هجمات ضد الجيش والشرطة تخلف ثمانية قتلى صبيحة ليلة دامية في القاهرة

مصرع 54 في اشتباكات بين أنصار «الإخوان» وقوات الأمن بالمحافظات

مدرعة مصرية في مدخل ميدان التحرير أمس (أ.ب)
TT

شن مسلحون في مصر أمس سلسلة هجمات على قوات الجيش والشرطة سقط خلالها 8 قتلى، صبيحة ليلة دامية في العاصمة القاهرة جراء اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، خلفت 54 قتيلا وعشرات الجرحى.

وبدا لافتا انتقال هجمات المسلحين الذين يعتقد انتماؤهم لجماعات إسلامية متشددة إلى القاهرة ومحافظة جنوب سيناء التي ظلت بمنأى عن عمليات للجيش ضد متشددين إسلاميين تركزت في شمال سيناء بالقرب من الشريط الحدودي مع قطاع غزة.

وشهدت القاهرة استهداف مجهولين محطة للأقمار الصناعية بضاحية المعادي (جنوب القاهرة)، بقذيفتي «آر بي جي»، ما تسبب في تلفيات بأحد الأطباق اللاقطة المخصصة للاتصالات الدولية، بحسب مصدر أمني.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن استهداف محطة الأقمار الصناعية الذي خلف مصابين اثنين، بحسب مصادر طبية.

وفي محافظة الجيزة المتاخمة للعاصمة، هاجم مسلحون عناصر من الجيش في ميدان الرماية (غرب القاهرة). وقال وليد عبد الحميد أحد سكان المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إنه سمع دوي إطلاق نار كثيف في ساعة متأخرة ليلة أمس، وشاهد ملاحقات بالسيارات بين عناصر من الجيش ومجهولين.

وحذرت السلطات الأمنية سكان منطقة حدائق الأهرام والرماية (جنوب القاهرة) التي تعد مدخل القاهرة من جهة طريق الإسكندرية الصحراوي، ومحافظات صعيد البلاد، من الوجود في الشارع وطالبتهم بالتزام منازلهم، والتأكد من إغلاق بواباتها لمنع المسلحين من الاختباء بها.

في غضون ذلك، قتل ضابط جيش وخمسة مجندين في هجوم مسلح على دورية عسكرية على طريق 36 الحربي على التخوم بين محافظتي الشرقية والإسماعيلية (شرق القاهرة)، بحسب مصادر أمنية وطبية. وقالت المصادر الأمنية إن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم على جنود تمركزوا عند نقطة تفتيش بالطريق.

وفي تطور شهدته سيناء شبه الخالية من السلاح بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، فجر انتحاري مبنى مديرية الأمن بمدينة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء، ما تسبب في مقتل ثلاثة وسقوط عشرات القتلى.

وعثرت قوات الأمن على أشلاء آدمية وسط حطام السيارة المفخخة التي عثر عليها بساحة انتظار السيارات داخل مديرية الأمن، ويرجح أن تكون لمنفذ العملية الإرهابية، التي استهدفت مديرية الأمن. وأفاد شهود عيان في محيط مديرية أمن الطور أن أحد الأشخاص كان يرتدى زي عقيد شرطة، ويستقل سيارة ملاكي حمراء اللون، أوقف سيارته بساحة الانتظار على بعد نحو 25 مترا من مدخل المبنى، وتحدث في هاتفه الجوال ثم اختفى، وانفجرت السيارة بعدها بنحو 10 دقائق.

وعقب الهجوم الذي استهدف مقر مديرية الأمن بمدينة الطور في جنوب سيناء التي تعد أحد أبرز المقاصد السياحية الساحلية في مصر، تظاهر العشرات تنديدا بالعملية، ورددوا هتافات مناوئة لجماعة الإخوان المسلمين.

وقال شاهد عيان إن الانفجار نتج على ما يبدو عن انفجار سيارة ملغومة بفناء المبنى المكون من خمسة طوابق، مضيفا أن الانفجار حطم الواجهات الزجاجية للمبنى وأدى إلى تصدع بالجدران، وتضرر عدد من السيارات في محيطه.

وتأتي سلسلة الهجمات المسلحة ضد عناصر الجيش والشرطة صبيحة ليلة دامية في القاهرة، جراء اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين حاولوا اقتحام ميدان التحرير خلال احتفالات الآلاف من مؤيدي الجيش بذكرى الحرب المصرية - الإسرائيلية في 6 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973.

وسقط خلال مواجهات أول من أمس (الأحد) 54 قتيلا وأصيب 379 متظاهرا، بحسب بيان رسمي لوزارة الصحة، وأوضح البيان أن 19 قتيلا سقطوا خلال المواجهات التي شهدها ميدان رمسيس في قلب العاصمة، فيما سقط 27 قتيلا في الاشتباكات التي شهدها شارع التحرير ومنطقة الدقي (غرب القاهرة).

وتعد الاشتباكات التي اندلعت الأحد هي الأعنف منذ موجة العنف التي أعقبت فض السلطات الأمنية في البلاد اعتصامين لمؤيدي مرسي في منتصف أغسطس (آب) الماضي، وخلفت مئات القتلى.

وترفض جماعة الإخوان المسلمين الاعتراف بالمسار السياسي الذي أعلنه قادة الجيش بالتوافق مع قوى سياسية عقب عزل مرسي، وتعهدت الجماعة الأكثر تنظيما في البلاد بمقاومته.

وتستنكر جماعة «الإخوان» دائما العمليات الإرهابية واستخدام العنف، لكن مراقبين وقطاعات شعبية واسعة تحملها مسؤولية الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد منذ عزل مرسي.

وفي إجراء احترازي، قالت مصادر مطلعة إن الاجتماع الأسبوعي للمجموعة الاقتصادية في الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش انعقد أمس بإحدى شركات البتروكيماويات في منطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة).

وقالت المصادر إن الاجتماع الذي حضره وزراء البترول والصناعة والتجارة والاستثمار والتموين والكهرباء والتخطيط والتعاون الدولي ومحافظ البنك المركزي، أحيط بالسرية ونقل من مقر مجلس الوزراء بقلب القاهرة لدواع أمنية.

وكان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم قد نجا من محاولة اغتيال في 5 سبتمبر (أيلول) الماضي، في عملية انتحارية تبنتها جماعة إسلامية متشددة.

واستنفرت القوات الأمنية في القاهرة أمس، وفي جنوب سيناء، وأعلنت حالة الطوارئ في محيط مديريات الأمن، كما أعلنت سلطات الأمن بمطار القاهرة الدولي حالة الاستنفار الأمني أيضا وشددت من الإجراءات الأمنية على مداخل ومخارج وصالات السفر والوصول والطرق المؤدية للمطار.

وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى بالمطار إنه تمت الاستعانة برجال العمليات الخاصة لتأمين الأكمنة الموجود على مدخل مطار القاهرة من جميع الاتجاهات، كما انتشرت الكمائن المرورية بالتنسيق بين الشرطة والقوات المسلحة، وانتشرت المدرعات بالأماكن الحيوية، بالإضافة إلى وجودها بجوار الأكمنة.

وتتجه الأوضاع الأمنية في البلاد على ما يبدو إلى مزيد من الاضطرابات، بعد أن دعت جماعة «الإخوان» أنصارها للتظاهر اليوم (الثلاثاء)، كما جددت دعوتها للزحف باتجاه ميدان التحرير الجمعة المقبل.