البشير وبداية النهاية

TT

* تعقيبا على خبر «البشير يلتقي وزير الخارجية القطري في الخرطوم وسط تكتم إعلامي كبير»، المنشور بتاريخ 6 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: نظام البشير في رأيي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وما الزيارة التي قام بها وزير الخارجية إلا لإسعاف النظام، فقطر لم يبقَ لها من علاقات مع الإسلاميين في المنطقة إلا السودان، فهي لا تريد أن تفقد هذه الركيزة الأخيرة، بعد أن فقدت مصر. المعايير تشير جميعها إلى أن انتفاضة الشعب السوداني ضد نظام «الإنقاذ» ستعود، فالنظام لا يملك المقومات لإزاحة أزمة التظاهر والانتفاضة المقبلة. عدم تعامل النظام بموضوعية مع الأزمة في السودان هو السبب الرئيس الذي سيعجل بزواله، وذلك بسبب استخدامه للعنف المفرط ضد المتظاهرين، الذي نتج عنه مقتل عدد كبير من المتظاهرين، وشعور المواطنين بالغبن لقتل أبنائهم من دون جريمة ارتكبوها، وكذلك عدم تعاطف النظام مع أسر هؤلاء أو تعويض أسرهم ماديا، إضافة إلى عدم تعامل النظام مع أزمة زيادة أسعار المحروقات بتغيير سياسته من حيث التقشف في الصرف، وخاصة الصرف الحكومي على الأجهزة الأمنية، وكذلك محاربة الفساد المفرط الذي يغذي الأجهزة الحكومية واستغلال التجار المؤيدين للحكومة، وأخيرا عدم تعامل الحكومة مع الحركات المتمردة وملف الجنوب بطريقة إيجابية لتسريع الحلول كركيزة لمعالجة الأزمة الاقتصادية.

خالد العثمان - أميركا [email protected]