مركز الأمير سلمان للأبحاث يشخص مشكلات ذوي الإعاقة في مسارهم التعليمي

نظم ورشة عمل تستهدف المدربين والآباء

TT

لم تقتصر أساليب التربية الخاصة في السعودية على تمكين الأطفال ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع فقط، إنما تطور الأمر إلى إعداد نماذج تعليمية لتدريب النواحي الحسية والإدراكية للأطفال المعوقين، بالإضافة إلى تعميق الفهم لحقيقة المشكلات التي قد تواجه الأطفال من ذوي الإعاقة في عملية التعلم والتعليم.

بدوره، أقام مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أول من أمس، ورشة عمل بعنوان «التدخل المبكر المبني على البراهين»، في قاعة المحاضرات بمقر المركز في العاصمة الرياض، مستهدفا بذلك المعلمين والمختصين في مجال التدخل المبكر، بالإضافة إلى أولياء الأمور وطلاب وطالبات قسم التربية الخاصة بالجامعات والمهتمين بشأن الإعاقة في السعودية والتربية الخاصة على وجه التحديد.

وطرحت الورشة، التي حضرها عدد كبير من المتدربين والمعلمين والمختصين في مجال التدخل المبكر، إضافة إلى أولياء الأمور وطلاب وطالبات قسم التربية الخاصة بالجامعات والمهتمين بهذا المجال، عددا من النماذج التعليمية لتدريب النواحي الحسية والإدراكية لدى ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى فهم حقيقة المشكلات التي قد تواجه الأطفال من ذوي الإعاقة في مساراتهم التعليمية.

وتطرقت الورشة إلى شرح طبيعة الذكاء البشري المبني على النماذج المعرفية، ومن ثم تطبيقها على الأطفال من ذوي الإعاقات النمائية، ودمج المتدربين للغوص في أسرار عملية معالجة المعلومات وكيفية تحليل العمل المعرفي إلى قائمة من خطوات المعالجة الآلية، بالإضافة إلى استعراض استراتيجيات تحفيز أدوات العقل المختلفة مثل الانتباه، والإدراك، والتمييز، وتخزين المعلومات لدى للأطفال من ذوي الإعاقات النمائية، خصوصا في مرحلة ما قبل المدرسة.

ويحرص مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة على تقديم مثل هذه الورشة ضمن إطار برنامجه الأكاديمي، للعمل على الارتقاء بالمختصين والمهتمين بمجال الإعاقة وإمدادهم بأهم وآخر التطورات في مجال التأهيل والتدريب، مما يسهم في كسر حاجز الإعاقة وتيسير عملية دمجهم في المجتمع بشكل فعال، حيث يمثل التدخل المبكر المفتاح الأساسي المساعد للتغلب على عوائق هذه المشكلة في مراحلها الأولى..

من جهته، أوضح الدكتور أحمد التميمي الحاصل على شهادة الدكتوراه في مجال التدخل المبكر، الذي أدار ورشة العمل، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن مركز الأمير سلمان تبنى عددا من البرامج السنوية الموجهة لأساليب التربية الخاصة، بالتعاون مع جهات أكاديمية متخصصة في مجال التدخل المبكر للعلاج، إضافة إلى التركيز على معالجة تلك الأمور قبل الاستعداد لدخول المدرسة.

وأفاد الدكتور التميمي، أنه لا يوجد طفل يستطيع القراءة إلا بانتباه جيد لأنها أكبر مشكلة يعاني منها الأطفال ذوو الإعاقة، مشيرا إلى أن أغلبية معلمي التربية الخاصة والتأهيل يجهلون آليات الانتباه والمشكلات التي تعترضها، حيث كانت استراتيجية الورشة تطبيق تشتيت الانتباه على المتدربين أنفسهم لكي يستوعبوها جيدا، وبالتالي تطبيقها على الأطفال الذين يعانون من تشتت الانتباه وصعوبة التعلم والتعامل معها باحترافية، وأيضا محاولة البحث عن حلول لرفع مستوى الانتباه لديهم، مشيرا إلى أن البحوث في الفترة الأخيرة تركز على أدوات المعرفة وليس المناهج، مشددا على أن تلك الأدوات لا بد أن تكون من ضمن طرق التدريس، وذلك للوصول لحل أمثل لوضع المشكلة القائمة وتشخيص تلك الحالات عبر مجموعة من التمارين التطبيقية.

وأشار إلى أن تشتت الانتباه يكون أحيانا مشكلة مصاحبة لجميع الأطفال حتى بالنسبة للأطفال الأصحاء، مستدلا بإحصاءات عالمية تشير إلى أن نسبة من يعانون من تشتت في الانتباه في كل دولة تبلغ من ثلاثة إلى 10 في المائة من العدد الإجمالي للسكان، الذي يتعدى أحيانا من مشكلة في الانتباه إلى اضطراب عقلي ونفسي، وذلك بحسب التصنيف النوعي للمشكلة التي تختلف نسبتها من مكان إلى آخر.