اليمن: هجوم كبير للحوثيين على السلفيين يوقع عشرات القتلى والجرحى بدماج

رئيس اللجنة الرئاسية لـ «الشرق الأوسط»: نسعى لوقف إطلاق النار ونشر قوات الجيش

TT

لقي عشرات المواطنين في شمال اليمن مصرعهم في هجمات متواصلة يشنها الحوثيون على الجماعات السلفية في تلك المنطقة بعد سقوط الهدنة التي توصلت إليها لجنة رئاسية الشهر مطلع الشهر الحالي، في الوقت الذي يواصل مؤتمر الحوار الوطني الشامل أعماله في ظل مقاطعة القوى الجنوبية لأعمال المؤتمر.

وأكدت مصادر محلية في منطقة دماج بمحافظة صعدة لـ«الشرق الأوسط» أن عشرات الأشخاص سقطوا قتلى وجرحى في عملية القصف المستمرة التي ينفذها الحوثيون على المنطقة التي يقطنها السلفيون وفيها معهد دماج السلفي الذي أسسه الشيخ الراحل مقبل الوادعي.

وقالت المصادر إن الحوثيين قاموا بقصف مسجد سكن طلاب معهد دماج السلفي، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ويأتي هذا القصف في ظل وجود أعضاء لجنة الوساطة الرئاسية في منطقة دماج، في محاولة لتثبيت هدنة وقف إطلاق النار، وتتهم بعض القوى جماعة الحوثي بخرق الهدنة التي توصلت إليها الشهر الماضي.

وقال الشيخ يحي منصور أبو إصبع، رئيس لجنة الوساطة الرئاسية لقضية دماج لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم الذي تتعرض له منطقة دماج من قبل الحوثيين «أهوج» وأدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من النساء والأطفال والمقاتلين وغيرهم من المدنيين، وأكد أبو أصبع أن السلفيين ترددوا في تسليم جبل البراقة للجان الميدانية لأنه الجبل الوحيد الذي يمتلكونه ويسيطرون عليه، لكنه انتقد رد الفعل للحوثيين جراء ذلك، واعتبره هجوما «بمختلف أنواع الأسلحة من جانب الحوثيين على منطقة دماج المحصورة في كيلومترين وبها كثافة سكانية تزيد على 15 ألف نسمة من النساء والأطفال والمقاتلين وغيرهم من المدنيين، وهذا الاستخدام الأهوج للقوة قد تسبب في خسائر بشرية كبيرة».

وأكد أبو أصبع لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة الرئاسية تعمل على وقف هذا الهجوم الحوثي على دماج وتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ الآلية الرئاسية للحل الشامل لمنطقة دماج ونشر القوات المسلحة هناك بعد وقف إطلاق النار.

إلى ذلك، ناقش مجلس الوزراء اليمني الأحداث الدامية الحالية في منطقة دماج، ودعا جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للمواجهات وكل أعمال العنف، والاحتكام إلى العقل والمنطق وتغليب لغة الحوار لحل أي إشكالات أو قضايا خلافية. وأكد ضرورة وقوف الجميع صفا واحدا ضد المخاطر التي تهدد الوطن ونسيجه الاجتماعي وتستبيح إراقة الدماء التي حرمها الله وعدم الانجرار للفتن الطائفية أو المذهبية التي تقوض فرص الاستقرار وتؤثر سلبا على الحوار الوطني الشامل الذي يسعى إلى حل كل القضايا وإرساء أسس جديدة لبناء دولة يمنية آمنة ومستقرة حديثة ومتطورة.

وشددت حكومة الوفاق الوطني على اللجنة الرئاسية المكلفة حل النزاع وإنهاء التوتر في منطقة دماج بمحافظة صعدة، ضرورة التسريع باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوقف الفوري لإطلاق النار بين الطرفين وإخلاء المواقع والنقاط المستحدثة وإحلال وحدات عسكرية بدلا عنها.

من جهة ثانية، قالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن مجلس الوزراء تدرس التحركات والأنشطة التي تقوم بها العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في بعض مديريات محافظة البيضاء وغيل باوزير بمحافظة حضرموت، والإسناد الحكومي والمجتمعي اللازم لجهود المؤسسة الدفاعية والأمنية لمطاردة وتعقب هذه العناصر وإفشال مخططاتها الإجرامية الهادفة إلى النيل من أمن واستقرار الوطن. وأشار مجلس الوزراء اليمني إلى ضرورة قيام وزارتي الدفاع والداخلية بتعزيز إجراءاتهما لمطاردة وتضييق الخناق على عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي وإفشال مخططاتهم الإجرامية.