس العزاء الذي أقيم بمناسبة وفاة والدة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، خلال زيارته الحالية إلى طهران.

واعتبرت الكتلة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» أن الانتقادات التي وجهت والتي يمكن أن توجه للزيارة ستكون «فرصة للتشهير والتشكيك واستثارة الرأي العام بطريقة غير مسؤولة». وقالت: «لا شك في أن زيارة رئيس مجلس النواب والوفد البرلماني الرسمي المرافق له إلى إيران تكتسب أهمية استثنائية بسبب ظروف العراق وخصوصا الأمنية منها والظرف الذي تمر به المنطقة بشكل عام، وهي الأسباب الرئيسة للزيارة». وتابع أنه «مع هذه الأهمية التي اكتسبتها، إلا أن البعض وجد في زيارته لمجلس العزاء بوفاة والدة اللواء قاسم سليماني فرصة للتشهير والتشكيك واستثارة الرأي العام بطريقة غير مسؤولة تنم عن مواقف غير ودية مسبقة من النجيفي تحديدا لأسباب لا تخفى عن كل ذي بصيرة، وعن قصور واضح في الرؤية السياسية لأولئك الذين يتحينون الفرص للإساءة لشخص النجيفي ودوره في العملية السياسية وفي تحقيق مصالح العراق وشعبه وتطلعاته». وأضاف البيان «لكي لا ننجرف في تخرصات ومهاترات معروفة النيات والأهداف وبعيدة كل البعد عن الموضوعية في تناول الوقائع وتقييمها، نود توضيح أن زيارة رئيس مجلس النواب هي زيارة رسمية معلنة على رأس وفد من النواب الممثلين لمختلف الكتل السياسية الممثلة للشعب، لبحث المصالح العامة العليا للعراق وشعبه، وللمخاطر والتحديات التي تعصف به وبالمنطقة، وقد حضروا جميعا مجلس العزاء بصفتهم الرسمية هذه».

وأوضح البيان أن «النجيفي كونه شخص في موقع المسؤولية الرسمية يفرض عليه التزامات رسمية محددة، وخصوصا عندما يكون في زيارة ذات طابع رسمي بحت، وعلى هذا الأساس جاءت تعزية النجيفي والوفد المرافق له لمسؤول رسمي في الدولة الإيرانية، وعضو رئيس في الجانب الإيراني المفاوض مع الجانب العراقي حول البحث عن أطر لعلاقة متوازنة بين الدولتين، لتجنيب العراق وشعبه ما يمكن من المخاطر والتحديات اليومية بسبب التدخل في شؤونه الداخلية». ونوه البيان إلى أنه «بغض النظر عن حضور مجلس العزاء المشار إليه، فإن ذلك لم ولن يمنع رئيس البرلمان من بيان رأيه وموقفه الصريح والمعلن للمسؤولين الإيرانيين من طبيعة وحجم دورهم في العراق وتأثيره فيه، وبغض النظر عمن يقوم به ويؤديه، سواء كان اللواء سليماني أو غيره من المسؤولين الإيرانيين، وهذا بحد ذاته يشكل مقدمة مهمة ودعوة صريحة لإيران لانتهاج سياسة مختلفة تجاه العراق بدرجة أو بأخرى، وذلك ما تقتضيه المصلحة العامة للعراق وشعبه».

وفي حين اعتبر ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي أن مشاركة النجيفي في مجلس عزاء والدة سليماني هو «تعبير عن خلق النجيفي الرفيع وتقديره للأمور حق قدرها كرجل دولة»، فإن جبهة الحوار الوطني التي يتزعمها نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك والقائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي انتقدتا بشدة هذه المشاركة. وقال عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون، صادق اللبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما قام به السيد النجيفي أنه أدى ما يمكن أن يؤديه أي مسؤول عراقي رفيع المستوى يزور دولة جارة وترتبط بعلاقات واسعة مع العراق علما بأن هذا الواجب لأحد القيادات هناك تزامن مع الزيارة وبالتالي فإننا ننظر إلى هذا الأمر على أنه تعبير عن ذوق رفيع وتصرف مسؤول».

لكن جبهة الحوار الوطني انتقدت في بيان تصرف النجيفي وقالت: «طالما أكدنا على ضرورة إنهاء النفوذ الأجنبي على الساحة العراقية من أي جهة كانت، والسعي لبناء أفضل العلاقات مع جميع دول الجوار بطابعها العربي وغير العربي، لكن على أساس احترام السيادة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية والإمعان بإيذاء العراق وشعبه». وأضاف البيان أنه «انطلاقا من هذا المفهوم باركنا زيارة السيد النجيفي لتركيا وإيران لما لهاتين الدولتين من تأثير في المنطقة وضرورة توثيق العلاقات معهما ورسم صور جديدة من التعاون بما يعزز السيادة العراقية أولا، لكننا فوجئنا بما قام به السيد رئيس مجلس النواب من لقاء لقائد فيلق القدس قاسم سليماني تلك الخطوة التي شكلت بالإضافة إلى كونها خرقا للأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية، فإنها تعد انتهاكا للسيادة العراقية واستخفافا بمشاعر ودماء العراقيين التي سالت بأيادي الميليشيات المرتبطة بفيلق القدس الذي يرأسه سليماني، وما يحدث في ديالى من عمليات تهجير للعشائر العربية شاهد ودليل على تورط تلك الميليشيات».

وفي السياق نفسه، قال طلال الزوبعي، عضو البرلمان عن القائمة العراقية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما نريد قوله هنا أن سليماني متورط بدماء العراقيين وبالتالي فإنه كان على رئيس البرلمان وممثل القائمة العراقية أسامة النجيفي ألا يتورط هو الآخر بمثل هذه الأمور التي كان بإمكانه تجنبها». وأضاف الزوبعي أن «حضوره مجلس الفاتحة يعد خرقا كبيرا لأنه وضع يده بيد من تلطخت يداه بدماء العراقيين ولذلك فإننا نعدها مرفوضة ونقول إن ما قام به النجيفي يمثل نفسه ولا يمثل العراقية»، معتبرا أن «هناك اليوم هجمة شرسة ضد العراقيين من مكون معين يديره سليماني».