قيادي في الاتحاد الوطني: انتخابات كردستان الحالية ستقود إلى النظام البرلماني

توقع انهيار التحالف الكردستاني الحالي في البرلمان العراقي

TT

كشف قيادي كردي عن أن «جميع الأحزاب والقوى الكردستانية تعلق آمالا كبيرة على نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة.. ومن شأن هذه الانتخابات أن تغير المعادلة السياسة ليس على مستوى إقليم كردستان (فحسب)، بل على مستوى التمثيل الكردي ووضعه السياسي ببغداد»، مرجحا انهيار التحالف الكردستاني القائم ببغداد بسبب رغبة كل الأحزاب الحالية التوجه لصناديق الاقتراع بقوائم منفردة.

وقال فريد أسسرد العضو القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، ويدير «مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الانتخابات البرلمانية، هي أول انتخابات تشهد منافسات قوية وشديدة وحقيقية من خلال مشاركة معظم الأحزاب والقوى السياسية فيها بقوائم منفردة، و«سخونة الحملة الانتخابية الحالية تبين مستوى التنافس المحموم من قبل جميع الأطراف لتحقيق الفوز الكاسح، فكل حزب يسعى من خلال خوض هذه الحملة إلى تحقيق أكبر مكسب له، حتى المعارضة تستعد لتسلم السلطة بعد الانتخابات الحالية، ولذلك تبذل قصارى جهدها لتتفوق على الأحزاب الأخرى».

وفي حين تحفظ أسسرد من إعطاء أي أرقام متوقعة لنسب المقاعد التي من الممكن أن يحصل عليها كل حزب، عازيا ذلك لأسباب تتعلق بعدم وجود مراكز بحثية متخصصة في قراءة توجهات الشارع الكردي، فإنه لمح إلى حدوث تغييرات مهمة على الخارطة السياسية في كردستان وقال: «باعتقادي أن شكل الحكومة المقبلة سيتغير عما كان مألوفا منذ سنوات، فمنصب رئيس الحكومة سيكون هو أعلى منصب سيادي ستتنافس عليه جميع الأحزاب كل حسب حجمه الانتخابي، ولن يكون بتحالف حزبين فقط، بل ستكون الحكومة المقبلة على الأكثر ائتلافية تضم الأطراف الرئيسة الفائزة بالانتخابات، وسيتحول منصب رئيس الإقليم رويدا رويدا إلى منصب بروتوكولي، لأن النظام السياسي سيسير بشكل طبيعي نحو النظام البرلماني، وسيحتل الحزب الذي يحصل على الأغلبية منصب رئاسة الحكومة على أن توزع بقية المناصب الأخرى كنائب رئيس الحكومة ونائب رئيس الإقليم بين الكتل التي تأتي بعدها في التسلسل الانتخابي، بمعنى أنه لن يكون هناك أي اتفاق مسبق لتقاسم السلطات بين حزبين أو أكثر، فصناديق الاقتراع هي التي ستقرر ذلك».

وبسؤاله عما إذا كان ذلك يعني انفراط عقد التحالف الاستراتيجي بين حزبه والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، قال عضو اللجنة القيادية للاتحاد الوطني: «إعلان الاتحاد الوطني خوضه الانتخابات البرلمانية بقائمة مستقلة، وما نشاهده الآن وبشكل يومي من منافسات حادة وشديدة في الحملة الانتخابية، كلها مؤشرات على أن التحالفات المقبلة ستتغير، ليس بالنسبة لكردستان فحسب، بل بالنسبة لما يتعلق بالعراق أيضا، فبعد هذه الانتخابات البرلمانية ستواجهنا انتخابات مجالس المحافظات، وهي الانتخابات التي ستعزَّز فيها التوجهات الفردية بخوضها، أي إن كل حزب سيخوضها بقائمته المنفردة، وهذا سيكرس أمرا واقعا جديدا على الساحة السياسية سينعكس بدوره على التمثيل الكردي في بغداد، فأنا أتوقع أن تخوض الأحزاب الكردستانية الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق بقوائم منفردة، ورغم أن هذا ليس من مصلحة الشعب الكردي وسيلحق الضرر بالثقل والوضع الكردي في بغداد، فإن هذا هو الواقع، وبناء عليه، لن يبقى هناك ما يسمى (التحالف الكردستاني) وسينهار تحت رغبة الأحزاب الكردية في التفرد، فالتحالف الكردستاني الحالي نشأ قبل الانتخابات، وخضنا به الانتخابات البرلمانية العراقية بقائمة موحدة، ولكن في الانتخابات المقبلة ستنشأ التحالفات الكردية في بغداد بعد الانتخابات وليس قبلها».