باريس تصر على توسيع المشاركة في «جنيف 2» وتريد دورا خليجيا وعربيا

لافروف يلمح إلى موافقة الأسد على التفاوض مع المعارضة المسلحة «المعتدلة»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي خلال مؤتمر صحافي في موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

كشفت مصادر فرنسية مطلعة عن رغبة الدبلوماسية الفرنسية في توسيع الحلقة المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» للسلام بشأن سوريا، المزمع عقده أواسط نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأوضحت أن باريس تريد دورا خليجيا - عربيا في المؤتمر، بالإضافة إلى إشراك مجموعة الـ11 الضيقة من «أصدقاء الشعب السوري» وأيضا الصيغة الموسعة لهذه المجموعة. وجاء ذلك بينما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى إشراك المعارضة السورية المسلحة «المعتدلة» في المؤتمر، في إشارة إلى أن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ربما يوافق على الجلوس مع تلك الجماعات المسلحة إلى طاولة واحدة.

وتعتبر فرنسا أن الفترة الفاصلة عن الموعد «المبدئي» لالتئام «جنيف 2» يجب أن تخصص لـ«التحضير الجيد» للمؤتمر ومحاولة حلحلة العقد التي حالت الآن دون الدعوة إليه، خصوصا أن الموعد «الأول» الذي اتفق الأميركيون والروس عليه كان نهاية مايو (أيار) الماضي.

ويسود الرأي، فرنسيا، أن المحفل الأهم للتوافق على ما سيكون عليه «جنيف 2»، يتمثل فيما يسمى «مجموعة الخمس» (أي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن) زائد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهي المجموعة التي التأمت في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة الأسبوع الماضي. وبحسب تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فإن الاجتماع الذي كان مقررا في البدء ثلاثيا، أي بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي لافروف، وبان كي مون، تحول إلى خماسي بناء على طلب فرنسي صريح، وهو ما قبله الطرفان الروسي والأميركي. وذكرت مصادر فرنسية مطلقة لـ«الشرق الأوسط»، أن باريس تشدد كذلك على الحاجة إلى الحوار مع الأطراف الأخرى المعنية، وعلى رأسها البلدان الخليجية والعربية ومجموعة الـ11 الضيقة من «أصدقاء الشعب السوري» وأيضا الصيغة الموسعة لهذه المجموعة.

ويرى المراقبون السياسيون في العاصمة الفرنسية، أن باريس تريد، «ونجحت في ذلك إلى حد ما»، العودة إلى دائرة التأثير في المسألة السورية بعدما تبين أن التوافقات «طبخت» بين كيري ولافروف مثلما حصل في اتفاقهما في 14 سبتمبر (أيلول) الماضي بعد إطلاق المبادرة الدبلوماسية الروسية حول التخلص من الكيماوي السوري.

وتعتبر باريس أن «العقبات» التي كانت قائمة بوجه «جنيف 2» ما زالت مكانها. لكن ثمة عوامل «مساعدة»، من شأنها تسهيل السير بهذا المؤتمر. ومن جملة هذه العوامل: «الجو» الجديد الناتج عن التوصل لقرار في مجلس الأمن حول الكيماوي السوري، والتعويل على التحول في موقف إيران الراغبة في تطبيع علاقاتها الدولية، فضلا عن الموقف الروسي «الجديد»، والقناعة التي توصل إليها الطرفان «النظام والمعارضة» من استحالة الحسم العسكري لهذا الطرف أو ذاك.

وفي غضون ذلك، دعا لافروف إلى إشراك المعارضة السورية المسلحة «المعتدلة» في مؤتمر «جنيف 2»، واعتبر أن لا مشكلة في حضور نظام الأسد في المؤتمر، لكنه شكك في حضور المعارضة السورية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، في موسكو أمس، إنه «من الممكن أن يتضمن تمثيل المعارضة (في جنيف 2) مسلحين ليست لديهم نظرات متطرفة»، في تلميح ضمني إلى موافقة النظام السوري على الحوار مع مجموعات مسلحة محددة من غير تنظيم القاعدة.

وقال الوزير الروسي إن بلاده تعول على عقد المؤتمر لحل الأزمة في سوريا بمشاركة جميع أطياف المجتمع السوري، وإنها تتابع موضوع دعوة المعارضة لحضور المؤتمر. وأضاف أن المسألة الأساسية الآن هي «عدم هدر الوقت ودعوة المعارضة المعتدلة والعقلانية».

وصرح لافروف بأنه يجب الإعداد للمؤتمر، «لأن المتشددين والجهاديين يعززون مواقعهم في سوريا»، وأضاف: «المهمة هي ألا نفقد المزيد من الوقت، وأن نجلب إلى مائدة التفاوض مع الحكومة جماعات المعارضة... التي لا تفكر في إقامة خلافة بسوريا أو الوصول إلى السلطة واستخدامها وفق رغبتها، بل التي تفكر في مستقبل بلادها».

وشكك لافروف في إمكانية حضور المعارضة إلى المؤتمر، وقال: «حتى وقت قريب، كنا نأمل أن شركاءنا الغربيين الذين أخذوا على عاتقهم مهمة إحضار المعارضة إلى المؤتمر سيتمكنون من فعل ذلك بسرعة، لكنهم لم يتمكنوا من القيام بذلك بسرعة، ولا أعرف ما إذا كانوا سيستطيعون فعل ذلك بحلول منتصف نوفمبر».

وجاء تشكك روسيا، أهم حليف لدمشق، بعد أن قال الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي لسوريا، إن التاريخ المستهدف لعقد المؤتمر (منتصف نوفمبر) ليس «مؤكدا بنسبة 100%»، وأشار إلى انقسام قوات المعارضة.