تونسي يفجر نفسه أمام فندق في سوسة.. والقبض على ثان حاول تفجير ضريح بورقيبة في المنستير

وزارة الداخلية تعتقل خمسة عناصر إرهابية لهم «علاقة مباشرة» بهما

عناصر من الشرطة التونسية يفتشون المكان الذي فجر فيه الانتحاري نفسه في مدينة سوسة أمس (إ.ب.أ)
TT

فجر انتحاري تونسي صباح أمس نفسه في شاطئ سياحي بمدينة سوسة الواقعة على بعد 140 كلم جنوب العاصمة التونسية دون أن يسفر ذلك عن سقوط ضحايا.

وأفادت مصادر أمنية في سوسة لـ«الشرق الأوسط» أن شابا أسمر اللون حاول اقتحام أحد النزل الشهيرة في المدينة في حدود التاسعة صباحا، ولكن عناصر الأمن منعته من الدخول للاشتباه في هيئته، وعند رجوعه سمع دوي انفجار عنيفا نتيجة انفجار الحزام الناسف الذي كان يرتديه. ورجحت المصادر ذاتها أن تكون عملية التفجير قد جرت عن بعد، وأن الانتحاري لم يتحكم بنفسه في العملية. وأضافت أن الخوف من انكشاف أمره دعا من يقفون وراءه إلى التضحية به قبل اعتقاله من لدن الأمن، مشيرة إلى أن الانفجار أدى لانشطار جسم الهالك إلى نصفين.

وسارعت قوات أمنية مختصة إلى تمشيط المنطقة المحيطة بالنزل خشية وجود مواد متفجرة أو انتحاريين قريبا منه. وتوجهت على الفور تعزيزات أمنية كثيفة إلى مدينتي سوسة والمنستير.

وذكرت المصادر ذاتها أن الانتحاري تونسي الجنسية ويدعى «محمد خيلي بن يوسف» ويقطن في حي الزهور الشعبي الواقع غرب العاصمة التونسية، وهو من مواليد سنة 1992.

وبشأن هذا التحول المفاجئ في تكتيك التنظيمات الإرهابية قال أعلية العلاني، الخبير التونسي في الجماعات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» إن الإرهاب ضرب بطريقة أكثر خطرا هذه المرة. وأشار إلى أن مكافحة الإرهاب أصبحت أولوية مطلقة لدى جميع الحكومات التونسية، وهي مدعوة إلى إقامة وكالة مخابرات واستعلامات قوية في أقرب وقت ممكن حتى تتمكن من جمع المعلومات واستباق المعركة مع الإرهابيين.

وفي مدينة المنستير المجاورة (20كلم عن مدينة سوسة)، أبطلت قوات الأمن مفعول مواد متفجرة تعطلت لدى أحد الانتحاريين بالقرب من مقبرة الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة. وصرح هشام الغربي، المتحدث باسم نقابة الأمن الرئاسي لـ«الشرق الأوسط» أن الشاب الذي حاول تفجير «روضة آل بورقيبة» لا يزيد عمره عن 18 سنة، وهو أصيل منطقة زغوان (60 كلم شمال شرقي تونس)، وقال إنه من ذوي السوابق العدلية وقد صدرت في حقه أربع مذكرات اعتقال.

وأضاف أن الشاب كان يحمل حقيبة ظهر جعلت قوات الأمن تشتبه فيه، ففتشته وعثرت على مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار.

وقال الغربي إن الشاب لم يكن ملتحيا حتى يبعد عن نفسه أي شبهة، على ما يبدو، كما أنه كان موضع متابعة وملاحقة من قبل الوحدات الأمنية التي كشفت أمره.

وبعد الإعلان عن العمليتين الإرهابيتين، طلبت وزارة الداخلية التونسية من وسائل الإعلام الاعتماد على بلاغاتها الرسمية فقط، وذلك بعد تنامي الشائعات والأخبار حول التحضير لعمليات انتحارية أخرى في مدن تونسية أخرى.

ونتيجة لهذا العمل الإرهابي، قطع وزير السياحة التونسية مهمة في مملكة البحرين، وعاد إلى تونس لمتابعة الشأن السياحي، وتداعيات ما جرى على بقية الموسم السياحي. وفي هذا الشأن، أكدت مصادر في وزارة السياحة أن حادثة سوسة والمنستير، وهما من أهم المدن السياحية التونسية، لن تمر دون تأثيرات سلبية في أوساط وكالات الأسفار ومتعهدي الرحلات السياحية. وقالت إن التحول الجديد في تعاطي الإرهاب مع تونس، أمر غير إيجابي بالمرة وقد تكون له تداعيات سلبية على القطاع السياحي في تونس.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية التونسية إيقاف «خمسة عناصر إرهابية» قالت إن لهم «علاقة مباشرة» بانتحاري سوسة، وآخر حاول استهداف ضريح الرئيس الراحل بورقيبة في المنستير.

وقالت الوزارة في بيان: «تمكنت الوحدات الأمنية المختصة التابعة لوزارة الداخلية في وقت وجيز من القبض على خمسة عناصر إرهابية كانت على علاقة مباشرة بالعنصرين الإرهابيين اللذين حاولا صباح اليوم (أمس) تنفيذ عمليتين إرهابيتين بكل من سوسة والمنستير».

وأوضح محمد علي العروي، المتحدث باسم وزارة الداخلية أن الحادثين من فعل تونسيين من «السلفيين التكفيريين» أحدهما «أسمر البشرة» والآخر عائد من بلد مجاور من دون أن يحدد إذا كان يعني ليبيا أو الجزائر المحاذيتين لتونس.

وقال العروي لإذاعة «شمس إف إم» التونسية الخاصة إن الموقوفين الخمسة ينتمون إلى «جماعة أنصار الشريعة بتونس» التي صنفتها وزارة الداخلية نهاية أغسطس (آب) 2013 تنظيما إرهابيا، وأصدرت بطاقة جلب دولية ضد مؤسسها سيف الله بن حسين الملقب «أبو عياض».