القبض على عصام العريان.. وتوقيف تسعة عناصر إرهابية في سيناء

مصدر أمني: تعليمات مشددة لضبط عبد الماجد قبل محاكمة مرسي لإرباك «الإخوان»

صورة نشرها الحساب الرسمي لوزارة الداخلية عقب القبض على القيادي الإخواني عصام العريان أمس (أ.ب)
TT

أعلنت أمس وزارة الداخلية المصرية القبض على القيادي الإخواني الهارب عصام العريان، كما تعهدت بتكثيف جهودها خلال الأيام المقبلة للقبض على القيادي الهارب بالجماعات الإسلامية عاصم عبد الماجد، قبل محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي المقرر انعقادها في 4 نوفمبر (تشرين ثاني) المقبل بمعهد «أمناء الشرطة» بضاحية طره (جنوب القاهرة)، مشددة على أنها تتابع بشكل جيد تأمين والفصل بين المودعين من رموز جماعة الإخوان المسلمين في منطقة سجون طره، فيما ألقت السلطات المصرية القبض على متشدد إسلامي كان قد سجن في قضية اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، واتهمته بالتآمر لشن هجمات بالقنابل لحساب تنظيم القاعدة منذ الإفراج عنه العام الماضي.

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك تعليمات واضحة للقوات بمواجهة أي محاولة للاعتداء على منشآت ومؤسسات الدولة خلال محاكمة المعزول»، مؤكدا أنه لن يجري بأي حال من الأحوال السماح لأي شخص بحمل السلاح.. وأن الداخلية لن تسمح بأي اعتصام لأنصار الجماعة في الميادين خلال المحاكمة.

وكشف المصدر الأمني عن أن جماعة الإخوان بعدما فشلت في المظاهرات والمسيرات وعمليات الحشد تسعى إلى إحداث حالة من الفوضى في البلاد قبل المحاكمة.. وصدرت تعليمات مشددة للأجهزة الأمنية لضبط العريان وعبد الماجد قبل المحاكمة، من أجل توجيه ضربات للجماعة لإرباك أنصارها وخفض الحالة المعنوية لديهم.

وفي سياق متصل، أكد اللواء عبد الفتاح عثمان، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، أن عصام العريان كان ملاحقا خلال الفترة الماضية بعدد 26 مأمورية أمنية بعدة محافظات، حتى تمكنت الأجهزة الأمنية أمس من جمع معلومة بوجوده داخل فيلا سكنية في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة (شرق القاهرة)، وجرى ضبطه من قبل فريق أمني على أعلى مستوى.

ويواجه العريان عدة اتهامات بالتحريض على العنف والقتل والإرهاب في عدة أحداث شهدتها البلاد عقب سقوط نظام الإخوان ومرسي من سدة الحكم في يوليو (تموز) الماضي.

وكشفت مصادر أمنية مسؤولة عن أن قوات الأمن ضيقت الخناق على تحركات العريان مؤخرا، مشيرة إلى أنه جرى نصب كمين أمس، ومحاصرة المبنى الذي كان مختبئا به والقبض عليه من دون مقاومة. وأكدت المصادر الأمنية، أن عصام العريان كان نائما يرتدي جلبابا أبيض وقد استيقظ مفزوعا أثناء اقتحام القوات للفيلا ولم يستطع التفكير في الهرب، ولم يكن بحوزته أي أسلحة، مشيرة إلى أن العريان رسم ابتسامة عريضة على وجه أثناء ضبطه وهى ابتسامة تعبر عن اندهاشه من القبض عليه.

وأوضحت المصادر التي تحدثت مع «الشرق الأوسط» أن «القيادي الإخواني كان مختبئا منذ فترة كبيرة داخل تلك الفيلا والتي تبين من البحث والمتابعة أنها مملوكة لمهندس ينتمي إلى جماعة الإخوان منذ فترة كبيرة، ولم يخرج نهائيا خوفا من رصد تحركاته». ويرى مراقبون أن القبض على القيادي الإخواني العريان يعد ضربة قاصمة لجماعة الإخوان، فهو أحد القيادات التي تتمتع بديناميكية قوية على أرض الواقع، واستطاع أن يحشد لاعتصام ميدان رابعة العدوية (شرق) والنهضة (غرب القاهرة)، وأن يحافظ على استمرارهما وتوسيع فعاليتهما على مدى شهر ونصف الشهر قبل أن يجرى فضهما على يد قوات الأمن المصري في 14 أغسطس (آب) الماضي.

ويقول المراقبون، إن «العريان كان يرسل تعليماته بشأن مظاهرات أنصار المعزول، ثم يقوم بتسجيل فيديو مسجل يبثه غالبا عبر قناة (الجزيرة) القطرية، يحث فيه الشعب بالنزول بالتزامن مع إرساله خطة اقتحام الميادين في المظاهرات التي يدعو لها تحالف دعم الشرعية، الداعم للإخوان أيام الجمع من كل أسبوع». كما يتوقع المراقبون أن يحبط خبر القبض على العريان من عزيمة الإخوان.

في السياق ذاته، قالت مصادر إخوانية، إن «العريان، وهو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، أحد أبرز الشخصيات المصرة على عودة الرئيس المعزول للحكم من جديد، كما يصر على عودة كل الأوضاع لما قبل 30 يونيو (حزيران) ووضع خارطة الطريق».

وقررت النيابة العامة أمس إحالة العريان إلى محكمة الجنايات في قضية «البحر الأعظم» التي راح ضحيتها عدد من القتلى والمصابين، كما قررت حبسه 30 يوما في قضيتي التحريض العلني على قتل المتظاهرين السلميين وأحداث العنف والشغب في منطقة بين السريات وأحداث مسجد الاستقامة بمحافظة الجيزة.

يأتي ذلك بالتزامن مع قيام السلطات المصرية بتوقيف نبيل المغربي، أحد عناصر الجماعات الجهادية، بتهمة التخطيط لاغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في 5 سبتمبر (أيلول) الماضي. وقالت مصادر أمنية إنه «ألقي القبض عليه لكونه جزءا من منظمة إرهابية وهي تنظيم القاعدة، ولأنه خطط لهجمات بالقنابل في البلاد».

وترجح المصادر الأمنية أن المغربي كان مقربا من وليد بدر، الذي فجر نفسه في موكب وزير الداخلية في المحاولة الفاشلة لاغتياله.

وبثت جماعة تسمي نفسها أنصار بيت المقدس شريطا مسجلا لبدر (وهو ضابط جرى فصله من الجيش المصري منذ أكثر من 10 سنوات) يعلن فيه إقدامه على اغتيال وزير الداخلية، ويحث المسلمين على قتل المسؤولين في حكومة مصر.

وكثف متشددون إسلاميون على صلة بـ«القاعدة» هجماتهم على جنود الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء وعدد من المحافظات المصرية منذ قيام الجيش بعزل مرسي، وقال العقيد أركان حرب أحمد علي المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، إن «دورية مشتركة من عناصر من الجيش الثاني الميداني بالاشتراك مع عناصر الشرطة المدنية تمكنت أمس من ضبط تسعة من العناصر الإرهابية والتكفيرية شديدة الخطورة في الشيخ زويد والعريش بسيناء، متهمين بالتعدي على كمائن القوات المسلحة والشرطة».

وسبق أن اعتقل نبيل المغربي وهو ضابط سابق في سلاح البحرية بالجيش المصري عام 1981 على خلفية اتهامه بالتورط في التخطيط لاغتيال الرئيس السادات، الذي اغتيل على أيدي أحد عناصر الجهاد لمعارضتهم معاهدة السلام التي وقعها مع إسرائيل عام 1979. وحصل المغربي بعد 31 عاما من الاعتقال على عفو أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي شمل أكثر من 500 معتقل سياسي؛ ينتمي غالبيتهم لتيارات إسلامية.