نتنياهو يضع ثلاثة شروط للاتفاق مع الفلسطينيين ولا يعد الاحتلال سبب الصراع في الشرق الأوسط

قال إنه من دون اعترافهم بيهودية الدولة وتنازلهم عن حق العودة لن يكون هناك سلام معهم

TT

وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام الفلسطينيين ثلاثة شروط لتحقيق السلام، في خطوة من شأنها تعقيد المفاوضات السارية حاليا، وقال: إنه «من دون اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة (إسرائيل)، والتنازل عن حق العودة فلن يكون هناك سلام معهم».

ورفض الفلسطينيون فورا شروط نتنياهو، وعدها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد إعلان وفاة للعملية السلمية، فيما قالت حركة فتح الحاكمة في الضفة الغربية إن نتنياهو ما زال متمسكا بالآيديولوجيا الصهيونية المتطرفة.

وقال نتنياهو، الذي ألقى خطابا في جامعة بار إيلان حيث ألقى خطابه الأول قبل أربعة أعوام معلنا من هناك قبوله بفكرة حل الدولتين «إن الحل هو عبارة عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح وأعني نزعا حقيقيا من السلاح سيكون مستمرا، وهذا يتطلب إجراءات أمنية واضحة جدا وليس القوات الدولية. ولكن يجب على الفلسطينيين أن يعترفوا بالدولة اليهودية».

وتساءل نتنياهو «لماذا ترفضون الاعتراف بالدولة اليهودية؟ نحن مستعدون للاعتراف بدولتكم القومية، وهذا هو ثمن كبير جدا. هذا ليس أمرا يستهان به. ولكن سيتوجب عليكم القيام بسلسلة من التنازلات. والتنازل الأول هو التنازل عن حلم حق العودة. لا نكتفي باعترافكم بالشعب الإسرائيلي أو بدولة مزدوجة القومية ستقومون في وقت لاحق بغمرها بلاجئين. هذه هي الدولة القومية التابعة للشعب اليهودي».

وزاد قائلا: «طالما لا يقوم الفلسطينيون بذلك لن يتحقق السلام. يجب عليهم الاعتراف بحقنا بالعيش في دولتنا القومية، فحينئذ يمكن تحقيق السلام. أشدد على ذلك هنا وهذا شرط ضروري».

وأَضاف «توجد شروط أخرى مهمة لإنهاء المفاوضات، وأنا أذكر ذلك لأن العملية السياسية بيننا وبين الفلسطينيين تحمل في طياتها حل قضايا معقدة. وستتكلل هذه العملية بنجاح فقط إذا جرى ترسيخها على أسس من الحقيقة، حقيقة الحاضر والحقيقة التاريخية، وللأسف هذه الحقيقة تتعرض لهجوم دائم من قبل أعدائنا وخصومنا».

وعد نتنياهو أن الاحتلال ليس مصدر الصراع مع الفلسطينيين وفي الشرق الأوسط، بل يهودية إسرائيل، قائلا: «الوجود الإسرائيلي في أراضي 1967 ليس المشكلة المركزية وأصل الصّراع، بل هو الرفض الفلسطيني للاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة في أرض إسرائيل».

وأضاف: «قالوا: إن قلب الصراع في الشرق الأوسط هو القضية الفلسطينية والفلسطينيون، لكن هذه البقرة المقدسة لم تعد موجودة، فالصراع الحقيقي بدأ عام 1921 عندما هاجم الفلسطينيون، مقرات المهاجرين اليهود في يافا، كان هذا الهجوم ضد هجرة اليهود إلى أرض إسرائيل، وبعد ذلك جاء قرار التقسيم عام 1947 (الذي نص على إقامة دولة يهودية ودولة عربية)، فوافقنا عليه ورفضه العرب، كان رفضا للدولة اليهودية، وما زال كذلك».

ومضى يقول «نحن معنيون بإنهاء النزاع مع الفلسطينيين. والتوصل إلى سلام حقيقي، أمن حقيقي، وهو ما يتمناه كافة مواطني إسرائيل، ولكن جذر النزاع ليس النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني».

وقوبل خطاب نتنياهو برفض شديد من قبل الفلسطينيين وحتى المعارضة الإسرائيلية.

ووصفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الخطاب بأنه «خطوتان للوراء».

وقالت زعيمة المعارضة الإسرائيلية ورئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش إن خطاب نتنياهو كان متطرفا، ويهدف لكسب المتشددين في حزبه وفي الأحزاب الدينية المتطرفة ولا يخدم مصلحة إسرائيل.

ونقلت الإذاعة العبرية الثانية عن يحيموفيتش قولها «لقد عاد نتنياهو مسرعا من سفره ليلقي خطابا جديدا يظهر فيه أنه مخلص لليمين الإسرائيلي وأنه على مواقفه».

وتابعت: «خطاب نتنياهو يجعل الأمل الوحيد بالنسبة للفلسطينيين، هو دولة ثنائية القومية، وهو الخيار الأخطر على إسرائيل».

وفي رام الله، اعتبر تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الخطاب بمثابة إعلان رسمي ينعى فيه نتنياهو عملية السلام.

وقال خالد في بيان «إن إنكار بنيامين نتنياهو لوجود القضية الفلسطينية، ونفي الشعب الفلسطيني والحق الفلسطيني، هو ما قامت عليه سياسة وآيديولوجية الحركة الصهيونية في مسار صعودها وتحولها إلى حركة استعمارية وضعت نفسها منذ بداياتها في خدمة الاستعمار».

ودعا خالد الوفد الفلسطيني المفاوض إلى الانسحاب الفوري من «مفاوضات عقيمة تستخدمها حكومة نتنياهو للتغطية على سياستها الاستيطانية العدوانية التوسعية، وسياستها في خلق وقائع جديدة على الأرض تدمر فرص حل الدولتين، وأداة ابتزاز للاعتراف بما يسمى يهودية دولة إسرائيل، وما يترتب على كل ذلك من كوارث».

وقالت حركة فتح «إن ادعاءات نتنياهو بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية لا يشكل سببا في صراع الشرق الأوسط، هي محاولة بائسة للقفز عن الواقع وتزوير مفضوح للتاريخ».

وعد الناطق باسم الحركة أحمد عساف أن «هذه الادعاءات تعكس طبيعة الآيديولوجيا الصهيونية المتطرفة التي تعشش في ذهن نتنياهو»، مضيفا «أن الاحتلال الإسرائيلي كان سببا لأربع حروب شاملة مدمرة في المنطقة منذ عام 1948. ولا يزال سببا في سلسلة حروب وتوترات متواصلة. الاحتلال هو السبب المباشر لاستمرار العنف والكراهية والتوتر».

وجاء تصريح نتنياهو بعد ساعات من إعلان رئيسة الوفد الإسرائيلية المفاوض تسيفي ليفني، بأن موعد تسعة شهور لانتهاء المفاوضات، وهو السقف الذي وضعه الأميركيون، ليس مقدسا.

ورفض أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه إطالة أمد العملية التفاوضية، وقال «إن لدى القيادة الفلسطينية أكثر من سيناريو لمواجهة كافة الاحتمالات وعلى رأسها انهيار المفاوضات».