تتويج 500 سيدة سعودية «سفيرة للغذاء»

في ملتقى صحي طالب بتكثيف البرامج الوطنية للحد من بدانة النساء

السمنة أصبحت بمثابة كابوس للنساء في السعودية والتسوق الصحي من طرق مواجهتها («الشرق الأوسط»)
TT

تفاجأت نحو 500 سيدة سعودية أثناء مشاركتهن في الملتقى الصحي النسائي، الذي أقيم بمدينة الدمام الأسبوع الماضي، حين اكتشفن أن نحو 75 في المائة منهن يعتبرن من ذوات «الوزن الزائد»، كما توضح الدكتورة خلود مغربل، وهي رئيس اللجنة النسائية والمشرفة على الملتقى، قائلة: «وجدنا أن ثلاثة أرباع السيدات فوق المعدل الطبيعي، بحسب مؤشر كتلة الجسم، مما يعني أنهن يعانين من الوزن الزائد».

وطالب الملتقى، الذي ضم جمعا غفيرا من سيدات المجتمع واختصاصيات الصحة، بتكثيف البرامج الوطنية المعنية بصحة المرأة، للحد من ارتفاع معدلات سمنة النساء في البلاد، حيث تؤكد مغربل أن الإحصائيات الرسمية تكشف أن حجم السمنة في تزايد سنة تلو أخرى، وأن نسبته لدى النساء تفوق الرجال، وهو ما دعا الملتقى الذي تنظمه جمعية السكر والغدد الصماء، إلى التأكيد على ضرورة اتباع أسلوب حياة صحي واستبدال طرق التغذية التقليدية بأخرى صحية.

وبعد نحو أربع ساعات من الفعاليات المكثفة التي شهدها الملتقى، أصبح من الممكن منح الحاضرات الذي قارب عددهن من الـ500 سيدة لقب «سفيرة الغذاء»، وهو اللقب الذي تبنته الجمعية مؤخرا للمحافظات على أسلوب الحياة الصحي، في حين تم الإعلان عن جائزة «السيدة المثالية»، ومنحها للسيدة الوحيدة التي جاءت كل علاماتها مثالية ووفق المعدل الطبيعي، فيما يخص نسبة السكر والضغط والوزن، وهو ما تعلق عليه الدكتورة مغربل بالقول: «فوز هذه السيدة جاء بمثابة الحافز للسيدات الموجودات في الملتقى».

يأتي ذلك في حين تكشف أرقام منظمة الصحة العالمية أن السعودية تعد أعلى ثالث دولة في معدلات السمنة في المنطقة بنسبة 35.5 في المائة، مع وجود نحو ثلاث ملايين طفل وبالغ سعودي سمين، كما أن هناك 35 إلى 50 في المائة من سكان السعودية يعانون من زيادة الوزن والسمنة. ووفقا للإحصائيات المعتمدة فإن السمنة منتشرة لدى 38 في المائة من الرجال و44 في المائة من النساء في البلاد، في حين تتوقع المنظمة بحلول عام 2030 أن يكون هناك أكثر من 500 مليون مصاب بالسكري في العالم بسبب الزيادة في السمنة.

من جانبه، يوضح الدكتور باسم فوتا، وهو رئيس لجنة التثقيف الصحي في جمعية السكر والغدد الصماء، أن الملتقى الصحي ركّز على صحة المرأة قبل الزواج وصحتها بعد الزواج، إلى جانب التعريف بالغذاء المناسب وطرق تقوية العظام وأسلوب التسوق الصحي، وأفاد بأنه تم التطرق كذلك إلى سرطان الثدي، ترقبا لدخول شهر أكتوبر (تشرين الأول) الذي يعد الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي.

وحول التركيز على موضوع سمنة النساء، يبيّن فوتا أنه نابع من التزايد «الخطير» في معدلات السمنة بين النساء السعوديات، وكشف أنه تم الإعداد لبرنامج يحمل اسم «لوس تو وين»، التي تعني بالعربية «اخسر حتى تربح»، وهو برنامج مجاني تتضمن فكرته ضم مجموعة من السيدات للتنافس على تخفيف الوزن، في تحدّ يستمر لمدة ستة أشهر.

ويشرح فوتا تفاصيل هذا البرنامج الأول من نوعه في السعودية، بالقول: «السيدات يتعلمن خلاله طرق الطبخ الصحي بالتعاون مع أحد الفنادق، ويتعرفن كذلك على أسلوب التسوق الصحي، ونساعدهم على تغيير السلوكيات الحياتية المتبعة وطريقة التفكير إلى نحو إيجابي»، وأوضح أنه تمنح كل سيدة شهادة في كونها أصبحت «سفيرة للتغذية»، وعليها مسؤوليات تجاه أسرتها ومجتمعها.

وأشار رئيس لجنة التثقيف الصحي في جمعية السكر والغدد الصماء، إلى أن مسؤوليات اللقب تتضمن التزام السيدة بإعداد الأكل قليل الدسم في كل مناسباتها، والمشاركة في الملتقيات الصحية من خلال التعريف بأسلوب الغذاء الصحي، ويعلق على ذلك بالقول: «السفيرة عليها مسؤولية اجتماعية وتوعوية، ولا يقتصر الأمر على مجرد إنقاص الوزن فقط»، في حين كشف فوتا أنه سيتم عمل نادٍ إلكتروني للسيدات تحت اسم «نادي صحة المرأة»، وهو بمثابة شبكة الدعم الإلكترونية لكل السيدات المشاركات بالبرنامج.

بينما تعود الدكتورة خلود مغربل لتوضح أن البرنامج من المنتظر أن يخرج دفعته الأولى آخر العام الحالي، حيث قام، مساء الثلاثاء الماضي، باستقطاب دفعة جديدة من السيدات خلال فعاليات الملتقى الصحي النسائي، وتتابع بالقول: «لدينا عدد كبير من السيدات المسجلات، ولقد عملنا تقييما خلال شهرين من بدء البرنامج، ووجدنا أنهن أنقصن من 11 إلى 12 كيلوغراما، وهذا تقدم جيد».

وتفيد مغربل بأن البرنامج يشتمل على عدد من الزيارات والمحاضرات والجولات الميدانية، إلى جانب التعريف بالمطبخ المثالي، والالتقاء بالطبيبات واختصاصيات التثقيف الصحي، قائلة: «نحن نلتقي بهم بصفة شهرية لتقييم أوضاعهم ومتابعة ما وصلوا إليه، وهناك جوائز قيمة تحفيزية للمنجزات منهن»، مشيرة إلى حماسة كثير من السيدات للتسجيل في الدفعة الثانية من البرنامج، خلال فعاليات الملتقى.

يشار إلى أن الملتقى الصحي تضمن عدة نشاطات تفاعلية وتثقيفية، شملت معرضا صحيا وقياسات لسكر الدم وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم ومحاضرات علمية وحلقات نقاش وتطبيقا لتناول الغذاء الصحي المتوازن، وشمل البرنامج العلمي، كذلك محاضرات تثقيفية لمجموعة من الطبيبات السعوديات المتخصصات في مجال الرعاية الأولية والسكري والسمنة والرعاية الأسرية.