المعارضة السورية تدعو لفك الحصار عن المعضمية تجنبا لـ«كارثة إنسانية»

مقتل عراقية في هجوم على قنصلية بلادها بدمشق.. واستهداف محيط سفارة الصين بعد روسيا

TT

ناشد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المؤسسات الدولية التحرك الفوري لإنقاذ 25 ألف شخص يعانون من الحصار في المعضمية في غوطة دمشق، بعد سقوط تسعة قتلى جوعا، بموازاة تواصل العمليات العسكرية التي تلف المناطق السورية، واشتدت أمس، في دمشق، حيث بلغت القذائف مبنى قنصلية العراق ومحيط السفارة الصينية اللذين يقعان في شارع واحد في العاصمة السورية.

وأفاد الائتلاف الوطني، على صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»، بسقوط قذيفة هاون بالقرب من السفارة الصينية في حي المالكي في دمشق، بعد إعلان دمشق استهداف مبنى القنصلية العراقية في الحي نفسه بقذيفة هاون، أسفرت عن مقتل امرأة عراقية وجرح ثلاثة أشخاص آخرين.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر في القنصلية قوله إن «قذيفة هاون سقطت على صالة المراجعين في مبنى القنصلية وأدّت إلى مقتل امرأة عراقية وإصابة ثلاثة آخرين بجروح إضافة إلى إلحاق أضرار بالمبنى». ويأتي هذا التطور بعد خمسة أيام من سقوط قذيفة مورتر على مجمع السفارة الروسية بوسط دمشق.

ومع اشتداد المعارك في دمشق وريفها، بدا أن الوضع الإنساني في المعضمية في ريف دمشق، تفاقم مع اشتداد الحصار على البلدة، في حين أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط صاروخ أرض - أرض على حاضنة أطفال في المنطقة. ورأى الائتلاف الوطني المعارض أن حصار البلدة التي تسكنها قرابة خمسة آلاف عائلة وتفتقد إلى «كل مقومات العيش»، يأتي «في إطار سياسة عقاب جماعي ممنهجة تتبعها السلطة الحاكمة في سوريا، مرتكبة بذلك جريمة إبادة جماعية».

وناشد الائتلاف منظمات حقوق الإنسان الدولية، ومجلس حقوق الإنسان التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ «التحرك الفوري العاجل في سبيل إنقاذ أرواح ما تبقى من المدنيين في غوطة دمشق، وخصوصا في معضمية الشام لتجنيبهم مصيرا حتميا وهو الموت جوعا بعد أن قضى ألف وأربعمائة منهم خنقا بالسلاح الكيماوي في أغسطس (آب) الماضي». وطالب المنظمات الدولية «بالضغط» على النظام السوري «لإنهاء الحصار الخانق على تلك المناطق وتأمين الممرات الآمنة لوصول المواد الغذائية والإغاثية والطبية الضرورية إلى مناطق الغوطة ومدينة المعضمية لتجنب تداعيات كارثة إنسانية مستمرة هناك».

وتحاصر المعضمية التي لم يغادر قاطنيها منها، منذ 10 أشهر، وتعاني من وضع «إنساني مؤلم»، بحسب الناطق الإعلامي في مجلس قيادة الثورة دمشق وريفها إسماعيل الداراني، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» وفاة المدني التاسع أمس بسبب نقص التغذية. وقال إن «المدينة الصغيرة التي تحاصرها الفرقة الرابعة وسرايا الصراع التابع للحرس الجمهوري ومطار المزة العسكري الذي يحيط بالحي الشرقي، تفتقد اليوم إلى أبسط مقومات الحياة، حيث لا غذاء ولا دواء، ومن الصعب فك الحصار عنها». وأوضح أن «الخط الوحيد المفتوح لها هو المعبر منها إلى داريا المحاصرة أصلا»، مشيرا إلى أن الأخيرة «تحاصر فيها القوات النظامية مقاتلي الجيش الحر، فيما تحاصر في داريا المدنيين من أطفال ونساء رفضوا الخروج من المدينة».

وأشار داراني إلى أن عناصر الجيش الحر «يحاولون إسعاف سكان داريا قدر الإمكان، بتقديم العلاج والدواء، لكنهم لا يمتلكون الغذاء أيضا على الرغم من أن داريا أوسع، وتمتاز بأراض زراعية»، مشيرا إلى أن «جزءا كبيرا من المساعدات يدخل عبر داريا».

وأفاد ناشطون أمس بوقوع اشتباكات متزامنة في سقبا وحرستا بموازاة قصف مدفعي على المعضمية وداريا والنبك، فيما بدأت القوات النظامية قصفا عنيفا على قرية حتيتة التركمان ومزارع شبعا في غوطة دمشق تمهيدا لاقتحامها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض مناطق في حي برزة لقصف من القوات النظامية، فضلا عن وقوع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي جوبر. كما امتدت الاشتباكات لتشمل كافة محاور دمشق.

وأعلنت لجان التنسيق وشبكة شام أن مقاتلي المعارضة اشتبكوا مجددا في حيي برزة والقابون (شمالي دمشق وجنوبها) مع القوات النظامية التي تحاول اقتحامهما، امتدادا لاشتباكات حي اليرموك، فيما اشتد القصف على منطقتي حتيتة التركمان ودير العصافير جراء القصف الشديد. وأفادت لجان التنسيق بوقوع اشتباكات عنيفة في القابون بين الجيشين النظامي والحر على أطراف الحي.

وفي درعا، أفادت شبكة شام بوقوع اشتباكات في محيط كتيبة الهجانة بدرعا، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي والكتائب المقاتلة في حي الخالدية في حلب، بموازاة تواصل القتال في ريف حلب الجنوبي، ضمن معارك «والعاديات ضبحا» التي أعلنتها قوات المعارضة.

وفي إدلب، أفادت لجان التنسيق بوقوع اشتباكات في أطمة، اندلعت بين الجيش الحر ومجموعات من حزب وحدات حماية الشعب الكردي، جراء هجوم الأخير على معسكر للحر على أطراف القرية، مشيرة إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر من الحر وسقوط عدد من الجرحى، ومقتل أكثر من 20 عنصرا من القوات الكردية.

إلى ذلك، غادر فريق مفتشي الأمم المتحدة المكلف بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية، فندقهم إلى جهة مجهولة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن عددا من أعضاء الفريق، الذي يرأسه السويدي آكي سلستروم، غادروا فندقهم على متن 3 سيارات، من دون أن يتمكن الصحافيون من توجيه أسئلة لهم. وكان الفريق وصل ظهر أمس الأربعاء لاستكمال تحقيق بدأه في نهاية أغسطس (آب)، حول استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق، ورفع تقريرا في 16 سبتمبر (أيلول) خلص فيه إلى أنه تم استخدام أسلحة كيماوية على نطاق واسع في النزاع السوري.