لم تصدق المغربية فتيحة نجار عينيها وهي تقرأ رسالة المكتب الراعي لموسوعة غينيس يعلن فيها قبول لوحتها التشكيلية التي تصور وجه رجل وضمها للموسوعة الدولية باعتبارها اصغر لوحة في العالم حيث بلغ طولها 1.2 سنتمتر وعرضها 0.9 سنتمتر، واحتفلت فتيحة في الرباط بهذه المناسبة فأقامت أخيراً معرضا لأعمالها الفنية في قاعة قلعة الوداية بالرباط.
فتيحة موظفة في ادارة التعليم وأم لثلاثة اطفال لم يسبق لها دراسة الفن التشكيلي، واستمدت موهبتها في الرسم من والدها الذي اشتهر في الرباط بفن نقش وزخرفة الخشب، وكانت تتابع منذ صغرها لمساته الفنية على اعماله الخشبية وتحاول نقلها بالرسم الى الورق. وحول فكرة اللوحة التي دخلت الى موسوعة غينيس تقول الفنانة المغربية انها لم تخطط للامر فقد كانت تتبع طريقة خاصة في رسم لوحاتها ومزج الالوان كي تقتصد في استعمال الالوان التي تكلفها ماديا، فتلجأ بداية الى رسم لوحات مصغرة قبل ان تحولها الى اخرى ذات احجام عادية، فأثناء ذلك اكتشفت صدفة انها رسمت لوحة تمثل وجه رجل في حجم صغير جدا فأرسلتها الى عنوان مكتب موسوعة غينيس في باريس.
وإلى جانب رسم الوجوه البشرية، تغرم فتيحة برسم مياه البحر وخاصة تلاطم الامواج على صخور الشاطئ، وتقول انها تستمد من حركة الاصطدام العنيف للماء بالصخور قوة معنوية لمجابهة التحديات والتغلب على الصعاب التي تواجهها في حياتها اليومية. واللافت ان فتيحة لا تستعمل الريشة بتاتا في اعمالها الفنية، وتستعيض عنها باستعمال اناملها، واستطاعت بواسطتها انجاز العديد من اللوحات التي شاركت بها في عدة معارض، وعبرت عن سعادتها بان لأناملها الفضل في ان تكون اول امرأة مغربية تدخل كتاب غينيس.
=