تشديد الإجراءات الأمنية في محيط المنطقة الخضراء ببغداد تحسبا لهجمات

الأمم المتحدة: نحو ألف عراقي قضوا بأعمال عنف خلال سبتمبر

عناصر أمن عراقيون يزيلون حطام سيارة من موقع انفجار في بغداد أول من أمس (أ.ب)
TT

شددت السلطات العراقية من إجراءاتها الأمنية في محيط المنطقة الخضراء المحصنة في قلب بغداد، إثر ورود معلومات عن وجود مخطط كبير لاستهدافها، حسبما كشف مصدر أمني مسؤول تحدث لـ«الشرق الأوسط» مشترطا عدم الكشف عن هويته.

وقال المصدر إن «المعلومات التي بحوزة الأجهزة العراقية لم يعد مصدرها ما يحاول تنظيم القاعدة تسريبه من معلومات، تأتي على شكل برقيات وكأنها صادرة عن جهات تتخاطب في ما بينها، بهدف إرباك الوضع الأمني ودفع الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ إجراءات احترازية مشددة تؤدي إلى إرهاق المواطنين من دون أن تحصل الهجمات».

وردا على سؤال بشأن نجاح تنظيم القاعدة في شن هجمات شبه يومية وفي مناطق مختلفة خصوصا في العاصمة بغداد من دون رادع، قال المسؤول الأمني إن «هناك حواضن لـ(القاعدة) قسم منها في المنطقة نفسها التي تجري فيها عمليات التفجير، والقسم الآخر في مناطق قريبة منها، وهناك جهد استخباري ينمو تدريجيا باتجاه تجفيف هذه الحواضن، علما بأن هناك اعتقالات مستمرة واعترافات»، معتبرا أن «جزءا مما يجري هو سياسي، إذ إن الكثير مما يحصل يتم من خلال سيارات تابعة لجهات في الدولة وبعض عناصر الحمايات، وهي أمور إما يصعب السيطرة عليها، أو أن الكشف عن بعضها مرهون بقرار سياسي لا تملكه الجهات الأمنية التي تكون في كثير من الأحيان ضحية للصراعات السياسية».

ويأتي تشديد الإجراءات الأمنية في محيط المنطقة الخضراء في وقت أصدرت فيه الأمم المتحدة تقريرها الشهري عن أعمال العنف في العراق. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، في بيان أمس، إن شهر سبتمبر (أيلول) «شهد مقتل 979 عراقيا وإصابة 2133 آخرين في أعمال عنف وهجمات إرهابية»، مبينا أن «عدد القتلى من المدنيين بلغ 887 بينهم 127 من عناصر الشرطة المحلية، فيما بلغ عدد الجرحى من المدنيين 1957 بينهم 199 من عناصر الشرطة المحلية». وأضاف ملادينوف أن «عدد القتلى من عناصر القوات الأمنية بلغ 92، إضافة إلى إصابة 176 آخرين بجروح»، مؤكدا أن «العاصمة بغداد كانت الأكثر تضررا بالهجمات إذ شهدت مقتل 418 شخصا من المدنيين وإصابة 1011 آخرين، تلتها محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين والأنبار». واختتم الشهر الماضي بموجة هجمات دامية أول من أمس من خلال تفجير مجموعة سيارات مفخخة في بغداد، قتل فيها 47 شخصا. وأعلن تنظيم القاعدة أمس مسؤوليته عن هذه الهجمات في بيان نقلته مواقع للمتشددين. وقال تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في بيانه أنه «استمرارا لسلسلة الغزوات النوعية التي انطلقت ضمن حملة حصاد الأجناد (...) قامت المفارز الأمنية لولاية بغداد وبصورة متزامنة بضرب أهداف منتخبة».

وأمس، قتل تسعة أشخاص، بينهم ثمانية من عناصر الأمن، في هجمات متفرقة، إحداها انتحارية، في بغداد وشمالها، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية وكالة الصحافة الفرنسية. وقال ضابط برتبة نقيب في الشرطة إن «خمسة من عناصر الشرطة قتلوا وأصيب سبعة آخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقر مديرية مكافحة المتفجرات في مدينة تكريت (160 كم شمال بغداد)». ويقع المقر على مقربة من مبنى محافظة صلاح الدين عند المدخل الجنوبي لمدينة تكريت، وفقا للمصدر ذاته. وأكد مصدر طبي في مستشفى تكريت العام حصيلة الضحايا.