البشير يخالف معاونيه ويصف ضحايا المظاهرات بـ«الشهداء»

الرئيس السوداني أوضح أن قرارات رفع الأسعار لتفادي «انهيار الاقتصاد» > الأمن يوقف عددا من قادة الأحزاب

TT

وصف الرئيس السوداني عمر البشير ضحايا الاحتجاجات التي تجتاح البلاد بـ«الشهداء» في أول ظهور إعلامي له بعد مؤتمره الصحافي الشهير الذي أعلن فيه زيادة أسعار المحروقات والقمح، واعتبره البعض «مستفزا» للمواطنين، وساهم بشكل كبير في زيادة الغضب الشعبي.

ولقي 33 حتفهم رميا بالرصاص في الاحتجاجات بحسب الإحصائيات الرسمية، فيما تقول إحصائيات المعارضين إن العدد تجاوز المائة بكثير، ونسب لرئيس نقابة أطباء السودان الشرعية د. أحمد الشيخ أن عدد القتلى بلغ 213 قتيلا. وعلى عكس تصريحات معاونيه الذين حاولوا فيها وصف قتلى الأحداث بـ«المخربين»، فإن البشير ترحم على الضحايا، وقال إن الإجراءات التي اتخذها كانت لتفادي «انهيار الاقتصاد»، وأقر بحق التظاهر السلمي للتعبير عن الرأي بأسلوب حضاري، حسب قوله، بيد أنه ذكر في مناسبة عسكرية أمس أن الشعب «فوت الفرصة على المخربين وأفشل مؤامرتهم ضد البلاد».

وأشاد البشير بما سماه دور القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن في الحفاظ على مكتسبات الأمة، متهما الإعلام بأنه أصبح أداة تستعمل ضد الشعوب المعارضة للسياسات الإعلامية. شعبيا، ما زال الهدوء الحذر يسود أنحاء واسعة من الخرطوم، بيد أن المظاهر العسكرية والأمنية ما زالت على حالها على الرغم من عودة الحياة لطبيعتها جزئيا، فيما تظاهرت طالبات جامعة الأحفاد للبنات لليوم الثاني على التوالي، ويتوقع أن يكون حزب الأمة القومي قد أقام «حفل تأبين» لشهداء انتفاضة 23 سبتمبر. ويتوقع أن تخرج عنها مظاهرات تندد بالنظام وتطالب بسقوطه. وفي ذات الوقت دعت تنسيقية شباب ثورة التغيير السودانية لتنظيم ثلاثة اعتصامات يتوقع أن تكون قد بدأت أمس في مناطق «بري شرقي الخرطوم. وشمبات شمالها، الكلاكلة جنوبها»، وقال ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إنهم يرتبون لمظاهرات واعتصامات منظمة بالتعاون بين التنظيمات الحزبية والشبابية والمهنية.

من جهة أخرى شنت سلطات الأمن حملة اعتقالات واسعة ضد القادة السياسيين وناشطي المجتمع المدني استمرت طوال ليلة أول من أمس ونهار وليل أمس، وألقت القبض خلالها على عدد كبير منهم أبرزهم رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، ونائب أمين سر البعث عثمان إدريس أبوراس، حسبما ذكر حزباهما ورئيس تنسيقية شباب الثورة د. أمجد فريد، الذي قالت زوجته إنها فقدت الاتصال به ثم علمت لاحقا أنه اعتقل. وفي سياق آخر توفي مستشار شرطة من القوات المشتركة التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور «يوناميد»، وهو سيراليوني الجنسية، متأثرا بجراحه إثر إصابته في هجوم تعرضت له دوريته في 13 يوليو (تموز) الماضي في «خور أبشي» بولاية جنوب دارفور.