تفجيرات جديدة في بغداد.. ولجنة الأمن البرلمانية تلتقي قيادة عمليات العاصمة

التحالف الكردستاني لـ «الشرق الأوسط»: ما سمعناه من الأجهزة الأمنية تبريرات غير مقنعة ولم نحصل على إجابات شافية

TT

قتل 21 شخصا على الأقل وأصيب 50 آخرون بجروح في سلسلة تفجيرات ضربت العاصمة العراقية بغداد صباح أمس واستهدفت أسواقا شعبية فيها، بحسب مصادر أمنية وطبية.

وقالت مصادر في وزارة الداخلية العراقية إن 15 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 35 بجروح في انفجار مجموعة عبوات ناسفة في سوق في أوقات متزامنة في منطقة سبع البور شمال بغداد. وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية بشأن هجوم آخر إن «عبوة انفجرت في سوق شعبي في منطقة الدورة» التي تسكنها غالبية سنية، ما أدى إلى «مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة 15 آخرين بجروح». وأكد مصدر طبي رسمي حصيلة ضحايا الهجوم. يذكر أن نحو 700 شخص قتلوا في أعمال العنف اليومية في العراق منذ بداية شهر سبتمبر (أيلول) الجاري، حسب حصيلة أعدتها الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر أمنية وطبية رسمية. وقتل أكثر من 4000 شخص في هجمات طائفية شنها مسلحون سنة مرتبطون بتنظيم القاعدة.

في غضون ذلك، قللت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي من أهمية النتائج التي تم التوصل إليها خلال الاجتماع الذي عقد أمس الخميس في القاعة الدستورية داخل مبنى البرلمان بين قيادة عمليات بغداد ولجنة الأمن بالإضافة إلى الكتل البرلمانية. وقال عضو اللجنة والنائب عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مثل هذا الاجتماع كنا ننتظره منذ زمن طويل من أجل مناقشة صريحة وجادة مع الأجهزة والقيادات الأمنية والعسكرية في ظل استمرار التدهور الأمني دون وضع العلاجات اللازمة له إلا أن النتيجة التي خرجنا بها من الاجتماع مخيبة للآمال على كل المستويات». وأضاف طه أن «هناك كتلا برلمانية (لم يسمها) روجت لهذا الاجتماع وأهميته حتى قبل أن يعقد وكنا بدورنا نأمل أن يكون الأمر كذلك لكن ما حصل أن الاجتماع اقتصر على قيادة عمليات بغداد وليس مع قادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية ومكافحة الإرهاب وقوات سوات والمخابرات وخلية الأزمة وبالتالي فإنه بعدم مشاركة هؤلاء فقد أهميته لأن قيادة عمليات بغداد جزء من الصورة وليس الصورة كلها فضلا عن أنها قيادة ميدانية بينما كنا نريد مناقشة الخطط والإجراءات والآليات المناسبة ونقاط الخلل وكيفية المساهمة في وضع الحلول المناسبة لها وهو ما لم يحصل». وانتقد طه الغياب الواضح لـ«رؤساء الكتل البرلمانية الذين لم يحضروا الاجتماع كما لم يحضر من غير أعضاء لجنة الأمن والدفاع ليس أكثر من خمسة نواب وهذه واحدة من المفارقات المؤلمة حيث إنه عند طرح هذا الأمر في الاجتماعات وداخل البرلمان ينبري الجميع داعين إلى استدعاء القادة الأمنيين ومساءلتهم». وأوضح طه «صحيح أن عدم حضور قاد الأجهزة والصنوف المهمة في القوات المسلحة كان له تأثير في عدم حماس أعضاء البرلمان ورؤساء الكتل إلا أن هذا الأمر يجب أن يكون دافعا لمناقشة جادة لهذا الأمر وتبيان الأسباب الحقيقية بشأن عزوف كبار القادة والمسؤولين الأمنيين عن الحضور إلى البرلمان في وقت يستمر فيه القتل اليومي للمواطن العراقي». وبشأن الكيفية التي تم بها مناقشة القادة الأمنيين الحاضرين قال طه إن «ما سمعناه من قيادة عمليات بغداد كانت تبريرات غير مقنعة حيث إنهم أسمعونا قصصا وحكايات سمعناها عشرات المرات ولدينا منها الكثير ولم نتمكن من الحصول على إجابة شافية على سؤالين طرحناهما على قيادة العمليات وهما ما هي أسباب الخروقات والحوادث المتكررة وثانيما من يقف وراء عمليات التهجير القسري للمواطنين العراقيين في محافظات معينة حيث إن ما سمعناه كان مجرد تبريرات غير مقنعة يضاف إلى ذلك أن قيادات العمليات لا علاقة لها بالتخطيط ورسم السياسات الأمنية بل هي قيادة ميدانية» مشيرا إلى أنه «برغم أننا نؤشر في لجنة الأمن والدفاع الترهل في أعداد القوات العسكرية والأمنية لدينا فإن من بين ما طرحته قيادة عمليات بغداد أن لديهم نقصا في أعداد المقاتلين وبالتالي ولكونهم يعتمدون الجانب العددي وهناك تركيز على مناطق حزام بغداد فإنهم سوف يضيفون ألف عنصر جديد وهو ما يعني بالنسبة لنا فشلا جديدا لأن الخلل ليس في العدد وإنما في عدم وجود خطط استراتيجية فضلا عن النقص الفادح في الجهد الاستخباري». ويأتي اجتماع لجنة الأمن والدفاع البرلمانية مع قيادة عمليات بغداد في وقت شهد فيه العراق موجة جديدة من أعمال العنف من بينها نجاة محافظ الأنبار من عملية اغتيال بين الرمادي والفلوجة فضلا عن مقتل وإصابة أكثر من 70 شخصا بين قتيل وجريح من خلال زرع عبوات ناسفة في أسواق شعبية في منطقتي سبع البور شمالي بغداد والدورة جنوبيها. إلى ذلك أعلنت عمليات بغداد أنها عثرت على منشورات تحرض على العنف الطائفي وضبط كميات من العبوات الناسفة والأعتدة في العاصمة بغداد. وقال الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان له أمس الخميس إن «القوات الأمنية في العاصمة قامت وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بتنفيذ عمليات مختلفة، أسفرت عن ضبط 27 عبوة ناسفة، و24 قنبرة هاون و122 رمانة و7 قواعد لإطلاق الصواريخ محلية الصنع». وأضاف أن «القوات الأمنية عثرت أيضا على كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة ومواد شديدة الانفجار، كما عثرت على منشورات وأقراص CD تحرض على العنف الطائفي».