الأسد: «مؤتمر جنيف» خطوة لفتح طريق الحوار.. ومعارضو الخارج لا يمثلون السوريين

قال إن حديث الأميركيين عن «الفصل السابع» لا يقلقنا

TT

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن «مؤتمر جنيف هو خطوة ضرورية ومهمة باتجاه فتح الطريق للحوار بين المكونات السورية»، وأشار في الوقت ذاته إلى أنه «لا يحل محل رأي الشعب الذي يجب أن يمر عبر الاستفتاء»، لافتا إلى أنه «إذا لم يتم إيقاف دعم الإرهاب فلن تحقق أي نتيجة فعلية على الأرض».

وحدد الأسد، في مقابلة مع قناة أميركا اللاتينية «تيلي سور»، الأطراف التي سيحاورها بـ«المعارضة الموجودة داخل سوريا بشكل أساسي والتيارات الأخرى التي ليس بالضرورة أن تكون معارضة»، وقال إنها «تنتمي للشعب السوري». ورأى أنه «بالنسبة للأطراف الأخرى الموجودة في الخارج علينا أن نسأل الدول التي تقف خلفها»، معتبرا أن معارضي الخارج «لا يمثلون الشعب السوري».

وأكد الأسد أن «كل الأدلة الفعلية تدل على أن الإرهابيين هم من قام باستخدام الأسلحة الكيماوية في محيط دمشق». وسأل: «هل من المعقول أن تقوم الحكومة السورية باستدعاء لجنة التحقيق (الكيماوي) وتقوم باستخدام الأسلحة الكيماوية من أجل أن تأتي اللجنة وتحقق باستخدامها؟!»، مشيرا إلى أن «كل المؤشرات تدل على أن الحكومة السورية لم تستخدمها».

وأكد الأسد أن بلاده قامت أخيرا بتسليم البيانات الضرورية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وهي تلتزم عادة بكل الاتفاقيات التي توقعها، ولفت إلى أنه «خلال فترة سيقوم خبراء من هذه المنظمة بالمجيء إلى سوريا للاطلاع على واقع هذه الأسلحة»، موضحا أنه «بالنسبة لنا كحكومة لا توجد لدينا عقبات حقيقية، لكننا نضع دائما احتمال أن يقوم الإرهابيون بوضع عقبات أمام المفتشين للوصول إلى الأماكن المحددة». وشدد الرئيس السوري على أن «السوريين اليوم أكثر تمسكا بالدفاع عن وطنهم عما كان من قبل بكثير»، ورأى أنه «لا يوجد لدينا خيار سوى أن نصمد لأن مستقبل هذه المنطقة سياسيا الآن يتعلق بما سيحصل في سوريا».

وفي موازاة وصفه «معظم تصريحات المسؤولين الأميركيين في معظم الإدارات بأنها لا تحمل الحد الأدنى من المصداقية»، أكد الأسد أن «حديث الأميركيين عن (الفصل السابع) لا يقلقنا، لأن سوريا ملتزمة بكل الاتفاقيات التي توقعها ولأنه الآن هناك توازن في مجلس الأمن لم يعد يسمح للولايات المتحدة كما كان الوضع سابقا باستخدام مجلس الأمن كمطية أو كأداة من أجل تحقيق أجنداتها الخاصة». ولم ينكر الأسد أن «احتمالات العدوان الأميركي دائما قائمة».

وفي ما يتعلق بالمطالبة بتنحيه عن الرئاسة أجاب الأسد: «لا يمكن للولايات المتحدة أن تفترض أنها قادرة على أن تحدد للشعب السوري من يأتي ومن يطرد من الحكم، فهذا الموضوع خاضع 100 في المائة لرغبات الشعب السوري، وحتى الدول الصديقة ليس لها دور في هذا الموضوع»، معتبرا أن «ما نريده من الولايات المتحدة هو ألا تتدخل في شؤون دول العالم وعندها سيكون العالم بكل تأكيد أفضل».

ووصف الأسد الموقف الإيراني بأنه «موقف موضوعي جدا من الأزمة السورية لأنه يعرف حقيقة ما يحصل في سوريا، وفي الوقت نفسه يعلم أن هذه المنطقة واحدة، وبالتالي إذا كانت هناك نار تشتعل في سوريا فلا بد أن تنتقل هذه النار إلى البلدان المجاورة ولاحقا إلى البلدان الأبعد من سوريا، بما فيها إيران».

وأوضح أن إيران «تنطلق بسياساتها من هذا المنطلق وتنطلق أيضا من منطلق آخر أنه من حق الشعب السوري أن يقوم بحل مشاكله، وهذا ما نتفق عليه نحن مع كل من يقبل بقرار الشعب السوري في حل مشاكله». ورأى أن «تقارب إيران مع الولايات المتحدة سواء من أجل الملف النووي الإيراني أو من أجل أي ملف آخر هو شيء إيجابي يخدم المنطقة إن كانت هناك رغبة حقيقية وصادقة لدى الولايات المتحدة بأن تبادل إيران الاحترام وألا تتدخل في شؤونها الداخلية وألا تعرقل حصولها على التكنولوجيا النووية وغيرها». وأعرب عن اعتقاده بأنهم «يحاولون أن يقوموا بعملية استيعاب للدور الإيراني كما حصل مع سوريا منذ بضع سنوات ولكن الإيرانيين واعون لهذه اللعبة».

واتهم الأسد إسرائيل بـ«دعم الإرهابيين بشكل مباشر على المناطق المحاذية للجبهة السورية، أي باتجاه الجولان المحتل حيث تقدم الدعم اللوجستي والطبي والمعلومات، وأيضا السلاح والذخيرة للإرهابيين»، مشيرا إلى أن «إسرائيل الدولة العدوانية والمارقة تحصل على تغطية كاملة من الولايات المتحدة في كل سياساتها وجرائمها».