شكوك في تصريحات الطبيب الخاص لطالباني «المطمئنة» حول صحته

مصدر كردي: الإعلان عن الوضع الحقيقي للرئيس سيأتي بعد انتهاء ولايته

TT

تناقضت تصريحات أطلقها الدكتور نجم الدين كريم الطبيب الخاص للرئيس العراقي جلال طالباني، مع تصريحات سابقة له أكد فيها «لن يعلق مرة أخرى على صحة الرئيس العراقي». فقد أكد كريم في بيان أول من أمس أن صحة طالباني «جيدة جدا»، و«يتلقى العلاج بشكل جيد»، مضيفا: «لقد تحدثت قبل عدة أيام هاتفيا مع الفريق الطبي المشرف على صحة الرئيس طالباني، واطلعت على آخر تطورات صحته، وبعد ذلك تحدثت مع فخامة الرئيس هاتفيا، عن آخر التطورات وعملية الانتخابات والحملات الانتخابية، وكان سعيدا جدا».

وتابع كريم، الذي يشغل منصب محافظ كركوك فضلا عن كونه قياديا في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني، قائلا: «أبشر جماهير شعب كردستان بأن صحة فخامة الرئيس جيدة جدا، وستكون أفضل وأحسن إذا علم بانتصار الاتحاد الوطني، وتوجه الجماهير الكبيرة إلى صناديق الاقتراع لدعم القائمة رقم 102 الخاصة بالحزب» في انتخابات برلمان إقليم كردستان التي سيجري الاقتراع فيها السبت المقبل. واستدرك قائلا: «إن هناك من ينشرون تصريحات غير صحيحة بشأن صحة فخامة الرئيس لأسباب انتخابية».

وفي اتصال مع مصدر كردي مطلع طلب عدم ذكر اسمه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن تصريحات كريم «تندرج بدورها في إطار دعاية انتخابية، إذ أنه يدعو مع التأكيد على تحسن صحة الرئيس جماهير كردستان إلى دعم قائمة الاتحاد الوطني»، مضيفا: «إنه لكثرة تكرار مثل هذه التصريحات من طبيبه الخاص لم يعد أحد يثق بتصريحاته». وأوضح: «إن الرئيس طالباني حاله حال أي شخص معرض للمرض وللموت أيضا، وقد جرى تضخيم الموضوع كثيرا حتى بات الناس لا يثقون حتى بتصريحات أطبائه، ومن الطبيعي جدا أن يمرض الإنسان ويصاب بالشلل أو عدم القدرة على الكلام، ولم يكن هناك أي داع لإخفاء حقيقة وضعه الصحي عن شعبه وأصدقائه، وكان يفترض أن تؤخذ الأمور بوقائعها، ولا أعتقد بأن مثل هذه الأمور ستؤثر على نتائج الانتخابات لو تعاملت معها قيادة الاتحاد الوطني وخاصة طبيبه الخاص في إطارها الطبيعي، وأعلنوا حقيقة وضعه الصحي، وليس إحاطته بمثل هذا الغموض والتصريحات المتناقضة التي لم تعد تقنع أحدا».

وحول حقيقة الوضع الصحي للرئيس، قال المصدر «رغم كثرة الشائعات التي راجت مؤخرا عن وفاته، ولكني متأكد بأنه ما زال حيا، فلا أحد يستطيع إخفاء وفاة شخص كل هذه المدة، وأعتقد بأنه ما زال في حالة الغيبوبة التي دخل بها منذ البداية، ولا نستطيع التكهن بالمدة التي سيكون عليها الرئيس، وأعتقد أن الإعلان عن الحالة الصحية الحقيقية للرئيس سيؤجل إلى حين إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في العراق التي ستتزامن مع انتهاء دورته الرئاسية، فيجب أن لا ننسى بأنه بعد الانتخابات البرلمانية الحالية في كردستان، ستكون هناك انتخابات لاحقة لمجالس المحافظات، ثم في ربيع العام المقبل ستكون هناك انتخابات مجلس النواب العراقي، وبانتهاء كل هذه الانتخابات سيعلن الوضع الصحي الحقيقي للرئيس طالباني».

وتساءل المصدر الكردي عن أسباب إطلاق مثل هذه التصريحات المتناقضة من الطبيب الخاص للرئيس، وقال: إنه «رغم أنه أعلن في الفترة السابقة أنه لن يعلق على الوضع الصحي للرئيس طالباني، لكنه عاد مرة أخرى إلى ذلك، وكان مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الملا بختيار قد دعا إلى إظهار طالباني ولو لثوان معدودة ليوجه خلالها رسالة إلى شعبه وأنصار حزبه، ما كان سيغير المعادلة الانتخابية برمتها، فإذا كان الوضع الصحي للرئيس (جيد جدا) فلماذا يتردد طبيبه الخاص في إظهاره لتلك الثواني؟ ثم هناك مسألة أخرى لم ينتبه إليها الدكتور كريم وهي أن أجهزة الهاتف الجوال الحالية بإمكانها أن تسجل المكالمات الواردة والصادرة، فإذا كان اتصل حقيقة بالرئيس الذي طالب شعبه بدعم قائمة الاتحاد الوطني، فلماذا لا يعرض ذلك التسجيل الصوتي للرئيس طالباني في إحدى القنوات الإعلامية التابعة لحزبه، لكي يضمن فوزا ساحقا لحزبه في الانتخابات البرلمانية الوشيكة ؟».