ميقاتي يعتبر الحوار بين اللبنانيين أساسيا للتوافق على المواضيع الخلافية

دعوات دبلوماسية من بيروت للإسراع بتشكيل حكومة «سياسية قوية»

TT

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي «ضرورة تمسك جميع الأطراف بالإيجابية من أجل التوافق على تشكيل حكومة جديدة»، معتبرا أن «استمرار الأوضاع على ما هي عليه راهنا سيزيد من تعقيد التحديات والملفات المطروحة، ولا سيما على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والمالية».

وقال ميقاتي، أمام زوّاره في السراي الحكومي أمس، «إن حكومة تصريف الأعمال، رغم مواكبتها الكاملة لكل متطلّبات المرحلة، لا يمكنها القيام بدور الحكومة المكتملة الأوصاف الدستورية، كما أن أي حلول يتم اعتمادها لتسيير عجلة الدولة، ضمن المعطيات الدستورية والقانونية، تبقى ناقصة، خصوصا أن مفهوم تصريف الأعمال وضع في الدستور لآجال قصيرة».

وأشار إلى أن «الحوار بين اللبنانيين مسألة أساسية من أجل التوافق على المواضيع الخلافية المطروحة وكيفية مقاربة ومواكبة تحديات المرحلة الراهنة محليا ودوليا، بكل تعقيداتها ومخاطرها»، موضحا أنه «كان يزمع إطلاق مبادرته الحوارية هذا الأسبوع بعدما أنجز وضع مسودتها، إلا أنه سيتريث في الإعلان عنها إلى حين اتضاح نتائج المبادرات المطروحة، ولعدم زيادة التعقيدات في المشهد السياسي اللبناني».

وتزامنت مواقف ميقاتي مع سلسلة مواقف دبلوماسية من بيروت دعت إلى الإسراع بتشكيل حكومة جديدة، في حين جدد حزب الله على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم التأكيد على أن «معادلة الجيش والشعب والمقاومة تعمدت بالدم والتضحيات، وهي سبب قيامة لبنان المستقل، ولا تحتاج إذنا من أحد». وقال: «هي روحنا وواقعنا وحياتنا، ومن أراد أن يقتلها يعني أنه يريد أن يقتلع أرواحنا، وهيهات منا الذلة وليجربوا حظوظهم إذا أرادوا».

وفي إطار المواقف الدبلوماسية، جدد عضو البرلمان الأوروبي فيرونيك دو كايسر الموقف الأوروبي الداعي لـ«تأليف حكومة سياسية قوية بأسرع وقت في هذا الظرف المتأزم»، معتبرا بعد زيارته ميقاتي أنه «من المهم أن تكون هناك حكومة سياسية قوية رغم أنها لن تحل كل تعقيدات الأزمة». وقال: «نحن في أوروبا سنساعدكم، لكن مهمة تأليف الحكومة هي من واجب اللبنانيين وهذه مسألة ملحة في الوقت الراهن».

وفي الإطار ذاته، شدد سفير فرنسا لدى لبنان باتريس باولي على أهمية «تأليف حكومة وفاقية تستطيع جمع اللبنانيين، والتصدي للتحديات التي يواجهها لبنان في ظل التطورات الإقليمية الحالية»، مؤكدا «دعم شخص رئيس الجمهورية الذي هو رمز الدولة ووحدة اللبنانيين».

وأكد باولي، بعد زيارته رئيس الحكومة المكلف تمام سلام أن «وجود حكومة أمر ضروري في المرحلة الراهنة»، مشيرا إلى أن «دعم فرنسا للمؤسسات يمر أيضا بدعمها للجيش اللبناني».

من ناحيته، شدّد السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل على أنه «من المهم الأخذ بإعلان بعبدا، القاضي بتحييد لبنان عن المحاور الإقليمية وأزمة سوريا، إذا أراد اللبنانيون أن يصلوا إلى أهدافهم لا سيما الاستقرار والأمن والمحافظة على بلدهم». وأعرب، بعد لقائه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون عن تفاؤله «بأن اللبنانيين لديهم القدرة ويستطيعون الوصول إلى ما يصبون إليه». وقال: «سنتابع الحوار لا سيما مع العماد عون وأيضا مع غيره من القوى اللبنانية».