امتحان «توفل» سعودي.. لكن في اللغة العربية

يطلقه المركز الوطني للقياس والتقويم ويتبنى سياساته

TT

في خطوة جديدة بدأ المركز الوطني للقياس والتقويم تطبيق اختبار جديد لقياس مدى إجادة اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهي اختبارات مشابهة لبعض الاختبارات العالمية المقدمة للغة الإنجليزية، وسط توقعات بأن تجد الخطوة الجديدة قبولا كبيرا بين الأوساط المحلية والدولية.

وتعد الخطوة الجديدة التي بدأ «قياس» تطبيقها جزئيا، والسعي نحو تطوير أدواتها المستخدمة، من الخطوات التي ستعيد اللغة العربية إلى الواجهة من جديد. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت اللغة الإنجليزية تسيطر فيه على المشهد العالمي خلال السنوات الأخيرة.

وفي هذا الإطار، عقد «قياس» يوم أمس ندوة تحمل عنوان «البرامج الدولية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وقياس مخرجاتها» في العاصمة الرياض، وهي الندوة التي تستمر لمدة يومين، في خطوة من شأنها تطوير الأدوات المستخدمة لعقد اختبارات قياس اللغة العربية لغير الناطقين بها.

ولفت مشاركون في الندوة أمس إلى أهمية إقامة اختبارات تحدد مدى إجادة اللغة العربية لغير الناطقين بها، وقالوا: «هذه الاختبارات ستسهم بشكل كبير في دعم اللغة العربية على الصعيد العالمي، حيث ستكون هناك رغبة أكبر في التعلم حتى يتم اجتياز هذا الاختبار، وهو أشبه ما يكون باختبارات (التويفل) الإنجليزية».

من جهة أخرى، أشار الدكتور يوسف سراج، عميد كلية الدراسات الشرقية بجامعة سيان للدراسات الدولية، إلى أنه بمقدم القرن العشرين ظهر الكثير من المعاهد والجامعات الحكومية التي تتسابق إلى فتح الأقسام الخاصة لتعليم اللغة العربية ودراسات الحضارة الإسلامية، كما أن القرن العشرين من أهم العصور في تاريخ تطور تعليم اللغة العربية في الصين، فمن خلال هذا القرن حدث انتقالان كبيران وقفزة عالية لتعليم اللغة العربية في الصين، وارتقى مستوى تعليمها، وأضاف: «شهد هذا العصر انتقال تعليم اللغة العربية من المدارس الأهلية إلى المعاهد والجامعات الحكومية أواسط القرن العشرين».

وعلى هذا الصعيد أوضح إبراهيم الرشيد، مدير إدارة العلاقات والإعلام والاتصال في المركز الوطني للقياس والتقويم «قياس»، أن الندوة تأتي ضمن مساهمة مركز القياس في تلبية أحد احتياجات اللغة العربية ضمن الجهود المبذولة في تدريسها لغير الناطقين بها، والتي سيجمع فيها عدد من الكليات والأقسام والمعاهد المعروفة عالميا، والتي جمعت همها وهمتها لتعليم اللغة العربية ليستمع بعضها إلى بعض، ولتبادل الخبرات والتجارب، ويشاركهم المركز في ذلك، مضيفا إليها تجربته في تطوير «اختبار اللغة العربية المقنن لغير الناطقين بها».

وأضاف الرشيد: «المركز بذل أثناء مراحل تطوير هذا المقياس جهده في الالتزام بالمعايير والمواصفات التي تؤهله لأن يكون مقياسا عالميا، ويطمح أن يسمع آراء المختصين في تعليم اللغة العربية لغير أهلها، ودراسة السبل الكفيلة بنشره وتكييفه لاحتياجات برامج اللغة العربية حول العالم».

وبيّن الرشيد أن الهدف الرئيس من هذه الندوة هو دعم مقياس «اختبار اللغة العربية المقنن لغير الناطقين بها»، والتعريف به عالميا، إذ قال: «ارتأت اللجنة العلمية أن من أفضل سبل تحقيق هذا الهدف دعوة الأطراف المعنية بتعليم اللغة العربية لغير أهلها للتعريف بجهود كل طرف، واستفادة كل واحد من خبرة الآخر في مجال اختصاصه»، مشيرا إلى أن الطرف الأول في هذا تمثله كليات اللغة العربية، والدراسات الإسلامية، وأقسام اللغة العربية، والمعاهد الدولية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، فهذه الهيئات التعليمية تدرس طلابها اللغة العربية، من أجل تحقيق مستوى معين من الكفاية في المهارات اللغوية الأساسية. أما الطرف الثاني فهو مركز القياس الذي يتمثل دوره في قياس ما تحقق من هذه الكفايات لدى الدارسين في هذه البرامج.

يشار إلى أنه يشارك في الندوة الكثير من معاهد تعليم اللغة العربية في الجامعات السعودية مثل: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جامعة الملك عبد العزيز، جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، جامعة الملك سعود، جامعة أم القرى، والجامعة الإسلامية، كما يشارك في هذا الحدث من خارج المملكة مختصون في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في بعض الجامعات الأميركية، والصينية، والماليزية، والتركية، والنيجيرية، ومعاهد اللغة العربية في عدد من الدول العربية.