«القاعدة» تواصل احتجاز رهائن عسكريين في قاعدة المكلا باليمن

مفاوضات مع المسلحين وفرار جنود.. واغتيال محقق جنائي في حضرموت

TT

يواصل مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة احتجاز عدد من الرهائن العسكريين في قيادة المنطقة العسكرية الثانية بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، منذ أول من أمس، في الوقت الذي جرى فيه اغتيال ضابط مباحث جنائية برصاص مسلحين في مدينة الشحر المجاورة.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر محلية مطلعة أن عددا من الضباط والجنود تمكنوا من الفرار من مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المكلا، في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، أثناء محاولة قوات عسكرية اقتحام المبنى لتحرير الرهائن. وقالت المصادر إن بين الذين تمكنوا من الفرار نائب قائد المنطقة ومعه عدد من الضباط، حيث قفزوا من المبنى وقد أصيبوا بعدة كسور متفاوتة.

وقالت المصادر إنه جرى، مساء أمس، نقل 7 من الضباط والجنود الجرحى جوا إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج، في الوقت الذي تواصل فيه قوات عسكرية محاصرة مقر قيادة المنطقة التي يتحصن فيها المسلحون.

وحسب مصادر أخرى فإن القوات اليمنية الخاصة تمكنت من استعادة السيطرة جزئيا على المبنى، فيما تحصن المسلحون في الطابق الثالث دون تحديد عدد المسلحين أو الرهائن. وذكر المصدر نفسه لوكالة الصحافة الفرنسية، أن عدد القتلى وصل حتى أمس إلى خمسة عسكريين. ويقع مقر قيادة المنطقة الثانية في منطقة معزولة نسبيا قريبة من المكلا، عاصمة محافظة حضرموت الجنوبية.

وتحدثت المصادر عن مفاوضات تجري مع المسلحين داخل قيادة المنطقة من أجل إخلاء المبنى وتجنب عملية اقتحامه من قبل القوات الخاصة التي تحاصر المقر، غير أن المصادر لم تفصح عن أي نتائج تم التوصل إليها في هذه المفاوضات. ويشارك رجال دين ووجهاء في الوساطة لإقناع المسلحين بالإفراج عن الرهائن.

في غضون ذلك، لقي المحقق في المباحث الجنائية، نديم غازي العدني، مصرعه برصاص مسلحين في مدينة الشحر بحضرموت، أثناء عودته إلى منزله، حيث أطلق عليه مسلحان النار وأردوه قتيلا برصاصة واحدة اخترقت عنقه، حسبما أفادت مصادر أمنية في حضرموت، التي تسعى «القاعدة» إلى تحويلها إلى «إمارة إسلامية». ويزداد فيها نشاط التنظيم بصورة متنامية.

وأكد مصدر أمني أن مسلحين على متن دراجة نارية أطلقا النار على ضابط الشرطة نديم العدني مساء أول من أمس، في منطقة الشحر القريبة من المكلا، فأردياه قتيلا على الفور. واستفاد تنظيم القاعدة من ضعف السلطة المركزية في اليمن في 2011 بسبب حركة الاحتجاج الشعبي ضد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لتعزيز نفوذه وخصوصا في جنوب وشرق البلاد.

وقد نجح الجيش في يونيو (حزيران) 2012 في طرد «القاعدة» من معاقلها الرئيسة في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، إلا أن المسلحين المتطرفين تحصنوا في أماكن جبلية أو صحراوية نائية، بما في ذلك في محافظة حضرموت الشاسعة.

وما زال التنظيم المتطرف ينفذ هجمات متفرقة تستهدف خصوصا الضباط في قوات الأمن والجيش في اليمن.

في موضوع آخر، دعا الدكتور عبد الكريم الارياني، نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل باليمن، فرق العمل إلى تسليم تقاريرها غدا الخميس بحسب ما هو محدد لها، وذلك خلال حضوره وأمين عام المؤتمر الدكتور أحمد عوض بن مبارك وعضو فريق التوفيق الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل عبد السلام كرمان، جانبا من عمل فريق الحكم الرشيد. وقالت كرمان إن «فريق عمل الحكم الرشيد يمكنه رفع تقريره النهائي على أن ترفق الموجهات المتعلقة بشكل الدولة بشكل مستقل وسيعطى الفريق يوما إضافيا للتصويت عليها بعد تحديد شكل الدولة من قبل فريق القضية الجنوبية». وأضافت أن «أي تأخير من أي فريق في إقرار تقريره النهائي سيتم اعتماد تقريره النصفي».

من جهة ثانية اقترحت لجنة التوفيق في المؤتمر إنشاء جهازي مخابرات داخلي وخارجي، وذلك بعد رفع فريق الجيش إلى اللجنة خلافه بشأن إنشاء جهاز مخابرات داخلي وخارجي أو جهازي مخابرات منفصلين، ونص مقترح اللجنة على إنشاء الجهازين بقانون ولم يتم البت حتى اللحظة في مسألة تبعية الجهازين بالتحديد.