«السلطة الخامسة» بين الحقيقة والخيال

هل خاطب أسانغ ندوة فيلمه؟

TT

مع بداية عرض فيلم «فيفث ستيت» (السلطة الخامسة) عن جوليان أسانغ، مؤسس موقع «ويكيليكس» الذي كشف عشرات الآلاف من الوثائق السرية، وخصوصا وثائق وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين، بالإضافة إلى وثائق بنوك ومؤسسات خاصة، بدا نقاش في واشنطن عن الفيلم. وكان أول نقاش بعد أول عرض للفيلم، واشترك فيه 50 شخصا تقريبا. وكتب عنه بعض المشتركين في صفحاتهم في الإنترنت. وقال بعضهم إن أسانغ نفسه (محتجز في سفارة إكوادور في لندن، لأن الحكومة البريطانية رفضت السماح له بالسفر إلى إكوادور التي منحته اللجوء السياسي) اتصل بالمشتركين خلال الندوة. لكن، نفى ذلك آخرون.

اتصل أو لم يتصل، هو موضوع الفيلم. بداية موسم هذه السنة للأفلام الأميركية لها نكهة خاصة. أو نكهة واقعية. كثير من الأفلام الجديدة عن أحداث واقعية. منها، بالإضافة إلى «فيفث ستيت»:

أولا: «وولف أوف وول ستريت» (ذئب وول ستريت): عن غوردن بلفور، المستثمر الذي قضى 20 شهرا في السجن بسبب فضيحة تزوير أوراق مالية في أوائل التسعينات. ويمثله الممثل ليوناردو دي كابريو.

ثانيا: «مونيومنت مان» (الرجل التذكاري): يخرجه ويقوم بدور البطولة فيه جورج كلوني. وهو عن جهود استعادة تحف مشهورة سرقها النازيون الألمان من منازل أثرياء يهود خلال حملة الإبادة ضدهم هناك.

ثالثا: «لون سيرفايفار» (الباقي الوحيد): عن فرقة الكوماندوز الأميركية «سيل» التي قتلت زعيم طالبان أحمد شهد، في عام 2005، وبطل الفيلم مارك والبيرغ.

رابعا: «كابتن فيليبس»: عن خطف سفينة شحن أميركية بواسطة قراصنة صوماليين، في عام 2009. ويقوم بدور الكابتن الممثل توم هانكس. في النقاش بعد أول عرض لفيلم «فيفث ستيت» في واشنطن، دار الحديث عن واقعية الفيلم. وهل أنصف، أو لم ينصف أسانغ؟

قالت واحدة: «زاد نقل الفيلم لما فعل أسانغ لأن الممثل البريطاني كامبرباتش مثل دوره. أعتقد، مع كل الاحترام لأسانغ، ولما فعل، شخصيته الواقعية تبدو ضعيفة. لهذا، أعتقد أن الممثل البريطاني قواها». وقال واحد: «ليس الموضوع عن أسانغ بقدر ما هو عما فعل أسانغ. لا أريد الدفاع عن أسانغ بقدر ما أريد الدفاع عما فعل. عن دعوته لمزيد من الشفافية واطلاع الشعوب على ما تفعل حكوماتها. رأيي الشخصي هو أن أسانغ مغرور وغريب». وقارن آخر بين الفيلم وفيلم «سوشيال نيتورك» (الشبكة الاجتماعية) عن مؤسس موقع «فيس بوك». وقال إن الثاني أكثر قوة لأنه ركز على الرأي أكثر من التطورات. وإن الأول ركز على التطورات أكثر من الرأي، على شخصية أسانغ (الغريبة). اعتمدت قصة الفيلم على كتاب عدد من من مساعدي أسانغ: دانيال دومشيتبيرغ، ليه ديفيد، لوقا هاردينغ. وركز على علاقة أسانغ مع دومشيتبيرغ. هذا هو مبرمج الكومبيوتر في ألمانيا الذي قابل الأسترالي في مؤتمر عن «الهاكرز» (قراصنة الإنترنت). واتفقا على تأسيس «نموذج جديد للعدالة الاجتماعية»، عن طريق استخدام التشفير لحماية المبلغين عن المخالفات في الحكومات والشركات. ولم يكن القصد نشر أي شيء، ولكن عند الإحساس بأن الحكومات تكذب على شعوبها، وأن الشركات والبنوك تخدع زبائنها.