كرزاي يلتقي الملكة إليزابيث الثانية بعد محادثات مثمرة مع شريف باستضافة بريطانيا

المفاوضون الأفغان يتجهون قريبا إلى باكستان للقاء قيادي من «طالبان»

الملكة إليزابيث تستقبل الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في قصر باكنغهام أمس (رويترز)
TT

استقبلت ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية أمس الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، في تكريم ملحوظ من البريطانيين للرئيس الأفغاني. وجاء الاستقبال الرسمي في قصر باكنغهام أمس بعد قمة استضافها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع كرزاي ورئيس وزراء باكستان نواز شريف في لندن أول من أمس، نجحت جزئيا في تقريب وجهات النظر بين كرزاي وشريف حول كيفية مواجهة حركة طالبان. وتحرص بريطانيا وغيرها من حلفاء الناتو على تهدئة الأوضاع في أفغانستان وإتاحة فرصة لمفاوضات سياسية مع حركة طالبان قبل سحب قوات الناتو من البلاد العام المقبل.

وأعلنت الرئاسة الأفغانية أمس أن موفديها المكلفين إجراء مفاوضات سلام مع طالبان سيتوجهون قريبا إلى باكستان للقاء الملا بردار المسؤول الثاني السابق في التمرد الأفغاني الذي خرج أخيرا من السجن.

وقد تم التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد في لندن أول من أمس خلال لقاء ثلاثي بين رئيس الوزراء البريطاني ونظيره الباكستاني والرئيس الأفغاني حميد كرزاي، كما أوضح مكتب كرزاي في بيان أمس.

وكانت السلطات الباكستانية أفرجت رسميا في سبتمبر (أيلول) الماضي عن عبد الغني بردار، مساعد القائد الأعلى لطالبان الملا عمر، ثم اعتقل في 2010 في باكستان، من أجل تسهيل حوار سلام بين كابل وطالبان. لكنه لم يستعد حريته كاملة وقد وضعته السلطات الباكستانية في الإقامة الجبرية، كما ذكرت منذ ذلك الحين مصادر متطابقة.

وأوضح بيان الرئاسة الأفغانية أنه تم الاتفاق في لندن «على أن يتوجه وفد من المجلس الأعلى للسلام قريبا إلى باكستان ولقاء الملا برادار».

والمجلس الأعلى للسلام هو هيئة حكومية أنشأها الرئيس كرزاي لإقناع طالبان ببدء مفاوضات سلام بينما ستسحب قوة الحلف الأطلسي، التي تعد أبرز قوة داعمة لحكومته الضعيفة، القسم الأكبر من قواتها من أفغانستان قبل نهاية 2014.

وتعتبر كابل أن الملا برادار يستطيع إذا كان حرا الاضطلاع بدور كبير لفتح مفاوضات السلام. لكن دور باكستان الدولة الجارة الواسعة النفوذ التي تدعم طالبان عندما كانوا في الحكم بكابل بين 1996 و2001 ما زال يعتبر أساسيا لتجنب حرب أهلية جديدة في أفغانستان بعد 2014.

وتقول الحكومة الباكستانية إن برادار يتمتع رسميا بحرية لقاء من يشاء لتشجيع الحوار. لكن طالبان ما زالت تعتبره سجينا، وأعلن مسؤولون أمنيون باكستانيون الشهر الماضي أنه في الإقامة الجبرية في كراتشي التي تقيم فيها عائلته.

ورغم دعوات كابل والبلدان الغربية رفضت طالبان حتى الآن البدء رسميا بمفاوضات سلام مع حكومة كرزاي التي يعتبرونها مدعومة من الغرب.

ولقاء الثلاثاء بين كاميرون وكرزاي وشريف هو الاجتماع الثلاثي الرابع الأفغاني - الباكستاني - البريطاني الذي يعقد منذ عام ونصف لمحاولة إحلال السلام في أفغانستان. وكان سريا جدا، خلافا لاجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي أسفر عن وعد لم ينفذ بالتوصل إلى اتفاق سلام في غضون ستة أشهر.